تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ .. ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم وجوبا، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأما أن ننشر مساوئهم بين الناس، ونقول: فلان فعل كذا، وفلان فعل كذا، فلا شك أنه محرم، لأنه إذا كان ذلك حراما بالنسبة لغيرهم، فكيف بالنسبة لهم، والطعن في الصحابة في الواقع يتضمن الطعن في أربع جهات:

أولا: طعن فيهم، وهو واضح صريح.

الثاني: أنه طعن في الشريعة، لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فهم الذين نقلوا الشريعة إلينا، فإذا طعنا فيهم صارت الشريعة مشكوكا في صحتها، وعزوها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم.

الثالث: أنه طعن في الرسول – عليه الصلاة والسلام -، وذلك أن من كانوا أصحابه على جانب من الفسق والفجور، فإن ذلك قدح في مقامه، إذا كان العرف بين الناس الآن أن الرجل الشريف إذا كان أصحابه ومن حوله قد طُعنوا بالفسق والفجور وغيرها، فلا شك أن هذا قدح فيه، وإن لم يكن مثلهم في الفجور والفسق، لكن كان على الإنسان الشريف أن يصطحب أناسا شرفاء، أما أن يصطحب أناسا على جانب من الفسق والفجور، فهذا لا شك أنه عيب فيه، وإن لم يكن على شاكلتهم من الفجور وغيرها.

رابعا: طعن في جانب الرب عز وجل، فإنه طعن في حكمته أن يهيأ لهذا الرسول الكريم الذي هو أفضل الخلق عند الله عز وجل أناسا فجرة كفارا فساقا، كما يقول الرافضة في أصحاب الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلا نفرا قليلا من أهل البيت].

الفائدة 43:

لا يجوز أن نقرأ خلاف الصحابة، وفتنهم على العامة.

قال – رحمه الله تعالى -:

[وجب علينا أن نكف عن مساوئهم، وألا نظهرها للناس، حتى لو فرضنا أن إنسانا يقرأ في " البداية والنهاية "، وأتى على وقعة الجمل، أو صفين، أو غيرها، ما يخدش كرامة الصحابة عند العامة الذين لا يفهمون، فالواجب ألا نقرأ، أما إذا كنا نريد أن نقرأها على طلبة العلم لنمحص ما فيها مما دخلها من الزغل والكذب، فإنه لا بأس، بل قد يجب].

الفائدة 44:

طريقة القرآن إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه: ذكر المنقبة العامة للجميع.

قال – رحمه الله تعالى -:

[سبحان الله تعالى!، في القرآن الكريم لما ذكر فضل من أنفق قبل الفتح وقاتل، فإنه قد يذهب القلب إلى التنقص من حق المُفضل عليهم فقال: {وكلا وعد الله الحسنى}، وإن اختلفوا في الفضل؛ وهذه طريقة القرآن: أنه تعالى إذا ذكر مفضلا، ومفضلا عليه، ذكر المنقبة العامة للجميع؛

قال الله تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان} قد يبدر إلى الذهن التنقص من حق داود، فقال عز وجل دفعا لهذا {وكلا آتينا حكما وعلما}، ثم ذكر منقبة خاصة له في مقابل قوله تعالى: {ففهمناها سليمان}، فقال عز وجل: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن}].

الفائدة 45:

مراحل حياة الإنسان، وغلط من يقول: إن المثوى الأخير هو القبور.

[الإنسان له مراحل:

المرحلة الأولى: في بطن أمه.

الثانية: في الدنيا.

الثالثة: في البرزخ.

الرابعة: يوم القيامة، فهي المرحلة الأخيرة، ولهذا يغلط من يقول في الميت: إنه نقل إلى مثواه الأخير، فإن هذا لو كان الإنسان يعتقده تماما لكان كافرا، لأن من قال: إن المثوى الأخير هي القبور، فقد أنكر البعث، ويكون كافرا، ومع الأسف أن هذه الكلمة شائعة بين الناس، فكثير ما نسمع في الصحف، وغير الصحف يقولون: انتقل إلى مثواه الأخير، وهذا غلط، المثوى الأخير: إما الجنة، وإما النار].

الفائدة 46:

بطلان قصة نصيحة إبليس لأبوينا آدم وحواء في تسمية ولدهما بعبد الحارث.

قال – رحمه الله تعالى -:

[ورد عن ابن عباس أو غيره أن حواء لما حملت، أتاها الشيطان، وقال لها ولآدم: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، سمياه عبد الحارث أي: الولد، وإلا فسيخرج ميتا، وفي النهاية سمياه عبد الحارث.

هذه القصة لا شك أنها مكذوبة، كيف تسلل إليهما ليقبلا كلامه، ويقول لهما: أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة؟!! أهذا كلام متوسِّل متضرع لقبول قوله؟!! أم هذا مما يوجب النفور من قوله؟!! الثاني بلا شك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير