فالله تعالى لم يزل له يدان ووجه وعينان لم يحدث له شيء من ذلك بعد أن لم يكن، ولن ينفك عن شيء منه، كما أن الله لم يزل حياً ولا يزال حياً، لم يزل عالماً ولا يزال عالماً، ولم يزل قادراً ولا يزال قادراً ... وهكذا، يعنى ليس حياته تتجدد، ولا قدرته تتجدد، ولا سمعه يتجدد بل هو موصوف بهذا أزلاً وأبداً، وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع، فأنا مثلاً عندما أسمع الأذان الآن فهذا ليس معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان بل هو منذ خلقه الله في لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة.
واصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية، قالوا: لأنها ملازمة للذات، لا تنفك عنها.
والصفات الفعلية هي الصفات المتعلقة بمشيئته، وهي نوعان:
صفات لها سبب معلوم، مثل: الرضى، فالله عز وجل إذا وجد سبب الرضى، رضي، كما قال تعالى:] إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفار وإن تشكروا يرضه لكم [[الزمر: 7].
وصفات ليس لها سبب معلوم، مثل: النزول إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر.
ومن الصفات ما هو صفة ذاتية وفعلية باعتباري، فالكلام صفة فعلية باعتبار آحاده لكن باعتبار أصله صفة ذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً لكنه يتكلم بما شاء متى شاء، كما سيأتي في بحث الكلام إن شاء الله تعال.
اصطلح العلماء رحمهم الله أن يسموا هذه الصفات الصفات الفعلية، لأنها من فعله سبحانه وتعالى.
ولها أدلة كثيرة من القرآن، مثل:] وجاء ربك والملك صفاً صفا [[الفجر: 22]،] هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك [[الأنعام: 158]،] رضي الله عنهم ورضوا عنه [[المائدة: 119]،] ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم [[التوبة: 46]،] أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون [[المائدة: 80].
وليس في إثباتها لله تعالى نقص بوجه من الوجوه بل هذا من كماله أن يكون فاعلاً لما يريد.))
وسئل فضيلة الشيخ: عن أقسام صفات الله تعالى باعتبار لزومها لذاته المقدسة وعدم لزومها؟
فأجاب بقوله: تنقسم صفات الله تعالى باعتبار لزومها لذاته المقدسة وعدم لزومها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: صفات ذاتية.
القسم الثاني: صفات فعلية.
القسم الثالث: صفات ذاتية فعلية باعتبارين.
فأما الصفات الذاتية فيراد بها الصفات اللازمة لذاته تعالى، التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها مثل الحياة، والعلم، والقدرة، والعزة، والحكمة، والعظمة، والجلال، والعلو ونحوها من صفات المعاني، وسميت ذاتية للزومها للذات، ومثل اليدين، والعينين، والوجه، وقد تسمى هذه بالصفات الخبرية.
وأما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئته، وليست لازمة لذاته لا باعتبار نوعها، ولا باعتبار آحادها، مثل الاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة فهذه الصفات صفات فعلية تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، وهي صفات حادثة في نوعها وآحادها، فالاستواء على العرش لم يكن إلا بعد خلق العرش، والنزول إلى السماء الدنيا لم يكن إلا بعد خلق السماء، والمجيء يوم القيامة لم يكن قبل يوم القيامة.
وأما الصفات الذاتية الفعلية فهي التي إذا نظرت إلى نوعها وجدت أن الله تعالى، لم يزل ولا يزال متصفاً بها، فهي لازمة لذاته، وإذا نظرت إلى آحادها وجدت أنها تتعلق بمشيئته وليست لازمة لذاته، ومثلوا لذلك بكلام الله تعالى، فإنه باعتبار نوعه من الصفات الذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، فكلامه من كماله الواجب له سبحانه، وباعتبار آحاد الكلام أعني باعتبار الكلام المعين الذي يتكلم به سبحانه متى شاء، من الصفات الفعلية لأنه كان بمشيئته سبحانه.
وصرح بالقسمين الأولين في التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية ص 20 للشيخ ابن رشيد.
وقد أشار إلى نحو مما ذكرنا في الفتاوي مجموع))
العشرون: معرفة ذكر الوجه، يعني: وجه الله تعالى وهو صفة من صفاته الخبرية التي مسماها بالنسبة لنا أبعاض و أجزاء؛ لأن من صفات الله تعالى ما هو معنى محض، ومنه ما مسماه بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء، ولا نقول بالنسبة لله تعالى أبعاض؛ لأننا نتحاشى كلمة التبعيض في جانب الله تعالى الله))
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 05 - 05, 06:31 م]ـ
اخي العزيز التبعيض والتجزيء يقال للمركب من اكثر من شيء.
فوجود الانسان قد لا يكون بكمال البنية. وكمال بنيته لا يتم الا بكمالالاجزاء.
فيمكن ان يكون انسان اعمى لان العين جزء قد يزول عن الاصل الذي هو الجسم وكذا يمكن بتر اليد والساق عن الانسان ويمكن ان يفقد نعمة الحركة او السمع او البصر لان زوال الجزء لا يوجب زوال الكل في هذه الصفات البشرية.
وهذا لكل المخلوقات المركبة من اجزاء زوال بعضها لا يوجب بالضرورة زوالها.
اما الله الخالق فهو صمد. وليس مخلوقا, لذلك لا يجوز لنا توهم ما يلزم العبد من انفصال الاعضاء. لانه دائم سبحانه ليس كمثله شيء.
اما كلام الشيخ رحمه الله عما لا يثبت الا بالخبر الصحي فذلك لان القياس ممنوع اصلا في هذه الصفات ولا يتوهم فيها ولا يقال كيف ولا لم.
الصفات المعروفة عقليا ايضا مستلزمة الكمال عقلا ايضا. فالله عز وجل له مطلق القدرة ومطلق العلم وهو حي لا يموت اذ ان العقل يستلزم ذلك لما يراه في المخلوق فيعرف الخالق من فعله المتقن الغير معاب من فعله شيء الا عند الاغبياء. الذين غابت عنهم حكمة الامور.
سبحانك لا علم لنا الاما علمتنا انك انت العليم الحكيم
¥