فائدة 20:
أقسام العلماء.
قال – رحمه الله تعالى -:
[العلماء فيما نرى ثلاثة أقسام:
1 - عالم دولة: وهو الذي ينظر ما تشتهيه الدولة، فيلوي أعناق النصوص إلى ما تريد.
2 - والثاني: عالم أمة: وهو الذي ينظر إلى ما يصلح للناس ويروق لهم، فيحرف النصوص من أجل أن يوافق أهواء الناس، وهذا كثير.
3 - الثالث: عالم ملة: وهو الذي يقول بالملة، وينتصر لها، وهذا الأخير هو العالم الرباني].
الفائدة 21:
موضع يحسن الوقوف عليه.
قال - رحمه الله تعالى -:
[قوله تعالى: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب} هنا يحسن الوقف، ثم تبتدئ فتقول: {وما هو من الكتاب} لأن قوله: {وما هو من الكتاب} رد لقوله: {لتحسبوه من الكتاب}.
وقوله تعالى: {ويقولون هو من عند الله} قف أيضا {وما هو من عند الله} ابتدئ].
الفائدة 22:
معنى {يلوون ألسنتهم}.
قال – رحمه الله تعالى -:
[واللي نوعان:
1 - لي معنوي، وهو التحريف المعنوي.
2 - ليٌّ لفظي، وهو التحريف اللفظي.
وجعل بعض العلماء من اللي اللفظي: أن تتلو النصوص غير القرآنية بتلاوة النصوص القرآنية، يعني مثلا، تقرأ الحديث وكأنما تقرأ القرآن، لأنك إذا قرأت الحديث بنغمة قراءة القرآن أوهم السامع بأنه قرآن، فيدخل ضمن قوله {يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب}.
الفائدة 23:
معنى (ما كان)، و (ما ينبغي) في الكتاب والسنة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... وإذا جاء في القرآن {ما كان} فهو نفي: إما لانتفائه شرعا، وإما لانتفائه كونا، وإما لانتفائه شرعا وكونا، المهم أم " ما كان " و " ما ينبغي " و ما أشبه ذلك من التعبيرات في القرآن، تدل على أن الشيء ممتنع غاية الامتناع].
الفائدة 24:
لطيفة تؤخذ من قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله}، وبه الرد على غلاة المتصوفة.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ ... فالرسل – عليهم الصلاة والسلام – ينهون عن الشرك، ويأمرون بالتوحيد وتحقيق التوحيد وإكمال التوحيد، وهم أبعد الناس عن أن يقولوا: كونوا عبادا لنا من دون الله، ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة: أن من ورث الأنبياء لا يمكن أن يقول للناس: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، والعلماء ورثة هم الأنبياء، فلا يمكن لعالم أن يلزم الناس بقوله، لأنه لو ألزم الناس بقوله، فكأنما قال: كونوا عبادا لي من دون الله تعالى، وبهذا نعرف الرد على أولئك المشايخ كبيري العمائم، الذين يغرون شعوبهم، ويستخدمونهم تماما، حتى بلغني أن من المشايخ من يقول: أنا شيخ معصوم، أنا يحل لي أن أتزوج ألف امرأة!!، وفعلا يزوجونه!!!.
بعض المشايخ – من جهة ما يقولون لي – إن عنده خمسين امرأة تزوجا لا تسريا!!، لأنه معصوم، أو لأنه قد وصل إلى الغاية!، ولهذا يقولون: إن عبادة الأنبياء وسيلة، فإنهم لم يصلوا إلى الغاية، فعبادتهم عبادة العوام؛ أما الخواص فعبادتهم خاصة ما يحتاج إلى أمر ونهي!، لأنهم وصلوا إلى الغاية، أرأيت لو سافرت إلى مكة، فالعصا معك، والجمل معك، فإذا وصلت إلى مكة وضعت العصا، وسيبت الجمل،
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
فيقولون: العبادات وسائل إلى وصول الغاية والحقيقة، فإذا وصل الإنسان إلى الحقيقة والغاية فلا أمر ولا نهي، يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فهذا هو الكفر بعينه].
فائدة 25:
مسألة العذر بالجهل.
قال – رحمه الله تعالى -:
[ .. {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزا حكيما}.
هذه الآية فيها رد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، لأنه لو كان الإنسان مجبرا على عمله لكان لهم حجة، سواء بعث إليه الرسل أم لم يبعثوا، لكن بعث الرسل يقطع الحجة، وفيه أيضا رد على من قالوا:: إنه لا عذر بالجهل، لأن الله تعالى قال: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} مفهومه: لولا الرسل لكان للناس على الله تعالى حجة، لأنهم كانوا جاهلين، فالصواب الذي لا شك فيه، والذي تدل عليه الأدلة أن الإنسان معذور بالجهل فيما يفعله، ثم إن كان ينتسب إلى الإسلام
¥