تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو مسلم، وإن فعل ما يكفر إذا لم تقم عليه الحجة، وإن كان لا ينتسب إلى الإسلام فهو كافر، لكنه إذا كانت الحجة لم تبلغه، فإن القول الراجح أنه يمتحن يوم القيامة بما شاء الله عز وجل، ثم إما إلى الجنة، وإما إلى النار].

الفائدة 26:

الرد على من قال: إن إدريس قبل نوح عليهما الصلاة والسلام.

قال – رحمه الله تعالى -:

[ ... قوله تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}.

فذكر الله تعالى أنه أرسل نوحا وإبراهيم، وأن النبوة والكتاب كانت في ذريتهما، وهذا يدل على أنه لا رسول قبل نوح، وبهذا نعرف أن من قال من المؤرخين: إن إدريس كان جد نوح، فهذا قول باطل، لأنه يستلزم أن يكون هناك رسول قبل نوح، وهو مخالف للقرآن؛ وأما السنة فدليلها أن نوحا أول الرسل أنه في حديث الشفاعة المتفق عليه أنهم يأتون إلى نوح،ويذكرونه بنعمة الله، ومنها أنه أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، وهذا صريح بأن أول الرسل نوح .. ].

الفائدة 27:

عبارة: " الدين صالح لكل زمان ومكان ".

قال - رحمه الله تعالى -:

[ .. ولأنه خاتم النبيين كانت شريعته صالحة لكل زمان ومكان، وليس معناها: أنها تتغير بتغير الزمان، بل معناها: أن من تمسك بها صلح له الزمان في كل وقت، ولهذا قد يتوهم بعض الناس أن معنى صالح لكل زمان ومكان أنها تكيف بتكيف الناس!، وأن الناس إذا كان عندهم عمل كثير يلهيهم عن الصلاة، قلنا لهم: إما ألا تصلوا الظهر والعصر، لأنه وقت عمل!، وإما أن تجمعوهما إلى المغرب والعشاء، كما يوجد بعض العمال الآن، فقد بلغني أن بعض العمال يجمع الصلوات الخمس كلها عند النوم!!، لو قلنا: إن الدين يتكيف لكان هذا صحيحا، ولكن غلط.

معنى قول من قال: إنه صالح لكل زمان: أنه لا ينافي الإصلاح ولا الصلاح في أي زمان كان، تمسك بالدين يصلح لك أمر الدين والدنيا].

الفائدة 28:

أفضل الأنبياء هو محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف الرد على من استدل بقوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟!

قال – رحمه الله تعالى -:

[ .. وفي يوم القيامة يأتي الناس أكابر الأنبياء لطلب الشفاعة، حتى تنتهي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على أنه – عليه الصلاة والسلام – أفضل الرسل ..... ثم إبراهيم، فإن قال قائل: كيف تقول ذلك؟! أو كيف يكون ذلك، وقد قال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، ومن المعلوم أن التابع أقل درجة من المتبوع؟

فيقال: هنا لا تفاضل، لأن الملتين واحدة، وهي التوحيد، لكن ذكر إبراهيم لأن اليهود يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، والنصارى يقولون: نحن أولى بإبراهيم!، فقال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}، وعلى هذا فما خالف هدي الرسول، فقد خالف هدي إبراهيم، فيكون في ذلك إقامة الحجة على من قال: إنه أولى بإبراهيم من محمد – عليه الصلاة والسلام -، ولهذا قال الله عز وجل مصرحا بذلك في قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم لذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا}، والذين اتبعوه في زمن رسالته، أما بعد بعثة الرسول – عليه الصلاة والسلام – فأولى الناس بإبراهيم محمد – صلى الله عليه وسلم -].

الفائدة 29:

كلام متين جميل للشيخ، يرد فيه على من يدعو الرسول والأولياء.

قال – رحمه الله تعالى -:

[والعجب أن قوما من الناس ادعوا محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وكذبوه ضمنا في قوله: {لا أملك لكم ضرا ولا رشدا}، فصاروا يدعون الرسول – عليه الصلاة والسلام – بأن يجلب لهم الخير، ويدفع عنهم الشر، ويقولون: هذا من تعظيمه!!، هذا من محبته!!؛ وإذا نُهوا عن ذلك، قالوا للناهي: أنت تبغض الرسول!، وأنت منتقص للرسول – عليه الصلاة والسلام – وما أشبه ذلك!، فأي الفريقين أحق بالصواب؟ النافي؛ أما المثبت فهو أعدى من يكون للرسول – عليه الصلاة والسلام -، لأنه كذبه، ووقع فيما نهى عنه حيث قال: لا تغلوا في، ولكنه أبى إلا أن يغلو في الرسول – عليه الصلاة والسلام -.

فما وظيفة الرسل إذا انتفت عنهم هذه الصفات؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير