تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما حكم قراءة القرءان بالادارة؟ عاجل]

ـ[احمد صلاح]ــــــــ[16 - 11 - 05, 09:48 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

عندنا بالمسجد حلقة للتلاوة

يأخذ كل فرد فيها ربعا من القرءانمختلفة

وقال احد المشايخ ان الامام احمد قال عنها انها بدعة

اريد التثبت من هذه الفتوي

ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 11 - 05, 06:03 م]ـ

أخي الكريم هذا جواب لي مختصر في المسألة جمعته من كتب أهل العلم ومن الفتاوى الصادرة عن جمع من العلماء فإن كان صوابا فالحمد لله وإن كان خطأ فأستغفر الله:

قراءة القرآن جماعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أما بعد،

فقد سُئلت عن حكم قراءة القرآن جماعة، وعن قول القائل ببدعية ذلك إلا إذا كان للتعليم فقط؟

والجواب:

أن قراءة القرآن جماعة لها صور:

الأولى: أن يقرأ واحد ويستمع الباقون له، فهذه الصورة مستحبة بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بِن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ" قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ:" إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ:] فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [رَفَعْتُ رَأْسِي أَوْ غَمَزَنِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ.

قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى5/ 345:" وَأَمَّا قِرَاءَةُ وَاحِدٍ وَالْبَاقُونَ يَتَسَمَّعُونَ لَهُ فَلَا يُكْرَهُ بِغَيْرِ خِلَافٍ وَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ , وَهِيَ الَّتِي كَانَ الصَّحَابَةُ يَفْعَلُونَهَا: كَأَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ. ".

الصورة الثانية: أن يقرأ قارئ آيات ثم يتوقف ثم يعيد غيره ما قرأ الأول، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. انظر:" مطالب أولي النهى 1/ 598، و كشاف القناع انظر 1/ 433، و شرح الخرشي على مختصر خليل 1/ 353 " وغيرها.

الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يتوقف، ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته- وهي الصورة التي سأل عنها السائل وهي المعروفة بقراءة "الإدارة"- فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يُكره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وَقِرَاءَةُ الْإِدَارَةِ حَسَنَةٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ" الفتاوى الكبرى5/ 345. وقال ابن مفلح رحمه الله في الفروع 1/ 554 عن القول باستحبابها:"وَحَكَاهُ شَيْخُنَا-أي ابن تيمية- عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ".

لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ" رواه مسلم في صحيحه.

قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث:"وَفِي هَذَا: دَلِيل لِفَضْلِ الِاجْتِمَاع عَلَى تِلَاوَة الْقُرْآن فِي الْمَسْجِد , وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور ... ".

وقال أيضا رحمه الله في كتابه "التبيان في آداب حملة القرآن": " فصل:] في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين، وفضل جامعهم لذلك، وحاضري مجلس القراءة من القارئين والسامعين [اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة، وأفعال السلف والخلف المتظاهرة- ثم ذكر الحديث السابق وغيره- ثم قال: وأما فضيلة من يجمعهم على القراءة ففيها نصوص كثيرة، كقوله صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ". والأحاديث فيه كثيرة مشهورة، وقد قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: من الآية2) ولا شك في عظم أجر الساعي في ذلك" ثم قال: "فصل في الإدارة بالقرآن" وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عُشرًا، أو جزءًا، ثم يسكت، ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر، وهذا جائز حسن، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به" اهـ باختصار.

وأجازت اللجنة العلمية للإفتاء ذلك، فقالت ضمن إجابة سؤال عن القراءة الجماعية [السؤال رقم: 3، فتوى رقم: 4994، المجلد الثاني، صفحة:342]:"، أما إذا قرأ كل واحد لنفسه، أو تدارسوا القرآن جميعًا، كلما فرغ واحد قرأ الآخر، فاستمعوا له، فهذا من أفضل القرب "

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

(عضو) عبد الله بن قعود (نائب رئيس اللجنة) عبد الرزاق عفيفي (الرئيس) عبد العزيز بن باز

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" لا حرج أن يجتمع جماعة بعد صلاة الفجر أو المغرب أو الظهر أو العصر ويقرءون فيما بينهم حزبا من القرآن لكن لا على سبيل جماعي بل يقرأ واحد ويستمع الباقون ثم يقرأ الثاني ويستمع الباقون وهكذا"اهـ من فتاوى" نور على الدرب".

الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد. وهذه الصورة وقع فيها خلاف بين العلماء، ولهذا خروجا من الخلاف، ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، وفيما تقدم من صورٍ غُنْيَةٌ، وكفاية لمن أراد الخير.

وبعد،،،

فمما تقدم نجد أن اجتماع جماعة وقراءتهم للقرآن، كلٌ يقرأ آيات ثم يكمل الآخر من حيث انتهى مستحبةٌ، ومن الاجتماع على الخير، والتواصي بالحق، وتدارس القرآن، وأنّ القول ببدعية ذلك غير صحيح، ومخالف للنصوص الشرعية، ولما عليه جماهير العلماء، وهو من التسرع في الفتوى

دون مراجعة للأدلة الشرعية وأقوال أهل العلم، ومن هنا يجب التوبة إلى الله تعالى من تبديع الناس وتضليلهم دون حجة شرعية واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار؛ إذ البدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وكذلك لابد من مراعاة اجتهادات العلماء الكبار، والنظر في الخلاف قبل الإقدام على الفتوى، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، وصحبه، وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير