الله اكبر ثلاثا ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ثم استفتح فقرأ سورة البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه و كان يقول في ركوعه (سبحان ربي العظيم) (سبحان ربي العظيم) ثم يرفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول) لربي الحمد (ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده (سبحان ربي الاعلى (ثم رفع رأسه من السجود و كان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده و كان يقول) رب اغفر لي, رب اغفر لي)
فصل اربع ركعات فقرأ فيهن البقرة و العمران و النساء و المائدة او الانعام شك شعبة.
و كذلك ذكر النووي رحمه الله دعاء الصديق (قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني انك انت الغفور الرحيم)
قال: هكذا ضبطناه (ظلما كثيرا (بالثاء المثلثة في معظم الرويات و في بعض روايات مسلم (كبيرا (بالباء الموحدة و كلاهما حسن فينبغي ان يجمع بينهما فيقال: ظلما كثيرا كبيرا)
و كذلك قوله: و وقع في رواية ابي داود و غيره (و بمحمد رسولا (و في رواية الترمذي (نبيا (فيستحب ان يجمع الانسان بينهما فيقول) نبيا و رسولا (و لو اقتصر على احدهما كان عاملا بالحديث (من قال حين يمسي: رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد نبيا كان حقا على الله تعالى ان يرضيه)
عود على بدء:
اذا ذكر الله تعالى عقب الاستيقاظ اول ابواب حل عقد الشيطان ثم يليها الوضوء فقد قال صلى الله عليه و سلم (اذا اسيقظ احدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه) البخاري و مسلم
و في هذا الحديث نكتة يلزم مراعاتها الا وهي ان مبيت الشيطان يكون عند الخيشوم بمعنى ان الوضوء من دون استنثار لا ينفع لحلّ هذه العقد ....
و هذا هو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فلم يعدل يوما ما على ترك الاستنثار و هو القائل صلوات ربي و سلامه عليه كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
(من توضأ فليستنثر و من استجمر فليوتر)
و لذا بوّب البخاري الفقيه فوق هذا الحديث بباب الاستنثار ....
و هذا هو احسن الوضوء من دون منازع و اذ كان ذلك كذلك فقد قال ابو الدرداء رضي الله عنه و ارضاه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال:
(من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين يحسن فيها الذكر و الخشوع ثم استغفر الله غفر له) احمد
فلا تعدل اخي الكريم عن الاحسن الى المشكوك فيه و دعك من الذين قسّموا اعضاء الوضوء الى سنن و فرائض مستدلين بآية الوضوء كما في سورة المائدة من قوله تعالى: يايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين ..... ) فهذا مثل قوله تعالى (و اقيموا الصلاة .... ) (حرمت عليكم الميتة و الدم .... ) فلم يذكر تعالى تحريم الصلاة و هو من اوكد اركانها فقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة (تحريمها التكبير و تحليلها التسليم) و كلاهما ركن من اركانها و لا صلاة بدونهما اجماعا ....
كما انه تعالى لم يذكر حلّ الكبد و الطحال و هما من الدم اجماعا ...
فافعال المصطفى و اقواله و تقريراته من تبينه لشرع الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ... )
و الذي يهمني من هذه الاسطر ان اقول ان السنة تخصصُ عموم الكتاب و تقيّد مطلقه ... و بالسنة يفهم الكتاب و بهما معا يتحقق الفلاح و بارشاد سلفنا الصالح النجاة كل النجاة من الزيغ و الضلال ....
عود على بدء:
ثم اعمال الشارع في ميزانه لهو الحكم العدل ... و من خلاله تحكم على نفسك اولا و على الآخرين ثانيا وانتفاء الموانع و تحقق المطالب له حظه مع الاخرين فكن على علم ...
فمن بات و العقد معقودة على قافيته و الشيطان عند خيشومه و البول على اذنه فنفسه خبيثة و الا فهي طيبة ...
و الخبث و الكسل توأمان كما انه الطيب و النشاط قرينان و ذلك قوله صلى الله عليه و سلم:
(فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
هذا و للحديث مزايا اخرى تركتها خشية الاطالة و لولا تلك المواضيع المتراكمة فوق ناصيتي لأسهبت له متونا و فروعا ...
و اسأل الله تعالى التوفيق و السداد و الثبات و ان يقبل جهد المقلّ فله الفضل اولا و آخرا و ان يكن صوابا فمنه وحده و الا فمني و الشيطان و الله و رسوله منه براء ....
تَََََََّمت بفضل َالله تعالى