((و الأخ قد وافق على أن العمليات يعمل بها بما ظهر لنا و أقر بإجماع شيخ الإسلام و أقر بوجود مرحلة وسط بين اليقين و بين الظن و هي الحكم بالظاهر و من المعلوم أن الحكم بالظاهر لا يكون بيقين فقال (وهذا كما قلت ولا فرق ..
فقول ابن تيميه أن الظاهر هذا محل اتفاق هو ما أنكره علينا الأخ الفاضل ..
ثم استشهد به لقوله .. !)) ..
قال ابن تميم الظاهري ..
أخي الحبيب ..
عندما تتكلم بلساني وتقول ما لم أقله فلا يصح أن تبني على ذلك حكماً وقولاً ..
بل إرجع إلى كلامي في موضعه ثم بيان في التعقيب قبل هذا تفهم ما الذي أقررت به من الإجماع ..
وهو نفي الإثم فقط ..
فما علاقة ما تستشهد به بما قلته .. ؟!
وقول ابن تيميه (أن الظاهر كذا ... ) ..
لا أتكلم عن لفظ الظاهر والمعنى منه عند أهل الأصول ..
بل هو كلام ابن تيميه الذي نقلته عنه ..
فأنت تريد الاستدلال لقبول الحكم الظاهر أو المعنى الظاهر ..
فتعلقت بقول الذي نقلته عن ابن تيميه (أن الظاهر كذا وكذا .. ) ..
فليست هذه تلك وليس هذا قولي أصلاً .. !
ثم تأتي تستدل بكلامي أن أهل الظاهر وقفوا على هذا الظاهر ..
لتقول أن هناك مرتبة بين اليقين والظن وهو الظن الراجح .. !
فلا يوجد أضعف من هذا الطريق .. !
الظاهر الذي تتكلم عنه هو ما يظهر من لفظ النص وليس غيره بلسان عربي مبين ..
ثم إن اليقين والشك هما الضدان ..
والذي سميته ظن راجح لأنه ظهر من النص فهذا الذي لا يصح البتة ..
فكيف نفهم كلام الله تعالى إن لم نعمل بما يظهر من لفظة واردة في النص بمعناه العربي الصحيح .. ؟!
إذا قلت لأخيك ..
اذهب واحضر لي كتاباً ..
أي معنى تفهمه من هذه الجملة بحسب لسان العرب .. ؟!
هل تقول أن إرادته جلب الكتاب مظنون .. ؟!
قد يكون المظنون الذي هو مشكوك به هو أي كتاب يريد أو وقت جلب هذا الكتاب وغيره ..
لكنك لا يمكن أن تبطل أنه يريد منك أن تجلب له الكتاب ..
ومن قال أنه لا يريد ذلك وإننا في شك من أنه يريد إحضار كتاب فقد أتى بالغرائب .. !
ولما صح كلام وتفاهم بين البشر البتة ..
فالواجب حمل كلام المتكلم وكذلك النص نحمله على لغة المخاطب بالنص ..
فإذا قال تعالى: {وأقيموا الصلاة} فنحمله على لغة المخاطب فنقول ..
العرب عرفت الصلاة بمعنى الدعاء ..
فنقول أمرنا الله تعالى بالدعاء ..
ثم علمنا من النصوص أيضاً أن الله تعالى طلب منا هيئة مخصوصة وسماها صلاة ..
فعلمنا أن الله تعالى أمرنا بصلاة على هيئة مخصوصة ..
فنسمي الدعاء صلاة وكذلك نسمي تلك الهيئة صلاة ..
فلا أهملنا لفظ العرب لهذه الكلمة ولا أهملنا تفسير الشرع ..
وقد نهمله إن ورد في نص أنه يبطل ذلك المعنى اللغوي ..
وهذا لا إشكال فيه ..
فأي ظنون وظن غالب يظهر من كلام الله تعالى لنا بحسب لساننا العربي .. ؟!
فكل ما قاله الفاضل هنا أخطأ به بلا شك ..
ولن يقدر على الإتيان ببرهان يجعلنا نقول ..
أن كلام الله تعالى عندما نسمعه فهو مظنون به ومشكوك به على أي معنى وجهة .. !!
وقد يخيّل إلى البعض أن لهم برهان في ذلك ..
لأن النص فسّر ألفاظاً واردة بمحل بغير اللفظ العربي ..
فهنا ليس كلام الله هو المشكوك به والمظنون ..
بل قول القائل هذا هو المظنون المشكوك به ..
لأنه لم يقف على اللفظ المفسر ..
فليس كلام الله مظنون به ولا مشكوك من مراده وتفسيره لألفاظه البتة ..
إلا من فسّر هذا الكلام من غير يوجب القطع بتفسير إمام أو تابعي أو غيرهم مما يعمل به بعض أهل المذاهب ..
فتفسير كلام الله تعالى يكون بكلامه هو وبكلامنا العربي الفصيح الذي يتفق عليه العرب ..
أما ما عدا هذا فكلام لا تتحصل منه بعلم ..
فسبحان الله كيف نجعل كلام الله مظنوناً به ..
وكلامنا نجعله مقطوع به ونطالب الناس أن يلتزموا معناه العربي الذي عهده السامع .. ؟!
ووالله لو قال لي أحد ..
أنا مسافر الآن ..
فقلت ..
كلامه هذا مظنون ولا نعرف ما المراد منه ولا نقطع به لشك بي وبعقلي .. !
فيقول القائل ..
أفأقول لك إني مسافر غداً فتقول لا أدري إن كنت تريد السفر المعروف أو غيره .. !
فقد تكون تريد سفراً بمعنى الموت فلا أدري أي معنى ..
أفيقول أحد مثل هذا .. ؟!
وإن قال أحد قد يكون يريد سفر الموت ..
قيل له ..
ارجع إلى اللغة واعرف على ماذا يطلق السفر في كلام العرب ..
¥