تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 06:32 ص]ـ

رابعا: بشر - في تلك المناظرة - لم يكن يسأل عبد العزيز ويناقشه في صفتى السمع والبصر. وهذا هو السر في عدم توسع عبد العزيز رحمه الله في الكلام على هاتين الصفتين. بل إنه لم يكن يشرح معنى كون الله تعالى سميعًا بصيرًا ولو تلميحا (لعدم من طالبه بذلك). فمثل هذا الموقف لا يقاس بما يجول في الخارج من النقاش والنزاع الشديدين حول هاتين الصفتين. فلكل مقام مقال.

والموضوع الأساسي لتلك المناظرة إنما هو قضية (خلق القرآن)، وقد نجح عبد العزيز في هذا المهام رحمه الله.

فليست القضية المركزية عندئذ قضية (السمع) ولا (البصر)، ولا حتى قضية (العلم). بل قضية (خلق القرآن) أولا وآخرا.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 04:28 ص]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الكريم و جزاكم الله خيرا على ما نبهتم اليه من الفرق بين الجهمية و المعتزلة في خلق أفعال العباد وهو أمر مشهور الا أن المقصود من كل هذا معرفة لمَ لم يستنكر احد هذا القول ان كان صاحبه قد صرح به في مناظرة و هو قول منكر اجماعا في تلك الفترة مع أنه قد انكر ما هو أخف منه كثيرا ... كتكلم داوود مثلا بلفظ المحدث فهذا قد اضطر اليه في مناظراته و مجالسه في أطراف خراسان و مع ذلك لم يمنع المقام من ان ينكر عليه أئمة السنة كاسحق وان يبلغ أهل بغداد وغيرها ... و ان قلنا أن الكناني لا يقول بهذا القول المنكر-خلافا لما فهمه ابن حزم- انما ألجأته اليه المناظرة و كتب الردود كما الجأت البخاري و داوود و نوضح المقصود من كلامه كما وضح الأئمة المقصود من كلام داوود و البخاري الا ان هذا لا يمنع من استشكال عدم انكار أحد لهذا الكلام الذي يفترض أنه قيل في حاضرة العلماء و مجمعهم و لا يتكلم عليه أحد-و لو غلطا كما فعل الذهلي مثلا أو تبريرا و دفاعا كما فعل مسلم و ابن خزيمة مثلا- مع أنه في الظاهر يناقض مسألة هي أوضح عند السلف من مسألة خلق القرآن و فروعها ... ولو كانت على سبيل المناظرة و الرد .. و بمثل هذا رد الامام الذهبي على الجويني قوله في عدم اعتبار خلاف الظاهرية قال في السير

"قال إمام الحرمين أبو المعالي: الذي ذهب إليه أهل التحقيق: أن منكري القياس لا يعدون من علماء الامة، ولا من حملة الشريعة، لانهم معاندون، مباهتون فيما ثبت استفاضة وتواترا، لان معظم الشريعة صادر عن الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها، وهؤلاء ملتحقون بالعوام.

قلت: هذا القول من أبي المعالي أداه إليه اجتهاده، وهم فأداهم اجتهادهم إلى نفي القول بالقياس، فكيف يرد الاجتهاد بمثله، وندري بالضرورة أن داود كان يقرئ مذهبه، ويناظر عليه، ويفتي به في مثل بغداد، وكثرة الائمة بها وبغيرها، فلم نرهم قاموا عليه، ولا أنكروا فتاويه ولا تدريسه، ولا سعوا في منعه من بثه، وبالحضرة مثل إسماعيل القاضي، شيخ المالكية، وعثمان بن بشار الانماطي، شيخ الشافعية، والمروذي شيخ الحنبلية، وابني الامام أحمد، وأبي العباس أحمد بن محمد البرتي، شيخ الحنفية، وأحمد بن أبي عمران القاضي، ومثل عالم بغداد إبراهيم الحربي.

بل سكتوا له، حتى لقد قال قاسم بن أصبغ: ذاكرت الطبري - يعني ابن جرير - وابن سريج، فقلت لهما: كتاب ابن قتيبة في الفقه أين هو عندكما؟ قالا: ليس بشئ، ولا كتاب أبي عبيد، فإذا أردت الفقه فكتب الشافعي، وداود، ونظرائهما

ثم كان بعده ابنه أبو بكر، وابن المغلس، وعدة من تلامذة داود، وعلى أكتافهم مثل: ابن سريج، شيخ الشافعية، وأبي بكر الخلال، شيخ الحنبلية، وأبي الحسن الكرخي شيخ الحنفية، وكان أبو جعفر الطحاوي بمصر .... "

فأن يقول قوله على ملأ من هذا الجمع العظيم و بين اظهرهم و من امام كبير بحجم الكناني و ان لم يقصد معناه دون ان يستنكره أحد منهم -كما استنكروا أقوال غيرهم مع معرفتهم بمقاصدهم سدا للذرائع- لهو أمر مشكل لمن تأمله و يكون كمن قال ان حجرا سقط في بركة مليئة بالماء دون ان يحدث تموجا ...

و الله اعلم بالحال و المآل

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - 12 - 07, 03:44 م]ـ

أخي الكريم،

كل ما علقته هذا مبني على أن المناظرة جرت أمام أعين جمع من الأئمة الكبار.

فمن أين أخدت هذه المعلومة؟

الذي يظهر من متن الكتاب أن الكناني إنما أتى بوحده إلى مجلس المأمون،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير