تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونقول: هل يضره إذا لم نشهد له أنه شهيد، وكان شهيدا عند الله تعالى؟! لا يضره.

وهل ينفعه إذا شهدنا له أنه شهيد، وهو ليس شهيدا عند الله؟ لا.

إذن ما الفائدة في أن نُعَرّض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس].

الفائدة 50:

هل نشهد للكافر المعين الذي مات بالنار؟

قال – رحمه الله تعالى -:

[نقول: كل كافر في النار، وكل مشرك شركا أكبر في النار، وكل منافق في النار، هذا عموم نشهد به.

الآن يوجد رؤساء كفرة يموتون، مثل رئيس اليهود الذي قتل، والذي مات، فهل نشهد بأنه بعينه في النار؟

أنا أرى الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد.

ولكن ليست شهادتنا لهذا بالنار في التحرز منها، كشهادتنا لكافر معلن للكفر، لكنه ما مات على الكفر، فهذا ربما يُهْدى فيما بعد، أما إنسان مات على الكفر نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم، فالشهادة بالنار لهذا قريبة، لكن مع هذا نقول: الاحتياط ألا تشهد، فإن شهادتك له بالنار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك هو من أهل النار، لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز، لا شك، لاحتمال أن يسلم، وكم من كافر أسلم، أما إذا مات على الكفر، ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر: لا إله إلا الله، فهذا أيضا لا نشهد له بالنار احتياطا، ومعلوم أن الحكم الاحتياطي ليس كالحكم المجزوم به].

الفائدة 51:

الكافر لا يفتن في القبر!، وإنما المنافق.

قال – رحمه الله تعالى -:

[ .. "فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد، وأما الكافر فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "

الحديث ورد بلفظ: " وأما الكافر أو المنافق "، وإذا طبقت هذا الجواب وجدته ينطبق على المنافق، فالمنافق لا يستطيع أن يجيب، حتى وإن كان يجيب به في الدنيا بأفصح عبارة، فإنه في القبر يقول: " ها ها لا أدري "، وفكر في قوله: " ها ها " تجد كأنه يعلم الشيئ، ولكن نسيه، أو عجز عن النطق به، وهذا يكون أشد حسرة مما لو كان لم يعرفها، مثلا: لو ضاع منك مائة ريال كان ذلك أشق عليك مما لو كنت لم تملكها مهن قبل، فهكذا العلم إذا أضعته بعد حصوله، صار أشد عليك مما لو لم تدركه أولا.

إذن الذي يظهر لي أن الذي يُسأل المؤمن والمنافق، أما الكافر فلا يسأل، لأنه لا حاجة لسؤاله، فالامتحان إنما هو للاختبار، والكافر ساقط من أصله، فلا يُسأل؛ ولذلك يوم القيامة لا يحاسبون، وإنما تنشر أعمالهم ويجزون بها، ويقال: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}؛ لكن لو ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – ثبوتا صريحا لا شك فيه أن الكافر يسأل، فنقول: سمعنا وصدقنا وآمنا.

أمَاَ ولفظ الحديث هكذا: " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته "، فإن ذلك يكون جوابَ من قال ذلك، وهو المنافق الذي لم يدخل الإيمان في قلبه، ثم المعنى يقتضي ألا يُسأل الكافر أيضا، لأن السؤال للاختبار والامتحان، والكافر ساقط من الأصل، مثل طالب لا يحصل في كل الدروس إلا على صفر، فهذا لا نختبره، لكن طالب فيه احتمال، فهذا هو الذي يُسأل.

فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة].

الفائدة 52:

توفيقك لشكر نِعَم الله نعمة تستحق الشكر.

قال – رحمه الله تعالى -:

[ .. قال بعض العلماء: إن توفيقك للشكر نعمة تستوجب الشكر، لأن كثيرا من الناس حُرم الشكر، فإذا أنعم الله عليك، ووفقك لشكر النعمة واستعمالها في طاعة، فهذه نعمة تحتاج إلى شكر؛ وفي هذا يقول الشاعر:

إذا كان شكري نعمةً اللهُ أنعمها**عليَّ له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله **وإن طالت الأيام واتصل العمر]

الفائدة 53:

عذاب القبر يشبه تواتر القرآن!

قال – رحمه الله تعالى -:

[ .. أما السنة فقد تواترت بذلك (أي: عذاب القبر) تواترا لا نظير له، فكل مسلم يقول في صلاته: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك، ولأن جميع الأحاديث الواردة في التواتر لا يمكن أن تكون كأحاديث عذاب القبر، لأن عذاب القبر كل الناس يستعيذون منه في صلاتهم، فهذا يشبه تواتر القرآن الذي يقرأه الصغير والكبير].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير