[بحث فقهي أحكام الترديد وراء المؤذن]
ـ[علاء بن جوده النادي]ــــــــ[26 - 11 - 05, 05:06 م]ـ
أحكام الترديد وراء المؤذن
إن الترديد وراء المؤذن يعد من القربات والطاعات- التي غفل عنها الكثير من الناس- لما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رَضِي اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وبعض الذين عرفوا هذه السنة لا يعرفوا الكثير من أحكامها وأريد في هذا البحث أن أبين هذه الأحكام:
أولا: الترديد وراء المؤذن في الأذان:
- حكمه: أنه سنة مستحبة.
لما ورد في الموطأ أن الصحابة كانوا إذا أخذ المؤذن بالأذان يوم الجمعة أخذوا هم في الكلام فإنه يبعد جدا أن تكون الإجابة واجبة فينصرف الصحابة مع ذلك منها إلى الكلام.
وما رواه ابن سعد عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: رأيت عثمان بن عفان والمؤذن يؤذن وهو يتحدث إلى الناس يسألهم ويستخبرهم عن الأسعار والأخبار.
- حالة المتابع: على أي حالة سواء كان طاهر أو محدث أو جنب أو حائض أو كبير أو صغير ويستثنى منهم المصلي ومن في الخلاء، وإذا سمعه وهو في قراءة أو ذكر أو درس أو نحو ذلك قطعه وتابع المؤذن ثم واصل بعد ذلك.
- طريقة المتابعة: أن يردد بصوت منخفض يسمع نفسه أو من بجانبه.
- ماذا يقول المتابع: أن يقول مثل المؤذن تماما ماعدا عند حي على الصلاة وحي على الفلاح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله للحديث عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا قالَ المُؤَذّنُ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فَقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللّه؛ ثُمَّ قالَ: حَيَّ عَلى الفَلاح، قالَ: لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبرُ؛ ثمَّ قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قالَ: لا إلهَ إِلاَّ اللّه مِنْ قَلْبه دَخَلَ الجنَّة". رواه مسلم في صحيحه.
- بالنسبة للترديد على حَيَّ عَلى الصَّلاةِ و حَيَّ عَلى الفَلاح يجوز أحيانا ترديدها نفسها لصحة الخبر بذلك.
- بالنسبة للترديد على الشهادتين يجوز أحيانا أن يقول وأنا أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأنا أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أو أن يقول (وأنا وأنا) فقط لصحة الخبر بذلك. (ويجيب أحيانا حين يسمع المؤذن [يتشهد] بقوله: (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا) لحديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع المؤذن يتشهد) فذكره وقال في آخره: (غفر له ذنبه) أخرجه مسلم وغيره.
- بالنسبة لقول الصلاة خير من النوم في صلاة الفجر فالراجح ترديدها نفسها لأن ما ورد فيها لا أصل له، لذا فليس فيه سنة معتمدة.
- عند دخول المسجد: إذا دخل وكان وقت الأذان يستحب له أن ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان لكي يردد معه ثم يصلي تحية المسجد للجمع بين الفضيلتين.
- ماذا بعد الأذان:
1 - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ... " رواه مسلم وأفضل الصيغ الصلاة الإبراهيمية وهي "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وغيرها من الصيغ الصحيحة.
¥