تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام القاضي عبد الوهاب البغدادي – رحمه الله - في [التلقين]: (من قام من اثنتين قبل الجلوس رجع ما لم يعتدل قائما، فإن اعتدل قائما مضى وسجد قبل السلام، لأنه نقص، فإن أخطأ فرجع جالسا سجد بعد السلام لأنه زاد، وقيل: قبله لأنه زاد ونقص).

قال الإمام أبو عبد الله المازري في شرحه للتلقين 2/ 646: (يتعلق بهذا الفصل خمسة أسئلة، منها أن يقال:

1 - لمَ رجع قبل أن يستوي قائما؟

2 - ولمَ لم يرجع إذا اعتدل قائما؟

3 - وما حكمه إذا رجع بعد أن اعتدل قائما؟

4 - وما حكم سجود السهو إذا لم يعتدل؟

5 - ولمَ اختلف في محل سجوده إذا رجع بعد أن اعتدل؟

والجواب عن السؤال الأول: أن يقال: اختلف المذهب في المتحرك للثالثة ساهيا إذا ذكر قبل أن يستوي قائما، فقيل إذا استقل وفارق الأرض تمادى على قيامه ولم يرجع، وهذا هو المشهور، وحده ابن المنذر عن مالك بأن قال: إذا فارق الأرض بأليتيه، وقيل: يرجع ما لم يستوي قائما.

فوجه القول الأول بأنه لا يرجع: أن محل الجلوس قد فات فلا يعود إليه بعد فواته.

ووجه القول بأنه يرجع: أن الأصل قضاء الأفعال بمثلها، ما لم يمنع من ذلك مانع، فإذا اعتدل قائما فقد تلبس بالقيام، والقيام فرض، فلا يترك فرضا نشب فيه لسنة أخل بها، وما قبل استوائه قائما لم يتلبس بفرض؛ فيمنع من الانتقال منه إلى سنة.

والجواب عن السؤال الثاني: أن يقال: اختلف الناس فيمن اعتدل قائما وقد نسي الجلوس.

فمذهبنا: أنه لا يرجع.

وقال النخعي: يرجع ما لم يقرأ.

وقال الحسن: يرجع ما لم يركع.

وقال ابن حنبل: إذا لم يقرأ فهو بالخيار بين أن يرجع أو لا يرجع، والأولى أن لا يرجع.

فدليلنا: ما روى أن المغيرة قام من اثنتين، فسبحوا به، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ قال: هكذا صنع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولأنا قدمنا أن القيام فرض، وذكرنا اختلاف الناس في الجلسة الأولى، وبينا أن مذهبنا أنها سنة، ودليلنا على ذلك، وإذا كان ذلك كذلك فلا يترك فرض لسنة.

ولعل النخعي: رأى أن القيام إنما يراد للقراءة، فإنما يتحقق تلبسه بالفرض إذا تلبس بالقراءة.

وكذلك الحسن: لعله قدر أنما القيام يراد للقراءة، والقراءة في هذه الركعة لا تجب، فإنما يتحقق تلبسه بالفرض عند تلبسه بالركوع.

ولعل ابن حنبل: رأى أن تتساوى المراتب فيما أخل به وفيما أخذ فيه، فخير بينهما واستحسن أن لا يرجع لنوع ترجيح، ولكونه أقرب لظاهر الحديث.

هذا الذي يظهر لي في توجيه الثلاث مقالات).

يبقى الجواب عن السؤال الثالث، وهو بيت القصيد – كما يقولون – أتركه لغد – إن شاء الله - حتى يتمعن أخي الفاضل فيما تقدم نقله، ويعيد النظر في المشاركات من أولها، وبذا ستكتمل عنده الصورة جيدا – إن شاء الله – ونستطيع أن نحرر – كما تعلمت من طلبة العلم الذين أحبهم وأجالسهم – أين محل اللبس بيننا- ولا أقول النزاع – فنأتيه من أقصر طريق لنزيله – إن شاء الله -. والآن فإني بحاجة لساعتين من النوم حتى أدرك الصباح – إن شاء الله – وعند الصباح يحمد القوم السرى، وسأبدأ المسألة مع أخي الفاضل من أولها، ليكون التدقيق أشد، ولكن ليس للتسرع في تخطئته؛ بل للاستفادة منه (ابتسامة وفاق ومحبة).

ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[09 - 05 - 05, 05:41 ص]ـ

مشايخنا الكرام ...

عذرا سؤال بسيط ...

من أين تأتوا بكل هذا النقل الطيب من على الحاسب؟؟ (إبتسامه عريضه) ....

شيخنا مصطفى الفاسى ... جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك ...

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 05 - 05, 08:43 ص]ـ

أيها الفاضل الكريم الحاسوب فتحا بابا لطلبة العلم في زماننا كان يتمناه أجدادنا بشغف، ولازلت أقول في نفسي، وقد قلت ذلك لغيري: كيف لو كان هذا الجهاز وما حوى بين يدي الأجداد وهم على ما هم عليه من فطنة ... ، وحب للعلم، وجلد في تحصيله ... ما كانوا ليتركوا لنا من خير فوق الذي تركوه لنا وهم بدونه؟

وقد أعطى هذا الحاسوب - و ما نتج عنه من أقراص - للباحثين ميزة عظمى كان المتحصل عليها يصبح شامة بين أهل العلم وهي الوصف بأنه من أهل الاستقراء التام، فيالله كم يسر هذا الجهاز من خير، وما حوى من مادة علمية ... والمهم هنا كيف يسر حضورها بين يدي طلبة ... وسرعة استدعائها. وأما الأهم وهو فهمها وهضمها فذلك الذي عجزت عن إيجاده عقول الرجال، فهل نعيش حتى نرى وجود آلة تفهمنا العلمَ قسرا؟ ياليت، أم أن تلك هبة ربانية؟ أظن أنها كذلك، {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب} {ففهمناها سليمان} فاللهم يا مفهم سليمان فهمنا العلم النافع، وارزقنا العمل به، والإخلاص في كل ذلك، وتقبل منا بفضلك ورحمتك.

ولكن كما تكلم الناس قديما عن ضوابط أخذ العلم من الزبر والمصنفات ... ، فالحق يجب أن تكون هناك ضوابط أشد لأخذ العلم من هذا الجهاز العجيب وما تولد عنه من أقراص أعجب، ففيه ... عيوب أكبر وأخطر من الكتب، وهذه مهمة طلبة العلم، فليتهم يكتبون لنا شيئا عن ضوابط ذلك وأدبه، و عن محاسنه ومعايبه ...

ومن محاسنه أنك لو سألته سؤالك هذا الأخير، وحتى الأول؛ لأجابك سراعا، فأت القوقل وضع سؤالك يأتك جوابه (ابتسامة محبة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير