أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها أن لا تزوج بعده فتبتلت وجعلت لا تزوج وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى فقال عمر لوليها اذكرني لها فذكره لها فأبت عمر أيضا فقال عمر زوجنيها فزوجه إياها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها فلما فرغ قال أف أف أف أفف بها ثم خرج من عندها وتركها لا يأتيها فأرسلت إليه مولاة لها أن تعال فإني سأتهيأ لك"
انظر: الغدير للأميني 10/ 38، زواج أم كلثوم للسيد علي الشهرستاني ص 55، ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر مرتضى العاملي تحت فصل: مؤاخذات قوية.
وبئس العلماء الذين لا يعرفون كيفية الاستدلال، وبئس القوم الذي يتبعونهم!
الجوابُ عن هذه الشبهة
نقول: الجواب عن هذه الشبهة لهُ مساران:
الرواية و الدراية.
من حيث الرواية:
1/ في سندها: علي بن زيد بن جدعان
وهو: ضعيف
سئل أحمد بن حنبل عنه، فقال: ليس بشئ.
و مرةً قال: ضعيف الحديث
وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي.
وقد نقل المزي عدداً كثيراً من العلماء يضعّفونه، وذكروا أنّه يقلب الأحاديث، وأنَّه رفّاع. (انظر: تهذيب الكمال للمزي 20/ 434)
وقال ابن حبان البستي في كتابه (المجروحين 2/ 103):
كان يهم في الأخبار، و يخطئ في الآثار، حتى كثر ذلك في حديثه، وتبيّن فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير، فاستحق ترك الاحتجاج به.اهـ
وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف، لا يحتجّ بحديثه.اهـ (الشجرة في أحوال الرجال 194)
و جاء في طبقات ابن سعد - نفس الكتاب الذي أخذ الرافضة منه الرواية - أن ابن سعدٍ قال عن زيد بن علي بن جدعان:
وكان كثير الحديث، و فيه ضعف، و لا يحتجّ به. اهـ (طبقات ابن سعد 7/ 252)
وقال العجلي في (الثقات 346):علي بن زيد بن جدعان: يُكتب حديثه، وليس بالقوي. اهـ
قال ابن حجر العسقلاني في الإصابة 8/ 209: وعلي بن زيد ـ أي ابن جدعان ـ متفق على سوء حفظه.اهـ
وقال ابن كثير في البداية و النهاية الجزء الأول / صفحة: تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وهو منكر الحديث.اهـ وانظر أيضاً 6/ 234
[انظر المصادر التي صرّحت في تضعيفه من غير المصادر المذكورة آنفاً، من مثل:الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 6/ 186، المغني في الضعفاء للذهبي 2/ 447، تقريب التهذيب ط: شعيب الأرناؤوط 3/ 43، تهذيب التهذيب 7/ 322، الضعفاء الكبير للعقيلي 3/ 229، سير أعلام النبلاء 5/ 206، الثقات للعجلي 346، ميزان الاعتدال 3/ 129، وغيرها]
2/ أنَّ فيها: انقطاعاً
فعليّ بن زيد بن جدعان لم يلقَ عاتكة بن زيد، فيكون في الأثر انقطاعاً يمنع من الاحتجاج به و الاعتماد عليه.
فعاتكة توفيت سنة إحدى و أربعين (البداية و النهاية 8/ 26)
و علي بن زيد بن جدعان توفي في عام 131 هـ!!!!
قال خليفة بن خيّاط في طبقاته ص369:
علي بن زيد .. مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.اهـ
وقال خليفة بن خياط في تأريخه ص298:
وفي سنة إحدى و ثلاثين ومائة ..... توفي في الطاعون علي بن زيد بن جدعان. اهـ
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة علي بن جدعان 5/ 206:
ولد - أظنّ- في دولة يزيد ... ومات سنة إحدى وثلاثين ومئة.اهـ، وكذا في (العبر في خبر من غبر 1/ 172)
وقال ابن حبان في المجروحين 2/ 103:
مات بعد سنة سبع وعشرين ومائة، وقد قيل: إحدى و ثلاثين ومائة.اهـ
وذكر المزي في تهذيب الكمال 20/ 444:
أنه توفي 129، وقيل 131.اهـ
وفي ميزان الاعتدال 3/ 129:
مات سنة إحدى و ثلاثين ومائة.اهـ
وذكر ابن حجر في التقريب 3/ 43 أنه مات سنة 131. اهـ
والحادثة - لو صحّت - فقد كانت عام 12 هـ، إذ إن زواج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان في عام 12هـ
(الاستيعاب 13/ 74. بهامش الإصابة، تاريخ الطبري 3/ 385، البداية و النهاية 6/ 353)
فبين الحادثة -لو صحت - وبين مولد علي بن زيد بن جدعان تقريباً: 50سنة!!!
وبين وفاةِ عاتكة وبين مولد علي بن جدعان قريباً من السنين العشر!!
فأين اتّصال السند!
وأين من روى عنهم علي بن زيد!
ولذلك يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 358:
¥