تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أريد معلومات عن الأشهر الحرم]

ـ[طالبة مبتدئة]ــــــــ[13 - 11 - 05, 08:55 م]ـ

أعضاء المنتدى الأفاضل ..

أريد معلومات عن الأشهر الحرم ..

فضلها ..

ما الواجب فيها ..

كيفية تعظيمها ...

فمن يعرف كتابًا أو شريط أو مقال أو رابط عنها فليتفضل بوضعه ..

و جزاكم الله خيرا

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 11 - 05, 03:51 ص]ـ

من الموسوعة الفقيهة:

«المراد بالأشهر الحرم»

1 - الأشهر الحرم هي الّتي ورد ذكرها في قول اللّه تعالى: «إنّ عدّة الشّهور عند اللّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّه يوم خلق السّموات والأرض، منها أربعةٌ حرمٌ».

وهنّ: رجب مضر، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.

وهذا التّحديد تظاهرت به الأخبار عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.

فعن أبي بكرة «أنّ النّبيّ قال: إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السّماوات والأرض، السّنة اثنا عشر شهراً منها أربعةٌ حرمٌ: ثلاثٌ متوالياتٌ، ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم.

ورجب مضر الّذي بين جمادى وشعبان».

وروي مثل ذلك عن أبي هريرة وقتادة، وهو أيضاً قول عامّة أهل التّأويل.

«المقارنة بينها وبين أشهر الحجّ»

2 - ذكر أشهر الحجّ ورد في قول اللّه تعالى: «الحجّ أشهرٌ معلوماتٌ».

وقد اختلف أهل التّأويل في ذلك.

فقيل: إنّ أشهر الحجّ شوّالٌ وذو القعدة وذو الحجّة كلّه، يريدون بذلك أنّهنّ أشهر الحجّ، لا أشهر العمرة، وأنّ أشهر العمرة سواهنّ من شهور السّنة.

وقيل: يعني بالأشهر المعلومات شوّالاً وذا القعدة وعشراً من ذي الحجّة.

وقد صوّب الطّبريّ ذلك القول، لأنّ ذلك من اللّه خيرٌ من ميقات الحجّ، ولا عمل للحجّ يعمل بعد انقضاء أيّام منًى وعلى ذلك فبين أشهر الحجّ والأشهر الحرم بعض التّداخل، إذ أنّ ذا القعدة وعشراً من ذي الحجّة من أشهر الحجّ والأشهر الحرم، أمّا شوّالٌ فهو من أشهر الحجّ فقط، والمحرّم ورجبٌ من الأشهر الحرم فقط.

«فضل الأشهر الحرم»

3 - الأشهر الحرم فضّلها اللّه على سائر شهور العام، وشرّفهنّ على سائر الشّهور.

فخصّ الذّنب فيهنّ بالتّعظيم، كما خصّهنّ بالتّشريف، وذلك نظير قوله تعالى: «حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى» قال ابن عبّاسٍ: خصّ اللّه من شهور العام أربعة أشهرٍ فجعلهنّ حرماً، وعظّم حرماتهنّ، وجعل الذّنب فيهنّ والعمل الصّالح والأجر أعظم، وعن قتادة: الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزراً من الظّلم فيما سواها، وإن كان الظّلم في كلّ حالٍ عظيماً، ولكنّ اللّه يعظّم من أمره ما شاء، فإنّ اللّه تعالى اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن النّاس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشّهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيّام يوم الجمعة، واصطفى من اللّيالي ليلة القدر.

قال قتادة: فعظّموا ما عظّم اللّه، فإنّما تعظّم الأمور بما عظّمها اللّه عند أهل الفهم وأهل العقل.

«ما تختصّ به من الأحكام»

أ - القتال في الأشهر الحرم:

4 - كان القتال في الأشهر الحرم محرّماً في الجاهليّة قبل الإسلام، فكانت الجاهليّة تعظّمهنّ وتحرّم القتال فيهنّ، حتّى لو لقي الرّجل منهم فيهنّ قاتل أبيه أو أخيه تركه.

قال النّيسابوريّ في تفسير قوله تعالى: «ذلك الدّين القيّم»، أي هو الدّين المستقيم الّذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد توارثته العرب منهما فكانوا يحرّمون القتال فيها.

ثمّ جاء الإسلام يؤيّد حرمة القتال في الأشهر الحرم بقوله تعالى: «يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه.

قل قتالٌ فيه كبيرٌ وصدٌّ عن سبيل اللّه وكفرٌ به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند اللّه والفتنة أكبر من القتل».

ب - هل نسخ القتال في الأشهر الحرم؟

5 - اختلف أهل التّأويل في الآية الّتي أثبتت حرمة القتال في الأشهر الحرم، وهي قوله تعالى: «يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه.

قل قتالٌ فيه كبيرٌ» هل هو منسوخٌ أم ثابت الحكم؟ قال بعضهم: إنّ ذلك حكمٌ ثابتٌ، لا يحلّ القتال لأحدٍ في الأشهر الحرم، لأنّ اللّه جعل القتال فيه كبيراً.

وقال بعضهم: هو منسوخٌ بقول اللّه عزّ وجلّ: «وقاتلوا المشركين كافّةً كما يقاتلونكم كافّةً» وردّ ذلك عن الزّهريّ وعطاء بن ميسرة.

قال عطاء بن ميسرة: أحلّ القتال في الشّهر الحرام في براءةٌ قوله تعالى: «فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم وقاتلوا المشركين كافّةً»، يقول: فيهنّ وفي غيرهنّ.

وعن الزّهريّ قال: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرّم القتال في الشّهر الحرام ثمّ أحلّ بعد».

قال الطّبريّ: والصّواب من القول في ذلك ما قال عطاء بن ميسرة من أنّ النّهي عن قتال المشركين في الأشهر الحرم منسوخٌ بقول اللّه عزّ وجلّ: «إنّ عدّة الشّهور عند اللّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّه يوم خلق اللّه السّموات والأرض منها أربعةٌ حرمٌ ذلك الدّين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم وقاتلوا المشركين كافّةً كما يقاتلونكم كافّةً».

وإنّما قلنا ذلك ناسخٌ لقوله تعالى: «يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه.

قل قتالٌ فيه كبيرٌ» لتظاهر الأخبار بذلك عن رسول اللّه.

«تغليظ الدّيات في الأشهر الحرم»

6 - اختلف الفقهاء في تغليظ دية القتل في الأشهر الحرم أو عدم تغليظها، فالشّافعيّة والحنابلة يرون تغليظ الدّية للقتل في الأشهر الحرم.

وعند الحنفيّة والإمام مالكٍ لا تغلّظ الدّية.

ومن قال بالتّغليظ اختلف في صفتها، فقيل: إنّها ثلاثون حقّةً وثلاثون جذعةً وأربعون خلفةً، وقيل غير ذلك، ويفصّل الفقهاء ذلك في الدّيات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير