ـ[الخزرجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:12 م]ـ
و لكن الاشكال هنا أيضا تاريخي .. فيبعد جدا أن يصرح الامام الكناني بالتوقف في اتباث السمع و البصر في عصر لم يكن يتورع فيه عن اثباتهما الا معتزلي او جهمي لوضوح أقوال و مآخذ أهل السنة آنذاك في هذه المسالة لا سيما في حاضرة الخلافة مع وفرة الأئمة هناك ترى ذلك جليا فيما نقل من كتب و مقالات أهل السنة في عهد الامام الكناني حتى أن رد الامام الدارمي مثلا على المريسي نفسه هو على مثل المقالة التي يذكرها هنا الامام الكناني ما يدل أنه لم يكن يخالف في ذلك الا مبتدع معروف بالبدعة لا على امام لبس عليه .. يوضح ذلك أكثر أن بعض أئمة أهل السنة هجروا و ذمت كتبهم لتصريحهم بما هو أقل وضوحا من هذه المسألة كتكلم الامام داوود بلفظ "المحدث" و عدم تمييزه له عن لفظ "الحادث" و كالذي أثر عن الكرابيسي و ابي ثور و البخاري مع أنهم لم يصرحوا بذلك في مناظرة شهيرة مع علية القوم و مع تواجد بعضهم في مناطق نائية و مع ذلك وصلت أقوالهم بدقة في الغالب الى حاضرة العلماء و لم يتوانوا في انكارها فكيف يصرح بقول بين ظهرانيهم من أحد أئمتهم دون أن يتفطن له أحد و يتفطن لمن هو أقل شأنا بين أئمة السنة كالامام المحاسبي أو الامام ابن كلاب؟؟ ما يؤكد وجهة النظر بأن الكتاب في أصله قد يكون للامام الكناني و انه زيد فيه في العصور التالية من عصر الامام الطبري الى عصر الامام ابن حزم حين بدأت بعض أصول المذهب الكلابي بالاختلاط و أصول أهل السنة .. و الا فان كل من خالط اقوال و كتب أهل الطبقة التي يزعم ان الكتاب ألف فيها يعلم أنه من الممتنع أن يصرح بمثل هذا القول الذي أطبقوا على ذمه في كتب الردود دون أن ينكروا على صاحبه
و الله اعلم بالحال و المآل
الذي يتبين لي من هذه النقطة بالذات أن توقف عبد العزيز في تلك المناظرة له سبب خاص، وهو أنه في ذلك الموضع كان قد اشترط أن لا يعدو الكلام عن نص التنزيل، فلا يركن أحد المتناظرين إلى التفسير ولا التأويل ولا الحديث. ففي الصفحة 13 من هذا الكتاب بتحقيق الشيخ الفقيهي - نسخة إلكترونية وبها أخطاء إملائية -:
قال عبد العزيز: فقال لي المأمون: فافعلا وأصلا بينكما يا عبد العزيز أصلا واتفقا عليه وأنا الشاهد بينكما إن شاء الله تعالى.
قال عبد العزيز: فقلت يا أمير المؤمنين: إنه من ألحد في كتاب الله عز وجل جاحدا أو زائدا لم يناظر بالتأويل، ولا بالتفسير، ولا بالحديث.
فهذا هو شرط المناظرة وأصلها. ومعلوم أن عبد العزيز إنما أمسك عن إطلاق القول بأن لله سمعا وبصرا لعدم وروده في القرآن، مع تصريحه بإطلاق أن لله علما. والجهمية أنكرت الكل، أنكرت علم الله وسمعه وبصره. فلو كان الإمساك ههنا غير سائغ لضرورة الحرب على الجهمية، فقد أتى هذا الكناني بما يلقى عليهم حجرا من إطلاقه أن لله علم.
ومما يؤكد أن عبد العزيز لا يريد بمنع الإطلاق هنا النفي أو إنكار الإثبات مطلقا، أنه قد أتى في المناظرة التالية التي لا يشترط فيها الاعتماد على نص التنزيل ببعض ما لا يؤثر عن الصحابة ولا التابعين فضلا عن وروده في الكتاب والسنة، مثل إطلاقه أن الله تعالى لا يكون مكانا للحوادث. ومراده بهذه الحوادث - فيما يظهر - المخلوقات لا أفعال الله تعالى. يضاف إلى ذلك أن أمثال عبد العزيز رحمه الله لا أحسب أن غاب عليه حديث "لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"، وفيه التصريح بإثبات بصر الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - 12 - 07, 11:27 م]ـ
العبارة لا شك في إشكالها , وقد طلب الشيخ عبدالعزيز بن باز من الشيخ إسماعيل الانصاري رحمهما الله أن يُعدَّ بحثاً في ترجمة الكناني وفي هذه العبارة وحدها من كتاب الحيدة والدافع لهذا هو استشكالها.
وقام الشيخ باعداد البحث , وبحثت عنه في مكتبة الشيخ اسماعيل فلم أجد منه إلا الورقة الاولى وسألت عن بقية البحث فلم أجده.
وكان في هذه الورقة مقدمة ذكر فيها النص محققا كما كتبته فأنا نقلتها منه , وذكر الشيخ أن هذا النص الذي كتبتُه وعدله الشيخ أبومالك العوضي: أنه أضبط من نص الشيخ .......... .
هذا كل ما وجدته من البحث المذكور.
وأما بالنسبة لكلمة (صير) فإن أراد بها تصيير المعاني فستكون مشكلة أيضا؛ لأن "الكتاب" من قوله تعالى: ((حم , والكتاب المبين , إنا جعلناه قرآنا عربيا)) ليس معناً.
والكتاب في الآية هو المرجع على الصحيح.
وجزاك الله خيرا على المشاركة , كما أهنيك على الشرف الذي حصلت عليه بحرصك على العقيدة المتجلي في مشاركاتك.
بارك الله فيك أخى الكريم وجعل الله العقيدة السنية أساس علومنا وأعمالنا.
بالنسية لتوقف عبد العزيز رحمه الله في السمع والبصر ينظر جوابه في ردي الأخير للأخ محب البويحياوي.
وأما بالنسية لتفسيره (الجعل) بـ (التصيير)، فالذي يظهر لي الآن أنه لا يقصد به (الإيجاد) أو (التغيير العيني) حتى يلزم هذا الانتقاد.فعبد العزيز رحمه الله إنما أراد التفريق بين (الجعل) الذي يتعدى إلى مفعول واحد، وبينه الذي يتعدى إلى مفعولين. فالأول هو الذي يقول فيه عبد العزيز إنه بمعنى (الخلق) - ويسميه: مفصلا -، والثاني هو الذي يكون معناه (التصيير) - ويسميه: موصلا - كما هو الواضح من كلامه في الكتاب.
قال عبد العزيز: "فقلت: يا أمير المؤمنين، إن جعل في كتاب الله عز وجل يحتمل معنيين عند العرب، معنى خلق، ومعنى صير غير خلق". فقد قيد قوله (صيّر) بقوله: (غير خلق). وأما التصيير الذي هو الإيجاد أو التحويل من عين إلى عين، فهو عين معنى الخلق أو التصوير، فلا يكون مرادا لعبد العزيز في هذا الصدد. والله أعلم.
¥