تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد رجح شيخ الإسلام رحمه الله وجودهم في أهل السنة والجماعة، ونص على ذلك فقال في العقيدة الواسطية (ص 48):

"صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى أولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الأبدال وفيهم أئمة الدين الذين أجمع المسلمون على هدايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة فنسأل الله أن يجعلنا منهم".

فإذا كان وجودهم مقبولا فليس هم الدراويش أصحاب الشطح والرقص من أتباع الطرق الصوفية، أم هم العباد والزهاد، أم العلماء عموما، أم علماء مُمَيزون، أم مَن؟

قال عبدالغفار: ترجح لدي أنهم هم علماء الحديث. [/]

فقد أخرج الشيخ نصر المقدسي في كتابه الحجة على تارك المحجة بسنده عن أحمد بن حنبل أنه قيل له: هل لله في الأرض أبدال؟ قال نعم، قيل: من هم؟ قال إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعرف لله أبدلا". انظر المقاصد الحسنة (ص 34). الخبر الدال (الحاوي للفتاوي 2/ 253).

فهذا يدل على أن الأبدال هم من علماء أهل الحديث لا غيرهم، يؤيده قول جمع من أئمة الحديث كالبخاري والشافعي، وأبي حاتم وابن حنبل وغيرهم، في حق بعض الأئمة من علماء الحديث ورواته أنهم من الأبدال، كابن المبارك ووكيع بن الجراح وغيرهم.

وقد نظم الحافظ أبو عبدالله محمد بن علي بن عبدالله الصوري (ت 441 هـ) قول الإمام أحمد رحمه الله وهو أحد الأبدال فقال:

عاب قوم علم الحديث وقالوا هو علم طلابه جهال

عدلوا عن محجة العلم لما دق عنهم فَهْم الحديث ومالوا

إنما الشرع يا أخي كتاب الله لا مرية و لا إتكال

ثم من بعده حديث رسول الله قاض يقضى إليه المال

ثم إجماع هذه الأمة اللائي بأجماعها يكون الكمال

والقياس الذي عليه مدار الأمر حقا وما عدا ذا محال

وطريق الآثار تعرف بالنقل وللنقل فاعلمته رجال

همهم نقله وبقي الذي قد وضعته عصابة ضُلاّل

لم ينوا فيه جاهدين ولم يقطعهم عن طلابه الاشتغال

وقضوا لذة الحياة اغتباطا بالذي قد حووه منه ونالوا

فرضوه من كل شيء بديلا فلعمري لنعم ذاك البدال

ولقد جاءنا عن السيد الما جد خلف العليا فيهم مقال

أحمد المنتمي إلي حنبل أكرم به فيه مفخر و جمال

إن أبدال أمة المصطفى أحدهم حين تذكر الأبدال

أسأل الله أن يحقق فيهم قوله فهو ماجد فعال

انظر تاريخ دمشق (54/ 373).

فهم الذين نضّر الله وجوههم ببركة دعوته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم، وأكثر الناس اتباعا له، وهم أولياء الله في الأرض المبلغون دينه الداعين إلى سنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهم الذين وصفهم الله بالولاية وأن لا خوف عليهم ولا حزن، وهم أتباع الأنبياء وخصوصا خاتمهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا الإتباع لازمه العلم بالكتاب والسنة، والإستقامة على أمر الله عزوجل.

ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[22 - 04 - 05, 04:09 ص]ـ

جزاك الله خيرا شيخي الفاضل عبدالغفار ونفع بك , لقد استفدت من بحثك الطيب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 04 - 05, 05:37 م]ـ

جزاكم الله خيرا والأمر كما قال الشيخ أبو الوفاء العبدلي -وهو من مشايخ الحديث - أنه لايصح في ذكك حديث

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى

(وكذا كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة [الأولياء] و [الأبدال] و [النقباء] و [النجباء] و [الأوتاد] و [الأقطاب] مثل أربعة أو سبعة أو اثنى عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو القطب الواحد، فليس في ذلك شىء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينطق السلف بشىء من هذه الألفاظ إلا بلفظ [الأبدال]. وروى فيهم حديث: أنهم أربعون رجلًا وأنهم بالشام، وهو في المسند من حديث على رضى الله عنه. وهو حديث منقطع ليس بثابتبثابت، ومعلوم أن عليًا ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر على، وقد أخرجا في الصحيحين عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق) وهؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة على، فقتلهم على بن أبى طالب وأصحابه، فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي بن أبى طالب أولى بالحق من معاوية وأصحابه، وكيف يكون الأبدال في أدنى العسكرين دون أعلاهما؟

) انتهى.

وجزى الله الشيخ عبدالغفار على تفصيله ونقله لأقوال العلماء حول معنى الأبدال، فهو وإن لم يصح لحديث بذك إلا ان السلف نطقوا بها وقصدوا بها الطائفة المنصورة، وأما الأقطاب والأوتاد والنجباء والنقباء فلم يصح فيهم حديث كما سبق في قول ابن تيمية رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير