تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما من ظن وهو الشاك فليس من أهل الإيمان عند أهل العلم ..

والذي كان من الصحابة رضي الله عنهم أول الأمر كان حق ويقين أن الله حق ورسوله صلى الله عليه وسلم ..

وإن لم يقم برهان عند بعضهم من الخبر لصدق المخبر بهذه الحقائق وعدم كذبه وهذا الذي عهدوه منه ..

فمن يقول أن الصحابة لم يوقنوا بكون الله تعالى ودينه حق فقد أخطأ عليهم بلا شك ..

فتعريفك للظن بغير لغة العرب أوقعك بكل هذا ..

فلو قلت أن الظن هو الشك والذي هو ضد اليقين عند العرب وبلسانهم خوطبنا لاسترحت من شغل فكرك بكل ما قلته ..

أما قولك ..

((و لا يقال بأن الأخ يوافق على هذا و إن سماه غيره ظن راجح أو غلبة ظن قلنا كلام الأخ يخالف هذا فهو مثلا في العمليات يوافق على كلام شيخ الإسلام في حكاية للإجماع فقال الأخ (وهذه القضية والإجماع المحكي والنص الوارد فيه حق لا نبطله وهو قولنا آنفاً .. ولم نقل بتأثيم أحد عمل هكذا البتة ... ))) ..

قال ابن تميم الظاهري ..

لا يصح تعميم الكلام والنقل لما أقله ..

والقضية التي قلت أنها حق هي ما قلته آنفاً ..

وقد نقلت هناك كلامك هذا ((و أما الإثم فقد أجمع الصحابة و التابعين على أن المجتهد إذا استفرغ وسعه لا يأثم بل يؤجر على اجتهاده كما ثبت في الحديث الصحيح.)) ..

فقلت أنا معلقاً عليها ..

((وهذه قضية قد أيدتها والحمد لله تعالى .. فإن كانت هي حق عندكم أيضاً فلا إنكار على من وقف على القطع عنده .. فإن كنتم ترون القطع بكذا وكذا فلا تنكروا على من وقف على القطع عنده في كذا وكذا .. وهذه القضية والإجماع المحكي والنص الوارد فيه حق لا نبطله وهو قولنا آنفاً .. ولم نقل بتأثيم أحد عمل هكذا البتة .. )) ..

هذا قولي الذي يصح نقله عني لا ما نقلته بارك الله فيك ..

وهو يخالف قولك الذي قلته آنفاً وزدت بيانه في تعريف الظن والشك واليقين ..

وقلت ناقلاً عني ..

((و انظر قوله (وإلا ما الفرق بين اعتقاد أهل الإيمان واعتقاد أهل الكفر .. ؟! فإن لم يكن مطلوباً منا اليقين بما نعتقد لصححنا عقائد باطلة بناء على أنها بذلت وسعها فعلمت أن عيسى عليه السلام هو الرب .. واليقين لا يبطله يقين ضرورة ... )). و قاله (ولاحظ أمراً دقيقاً .. أن من اعتقد وكان اعتقاده بغير يقين فلا يكون معتقداً .. فاليقين يوجب التصديق بالشيء إن كان ذلك اليقين مصدقاً له ... )).

فاليقين إذا زال في اعتقاد المؤمن لم يكن مؤمناً ..

فهو يوجب تصديق الشيء المعتقد به ..

فإن ارتفع اليقين ارتفع تصديقه ..

قد تكلمنا عليه وبينا خطأ فهمك فلا حاجة لإعادة ما قلنا ..

وقلت ناقلاً عني ..

((الثانية: قوله (لأننا نطلق كلمة اعتقاد ولا نعني فيها إلا اليقين بما نعتقده .. سواء سماها البعض ظن راجح أو غالب فلا محارجة في ذلك))) ..

ثم اعترضت بقولك ..

((أهل العلم فرقوا بين اليقين و الظن الراجح لفظا و معنى فمن قال من أهل العلم بالظن الراجح و وجوده قال بأنه دون القطع و اليقين و ما ذكرته من الإجماع الذي نقله شيخ الإسلام و الإجماع كذلك الذي نقله في العلم بالمقطوع به ثبوتا و دلالة دليل واضح على أنهم يفرقون بين الأمرين فمن قال بالعمل بالظن الراجح قولا و عملا لم يرد قطعا العمل بالمجزوم به و إنما أراد العمل بالراجح و هذا ليس بيقين عندهم فليزم أن من اعتقد بظن راجح لا يصح إيمانه لأنه قد دخله الشك في إيمانه و هذا لا يوافق عليه من قال بالراجح من الظن و لا يجوز إيهام عدم التفريق بين القطع و غلبة الظن عندهم كما هو مذهب الأخ بن تميم بأنه الإيمان لا يصح إلا بيقين فالإيمان عند أهل السنة و الجماعة و إن كان يجب بالقطع و اليقين و لكن يصح بغلبة الظن و اتباعها و هذا ليس من اتباع الظن المذموم.)) ..

أهل العلم إذا فرقوا بين هذه المسميات كما عهدنا في لغتنا وشرعنا فالحمد لله تفريقهم صحيح لا شك فيه ..

وإن كان تفريقهم بناء على علم الكلام فهذا ما لا نصححه البتة ..

فاليقين بينا تفسيره ..

والظن بينا تفسيره ..

والشك بينا تفسيره ..

كل هذا بلغتنا العربية لا لغة يونانية أو غيرها ..

وكل ما قاله الفاضل ههنا يضاد اللغة والقرآن ..

وكل الخطأ في نقوله أو تحريره واقع في تفسير هذه المعاني بغير ما عرفه العرب ..

فإن جاء بتفسير لأهل اللغة العربية لما خالفناه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير