تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه وسلم – يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه ".

فميزه بالمحبة، وبأن يفتح على يديه، وحين سأل عنه، قالوا: إنه يشتكي عينيه، فأمر به، فأتى، فبصق في عينيه فبرأ، كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية، وقال: " انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم "؛ هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر، ولا لعمر، ولا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما، كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك، وجزع – رضي الله تعالى عنه -،قال: تخلفني في النساء والذرية، أو كلمة نحوها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "؛ وهذه خصيصة له، لأنه خلفه في أهله، كما خلف موسى هارون في قومه، بل أعظم من ذلك، أمر النبي – عليه الصلاة والسلام – من أدرك أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء، وهذه الخصيصة لم تصر لأحد من الصحابة، مع أن الصحابة أفضل من أويس، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم أفضل من أويس بلا شك، و لكن هذه خصيصة له، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر، ولا من عمر، ولا من عثمان، ولا من علي، ولا من غيرهم أن يدعوا له؛ ولا نقول: إن هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل؛

بل إن الرسول أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة، ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة، فهذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك، وأيضا ربما تُتخذ هزوا، فتصبر وتتحمل، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة.

وهذه الفائدة تنفعنا أن الفضل منه مطلق، ومنه مقيد، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق، ولا يلزم من الفضل المطلق ألا يكون للمفضول فضل مقيد].

الفائدة 39:

لماذا أخر الإيمان في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.

قال – رحمه الله تعالى –

[ ... فإذا قال قائل: لماذا أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ لأن الإيمان بالله يكون منهم ومن غيرهم، حتى الأمم السابقة تؤمن بالله، لكن الميزة العظيمة التي حصلوا بها على هذه الفضيلة، وهي الأمر بالمعروف، والنهي المنكر].

الفائدة 40:

كلما بعد العهد بالرسالة، ضعفت الفضيلة.

قال – رحمه الله تعالى -:

[يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وكلما بعد العهد بالرسالة ضعفت الفضيلة، وهذا يؤخذ من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا إليه الناس ما يجدونه من الحجاج بن يوسف الثقفي؛ قال: إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " لا يأتي على الناس زمان، إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ".

الفائدة 41:

توجيه حديث: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ... ).

قال – رحمه الله تعالى -:

[ ... وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم .. ، نؤمن بذلك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله "، وهذه بشرى سارة لهذه الأمة، أنه لن يعدم الحق منها جميعا، بل لابد أن يكون فيها من هو على الحق ظاهر، بمعنى أنه يبين الحق ويوضحه، ولا يلزم من ذلك أن يكون منتصرا، بل هو منصور، ولكنه ليس بمنتصر، بمعنى: أنه قد يكون ليس عنده القدرة على الجهاد، إلا أنه معصوم من أن يُقضى عليه، والواقع شاهد بذلك والحمد لله تعالى، فإن الأمة الإسلامية لم تزل فيها طائفة منصورة على الحق إلى الآن، وإلى أن يأتي أمر الله، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبر، وخبره – صلى الله عليه وسلم – صادق، ولا يمكن أن يتخلف، وهذه الأمة أو الطائفة هم أهل السنة والجماعة].

الفائدة 42:

الطعن في الصحابة الكرام، طعن في أربع جهات.

قال – رحمه الله تعالى -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير