ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:07 ص]ـ
الأخ نصر الدين المصري:
ما رأيك في هذا الإجماع على حجية القياس والذي يدخل فيه ضمنا إجماع الصحابة:
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: قال المزني: الفقهاء من عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا وهلم جرا استعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام من أمر دينهم، قال: وأجمعوا أن نظير الحق حق ونظير الباطل باطل؛ فلا يجوز لأحد إنكار القياس؛ لأنه التشبيه بالأمور والتمثيل عليها. اهـ
هذه واحدة والثانية:
لي استفسار بسيط:
أخي الكريم: إن الإمام ابن حزم ومن تبعه لا يقولون بالتعليل أصلا، والنصوص التي وردت معلله يسمون العلة فيها سببا، ولا يطردونها.
قال ابن حزم في الأحكام (8/ 563): ولسنا ننكر وجود أسباب لبعض أحكام الشريعة بل نثبتها ونقول بها لكنا نقول إنها لا تكون أسبابا إلا حيث جعلها الله تعالى أسبابا ولا يحل أن يتعدى بها المواضع التي نص فيها على أنها أسباب لما جعلت أسبابا له.
وقال أيضا (8/ 566): فاعلم الآن أن العلل كلها منفية عن أفعال الله تعالى وعن جميع أحكامه البتة لأنه لا تكون العلة إلا في مضطر، واعلم أن الأسباب كلها منفية عن أفعال الله تعالى كلها وعن أحكامه حاشا ما نص تعالى عليه أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
هل تعرف أخي الكريم السبب الذي جعل ابن حزم ينكر تعليل الأحكام وبالتالي ينكر حجية القياس، وهل توافقه على هذا الأصل أم تخالفه فيه وتقلده في قوله؟
الرجاء التوضيح.
الأخ أبو المنذر
لقد كثر إطلاق دعاوى الإجماع دون بينه ..
ارجع إلى الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=460698&postcount=3
تجد فيه أدلة إبطال القياس
و في الدليل السابع تجد عدة آثار عن الصحابة فيها إنكار للقياس، و كفى بذلك دليلا على إبطال دعوى الإجماع المتقدمة.
و هناك فرق بين تعليل أفعال الله و تعليل أحكامه ..
و مدار حديثنا هنا هو تعليل الأحكام ..
و أنا لا أتفق مع ابن حزم في مسألة التعليل، و مفهوم السبب عنده يتساوى عند القياسيين مع مفهوم العلة القاصرة.
و أنا لا أقلد ابن حزم و لا غيره ..
و حقيقة تعليل الأحكام أن العلة ليست صفة واحدة مؤثرة، و لكن هذه الصفة التي يظن بها القياسيون التأثير ترتبط بباقي صفات الحكم ارتباطا يُفقدها تأثيرها إن وجدت وحدها.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:28 ص]ـ
هناك فرق بين تعليل أفعال الله و تعليل أحكامه ..
و مدار حديثنا هنا هو تعليل الأحكام
================
تحليله سبحانه للحلال (بأنواعه) أليس من أفعاله؟ و كذلك تحريمه للحرام أليس من أفعاله؟
و حكمه بالأحكام و شرعها، أليس من أفعاله؟
و هل هناك حكمٌ واحدٌ خارجٌ عن جعل الله له؟؟؟!!! هذه فلسفة و حيدة.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 12:19 م]ـ
هناك فرق بين تعليل أفعال الله و تعليل أحكامه ..
و مدار حديثنا هنا هو تعليل الأحكام
================
تحليله سبحانه للحلال (بأنواعه) أليس من أفعاله؟ و كذلك تحريمه للحرام أليس من أفعاله؟
و حكمه بالأحكام و شرعها، أليس من أفعاله؟
و هل هناك حكمٌ واحدٌ خارجٌ عن جعل الله له؟؟؟!!! هذه فلسفة و حيدة.
جزاك الله خيرا أخي الكريم بن حمد.
نعم تفريقه هنا إنما هو فلسفة وحيدة.
والحمد لله فالمسألة كما توقعت مرجعها عقدي، وظهر أن الأخ نصر الدين المصري من لازم قوله أنه لا يقول بتعليل أفعال الله، أو أن متناقض في هذه الجزئية.
يوضحه أن الحكم الشرعي هو خطاب الله نفسه على كلام الأصوليين، فالإيجاب أو التحريم إنما هو نفس خطاب الله؛ لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة ذاتية فعلية.
قال ابن النجار في شرح الكوكب المنير (ص/104 - 105) بعد أن ذكر تعريفه للحكم الشرعي: (وَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْحُكْمَ صِفَةُ الْحَاكِمِ , فَنَحْوُ قوله تعالى ({أَقِمْ الصَّلَاةَ}) يُسَمَّى بِاعْتِبَارِ النَّظَرِ إلَى نَفْسِهِ الَّتِي هِيَ صِفَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى إيجَابًا , وَيُسَمَّى بِالنَّظَرِ إلَى مَا تَعَلَّقَ بِهِ , وَهُوَ فِعْلُ مُكَلَّفٍ: وُجُوبًا. فَهُمَا مُتَّحِدَانِ بِالذَّاتِ مُخْتَلِفَانِ بِالِاعْتِبَارِ. فَتَرَى الْعُلَمَاءَ تَارَةً يُعَرِّفُونَ الْإِيجَابَ , وَتَارَةً يُعَرِّفُونَ الْوُجُوبَ نَظَرًا إلَى الِاعْتِبَارَيْنِ) ... اهـ.
وعليه فيتسامح في إيراد أحدهما مكان الآخر
فظهر بهذا خطأ الأخ نصر في قوله: (هناك فرق بين تعليل أفعال الله و تعليل أحكامه ..
و مدار حديثنا هنا هو تعليل الأحكام).
وقد تكلمت في هذا الرابط
http://forum.turath.com/showthread.php?p=1006#post1006
على أقسام الحكم من كلام العلامة الشنقيطي - رحمه الله، وتكلمت على الفرق بين طريقة الفقهاء والأصوليين في تعريف الحكم.
والله الموفق.
¥