تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 08:45 م]ـ

الفائدة الثامنة والعشرون بعد المائة: فائدة لغوية: الراجح في اشتقاق (الاسم).

في باب: من جحد شيئاً من الأسماء والصفات.

قال –رحمه الله تعالى-:

[قوله: " من الأسماء ". جمع اسم، واختلف في اشتقاقه، فقيل: من السمو، وهو الارتفاع، ووجه هذا أن المسمي يرتفع باسمه ويتبين ويظهر.

وقيل: من السّمة وهي العلامة، ووجهه: أنه علامة على مسماه، والراجح أنه مشتق من كليهما] اهـ.

الفائدة التاسعة والعشرون بعد المائة: فرق بين توبة العبادة وتوبة الرجوع.

في باب: من جحد شيئاً من الأسماء والصفات.

قال – رحمه الله تعالى – في قوله تعالى (( .. وإليه متاب)):

[والتوبة التي لا تكون إلا لله هي توبة العبادة، كما في الآية السابقة، وأما التوبة التي بمعنى الرجوع، فإنها تكون له ولغيره، ومنه قول عائشة حين جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد نمرقة فيها صور، فوقف بالباب ولم يدخل، وقالت: " أتوب إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا لغيره من الخلق بل لله وحده، ولكن هذه توبة رجوع، ومن ذلك أيضاً حين يضرب الإنسان ابنه لسوء أدبه، يقول الابن: أتوب] اهـ.

الفائدة الثلاثون بعد المائة: توجيه رواية صحيح مسلم ((أفلح (وأبيه) إن صدق)).

في باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} [البقرة: 22]

قال – رحمه الله تعالى-:

[وأما ما ثبت في " صحيح مسلم " من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أفلح وأبيه إن صدق).

فالجواب عنه من وجوه:

الأول: أن بعض العلماء أنكر هذه اللفظة، وقال: إنها لم تثبت في الحديث، لأنها مناقضة للتوحيد، وما كان كذلك، فلا تصح نسبته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيكون باطلاً.

الثاني: أنها تصحيف من الرواة، والأصل: " أفلح والله إن صدق ".

وكانوا في السابق لا يشكلون الكلمات، " وأبيه " تشبه، " الله " إذا حذفت النقط السفلى.

الثالث: أن هذا مما يجري على الألسنة بغير قصد، وقد قال تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان} [المائدة: 89]، وهذا لم ينو فلا يؤاخذ.

الرابع: أنه وقع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أبعد الناس عن الشرك، فيكون من خصائصه، وأما غيره، فهم منهيون عنه لأنهم لا يساوون النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإخلاص والتوحيد.

الخامس: أنه على حذف مضاف، والتقدير: " أفلح ورب أبيه ".

السادس: أن هذا منسوخ، وأن النهي هو الناقل من الأصل، وهذا أقرب الوجوه؛ ولو قال قائل: نحن نقلب عليكم الأمر، ونقول: إن المنسوخ هو النهي، لأنهم لما كانوا حديثي عهد بشرك نُهوا أن يشركوا به كما نُهِيَ الناس حين كانوا حديثي عهد بشرك عن زيارة القبور ثم أُذن لهم فيها؟

فالجواب عنه: أن هذا اليمين كان جارياً على ألسنتهم، فتركوا حتى استقر الإيمان في نفوسهم ثم نهوا عنه، ونظيره إقرارهم على شرب الخمر أولاً ثم أمروا باجتنابه.

أما بالنسبة للوجه الأول، فضعيف لأن الحديث ثابت، وما دام يمكن حمله على وجه صحيح، فإنه لا يجوز إنكاره.

وأما الوجه الثاني، فبعيد وإن أمكن، فلا يمكن في قوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: أي الصدقة أفضل؟ فقال: " أما وأبيك لتنبأنه ".

وأما الوجه الثالث، فغير صحيح لأن النهي وارد مع أنه كان يجري على ألسنتهم كما جرى على لسان سعد فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولو صح هذا، لصح أن يقال لمن فعل شركاً اعتاده لا ينهى، لأن هذا من عادته، وهذا باطل.

وأما الرابع، فدعوى الخصوصية تحتاج إلى دليل، وإلا، فالأصل التأسي به.

وأما الخامس: فضعيف لأن الأصل عدم الحذف، ولأن الحذف هنا يستلزم فهماً باطلاً، ولا يمكن أن يتكلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يستلزم ذلك بدون بيان المراد، وعلى هذا يكون أقربها الوجه السادس أنه منسوخ، ولا نجزم بذلك لعدم العلم بالتاريخ، ولهذا قلنا أقربها والله أعلم، وإن كان النووي رحمه الله ارتضى أن هذا مما يجري على اللسان بدون قصد، لكن هذا ضعيف لا يمكن القول به، ثم رأيت بعضهم جزم بشذوذها لانفراد مسلم بها عن البخاري مع مخالفة راويها للثقات، فالله أعلم] اهـ.

قلت (علي):

[القرافي – رحمه الله تعالى- قال بضعف الحديث ومستنده أنه ليس بالموطأ!؛ والسهيلي –رحمه الله تعالى- قال:قال بعض أشياخنا: تحرفت هذه اللفظة من (والله) إلى (وأبيه)؛ والبيهقي وغيره قال هناك حذف تقديره (أفلح (ورب) أبيه).والقول بالنسخ جنح له أبو داود في سننه وبوب عليه باب: الحلف بغير الله، والماوردي، والطحاوي في (مشكل الآثار)، وبالشذوذ قال ابن عبد البر.

وقال شيخنا الشيخ مشهور في (شرح صحيح مسلم) كلاما معناه بعد أن رجح كلام النووي والحافظ على ما أذكر: (الذي يتتبع كلام الشعراء والفصحاء يجد مثل هذا الأسلوب مثل (لعمرك) ويذكره شيخ الإسلام وابن القيم)، ولكن العلامة ابن عثيمين سئل في لقاء الباب المفتوح (78): ((السؤال: فضيلة الشيخ ما حكم القسم بهذه الكلمة: (لعمرك)، التي نسمعها كثيراً في أبيات الشعر مع بيان الدليل، وقال بعضهم بجوازها بحجة أنها كانت تقال بين السلف ولم ينكروها؟

الجواب: أما إذا كانت من الله فهي جائزة، وهي في القرآن: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر:72]، أما إذا كانت من المخلوق للمخلوق فهي ليست للقسم الذي قال الرسول عليه الصلاة والسلام عنه: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) لأن الحلف له صيغة معينة، فهو يُبدأ بالواو، أو بالباء، أو بالتاء، أما لعمرك فليست قسماً صريحاً، ولذلك جاء في الحديث: (لعمري)، وجاء أيضاً في الآثار عن الصحابة أنهم كانوا يقولون: (لعمري) أما (لعمرك) فلا أذكر الآن أنها وردت عن السلف لا مقالاً ولا إقراراً، لكن (لعمري) وردت، وأظن أنه لا فرق بين (لعمري) و (لعمرك)، لأنها كلها عمر إنسان مخلوق))] اهـ.

يتبع .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير