ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 10:30 م]ـ
بل ما كان للشيخ سفر أن يقول ما قال في مقدمته تلك:
1 - " والألباني مثلاً مخطئ حين خالف الشيخ فيما ليس مذهبه. وصدق من قال: عدو عاقل خير من صديق جاهل".
كلام قاس نربؤ أن يتخاطب أهل السنة به ...
2 - ماذا يعني الشيخ سفر بالقسم الثالث الموسوم عنده بقوله:
(والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات، فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين، وغرضاً لسهام الفريقين،)
نربؤ مرة أخرى أن يوصف اهل الحديث بالتجهيل ... و هذا ديدن أساطين الأشاعرة والمعتزلة قديما وحديثا ... ويحزننا أن ينضم شيخنا سفر إلى الجوقة ... وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق ... والشيخ سفر قد علم موقف السلف من هذا المنهج ... وأن هذه العقليات هي الجهل بعينه عندهم ... فهل يريد الشيخ سفر أن ينكب أهل الحديث على كتب العقليات لكي لا يكونوا حشوية وتيوسا وإخباريين كما ينبزون ...
3 - (وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد، وبين حكم الواحد وحكم المجموع؛ فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه؛ فلا يضيره الوقوف بالساحل ... )
هكذا قال الشيخ سفر- شفاه الله-ويبدو أنه أخذ مسألة النوع والفرد بسطحية شديدة-لكي لا أقول وصفا آخر- ... مع أن هذه معضلة عقلية عظمى شغلت الناس قديما وحديثا من إفلاطون إلى راسل ... وتقاتل عندها الغربيون طيلة العصر الوسيط ... إسميون وواقعيون وتصوريون ... مذاهب متناحرة سببها الخلاف في النوع والواحد وفي المفهوم والمصداق ...
هل النوع مفارق للفرد .. ؟
هل النوع محايث للفرد .. ؟
هل النوع موجود حقيقي ... ؟
هل النوع موجود اعتباري .. ؟
هل النوع "شيء"أم "أسم"؟
لم أر الشيخ سفرا اقتحم هذا الخضم .. ولا أريد له ذلك لأن منهجنا ومنهجه لا يعرج على هذا المستنقع ... فكأن الأولى به أن يغض الطرف عما صدر عن الشيخ الألباني ... وتوصيف الشيخ الألباني بالجهل هنا في غير محله لأن هذا محل جهل كل الناس ... إلا أن يكون الشيخ سفر يدعي أنه عنده فصل الخطاب في ما احتار فيه البشر .....
شدة الخلاف في مسألة عند الفلاسفة لايعني عدم وضوحها عند غيرهم فكم من مسألة تجد لكل فيلسوف فيها رأيا خاصا به -و خاصة من عصر الأنوار فما بعده-و مع ذلك هي عند غيرهم من اهل الملل من اوضح الأمور في الفطرة و العقل و عليها تنبني أكبر الواجبات الدينية فخذ على سبيل المثال اختلافهم حول الفرق بين ما في الذهن و ما في خارجه تجد جدالهم في هذا يكاد لا ينتهي مع أن الفرق بينهما من أوضح الفروق عند عوام أهل الملل و لعدم تنبه بعض حذاقهم له و لانكارهم البعض الآخر له تورطوا في انكار بديهيات أقوى نقلا و عقلا و قد يصل الأمر الى انشار هذا اللغط حتى يؤثر شواظه -بفعل التربية و تأثير المحيط -حتى على الصفوة لو أمكن كما اثر مثلا لغطهم في هذه المسألة على الامام السمعاني في مسألة القدر و رغم ذلك لم يكن هذا مانعا من ان ياتي مجدد في القرن الثامن و يكون عنده فصل الخطاب و يستدرك على الامام السمعاني حتى انك لتعجب كيف أن اماما من هذا الحجم بقع في مثل هذا الدرك .... و كذلك الأمر هنا فيجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ان الذكاء وحده لا يكفي بل يؤخذ بعين الاعتبار أيضا موقعه من الحق و مقدار صدقه مع نفسه فلوجود الفلاسفة و غيرهم في زمكان بعيد عن نور النبوة و الحق الذي أتت به مع سير غالبيتهم مع اهواءهم دون رادع يوجد عندهم من الاختلاف ما الله به عليم في دقيق الأمور و جليلها و ان كانوا بمكان من الذكاء و الفطنة فلو كان هذا الأخير كافيا لما كانت هناك حاجة لارسال الرسل و لترك الناس لعقولهم و كشفهم و حدسهم و كان ذلك كافيا لاقامة الحجة عليهم يوم البعث
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 07, 05:53 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فقد هجم على قلبي بعد قراءة كلام الشيخ أبي المعز أن أعلق على ثلاثة مواضع:
الأول: على قوله: (وما هذه العقليات إلا الفلسفة والكلام والمنطق).
والثاني: على كلامه حول تقاتل الغربيين وغيرهم حول بعض معضلاتهم العقلية.
¥