تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لأني قلت لو بان أن اجتهاده كان بناء عن ظن وجب تركه وبيانه للناس أنه خطأ ..

فكيف تعترض علي بما لا أقوله ولا ينتج من كلامي .. ؟!

فالدليل على أن من اجتهد يجب أن يكون بالطرق التي توصل إلى القطع معلوم ..

وقد بين الله تعالى لنا كل ذلك ..

فما قلت البتة أن العمل في الاجتهاد يجوز لبعض الناس بالظن ..

ولو أخرجت كلامي كله لن تجد هذه فما أدري كيف تنسبها لي ..

الله عز وجل أمرنا أن نقول عليه بعلم وقطع وبرهان ..

والمجتهد مطلوب منه ذلك وهذا قول ..

فإن ظهر خطأ الاجتهاد تركه وتبرأ منه ..

وإن ظهر له أنه كان عن ظن وتخرص كذلك تركه وتبرأ منه ..

فكل مجتهد مأمور بأن لا يتقوّل على الله بصغيرة ولا كبيرة ..

والتقوّل كل قول على الله ودينه بلا علم وقطع ..

فلا يقول هذا حلال وهذا حرام ..

لذلك نقول لك: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ..

والبرهان ما نقطع به ولا نشك فيه طرفة عين ..

فهاتوا برهانكم قلنا لكم كذلك على ما تدعون بأن الله تعالى أمركم بالعمل بالظن ..

ولذلك قال لكم الله تعالى ولنا: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} النحل 116 ..

لذلك قلنا لكم لا تقولوا هذا حلال وهذا حرام بلا علم وقطع ..

وقال عز وجل: {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} النساء 157 ..

فاختلف أهل الكتاب في قتل عيسى عليه السلام وقال الله تعالى إنه لفي شك منه ..

ثم قال ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ..

فاتبعوا ما تصوروه وما ترددوا به وما توهموه ..

وقال عز وجل: {نبؤوني بعلم إن كنتم صادقين} الأنعام 143 ..

ونحن نقول نبؤونا بعلم وبرهان عن قول الله تعالى الذي أمركم أن تتقولوا عليه بالظن إن كانت دعواكم صادقة ..

وقال تعالى: {هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} الأنعام 148 ..

ونحن نقول لكم أيضاً هل عندكم من علم وبرهان على دعواكم أن الله تعالى أمركم بالعمل بالظن .. ؟!

وما الحكم بالظن والظن الغالب كما تسميه إلا تخرص ..

لأنك تقر أنه لا يجزم بالشيء هذا ولا عكسه .. !!

هذه بعض براهيننا في منعنا من التقول على الله تعالى بالظن والتخرص ..

فهل تخرج لنا براهينك .. ؟!

التي طال المقام وإلى الآن لم تأت بدليل واحد صريح صحيح يوجب أو يجيز دعواك على الله .. !

وتقول عن تفسير الآية في التعقيب الثاني في حادثة الإفاك ..

((إما يكون الظن هنا اليقين أو الظن الغالب)) ..

فأما اليقين فنعرفه باللغة ومتى يصح إطلاق الظن ويراد به اليقين ..

وأما الظن الغالب فما هو هذا .. ؟!

ثم تقول ..

((و لكن مرادي ترجيح أن عائشه رضي الله عنها بريئة من هذا الفعل و اعتقاد هذا الأمر)) ..

كيف معنى الظن هنا ترجيح .. ؟!

وكيف تطلق عبارة (الظن الراجح والمرجوح) .. ؟!

كيف يكون ترجيح الراجح أو ترجيح المرجوح في عباراتك .. ؟!

لأنك تقول أن الظن هنا معناه الترجيح .. !!

فزن هذه الجمل مع بعضها وأعطنا النتيجة ..

ثم من أين لك أن تفسير الظن هو الترجيح كما قلت .. ؟!

هل اللغة التي خوطبنا بها تشهد لكلامك .. ؟!

أليس هذا محل اعتراض .. ؟!

وحديث الإفك ليس فيه إلا ..

أن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم وأهل الإيمان أمرهم الله تعالى أن لا نطعن في الناس بناء على شكوكنا وتحليلاتنا ما دمنا لا نجزم على شيء ولا برهان عندنا ..

فالأصل أن المؤمن خير تقي حتى يثبت عليه ببرهان غير هذا ..

فالنبي صلى الله عليه وسلم يجب عليه إحسان الظن ممن ظهر منه التقوى والعفاف ..

وكذلك أهل الإيمان طلب الله تعالى منا هذا ..

فلما ترك أهل الإيمان هذا الأصل الذي بينه الله تعالى عاتبهم ..

فكما ترون في أنفسكم الخير فلا بد أن تروه في غيركم من أهل الإيمان ..

هذا ما في حادثة الإفك فليست الحادثة بمعضلة ..

فها أنت تفسر الظن بكلام لم يرد عن العرب ولا يعرفوه ..

فكيف يكون الظن معناه ههنا الترجيح .. ؟!

الله عز وجل أمرهم أمر وجوب في نصوص أخرى وحذرهم من إطلاق قول بناء على شكنا في الناس فتركوا هذا الأمر وتصوروا فيها رضي الله عنها غير هذا ..

فلا معنى لأن يكون معنى الظن ههنا ترجيح أصلاً ..

وهو كمن فسّر الماء بالماء .. !

أما قولك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير