تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في باب: قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} الآية [الأعراف: 180].

قال – رحمه الله تعالى -:

[جاءت النصوص بالوعيد على الإلحاد في آيات الله تعالى كما في قوله تعالى: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} [فصلت: 40]، فقوله: {لا يخفون علينا} فيها تهديد، لأن المعني سنعاقبهم، والجملة مؤكدة بإنَّ.

وآيات الله تنقسم إلى قسمين:

1 - آيات كونية:وهي كل المخلوقات من السماوات والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وغير ذلك، قال الشاعر:

فواعجباً كيف يعصي الإله ... أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية ... ... تدل على أنه واحد

والإلحاد في الآيات الكونية ثلاثة أنواع:

-اعتقاد أن أحداً سوى الله منفرد بها أو ببعضها.

-اعتقاد أن أحداً مشارك لله فيها.

-اعتقاد أن لله فيها معيناً في إيجادها وخلقها وتدبيرها.

والدليل قوله تعالى: {قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير} [سبأ: 22]، ظهير، أي: معين.

وكل ما يخل بتوحيد الربوبية، فإنه داخل في الإلحاد في الآيات الكونية.

2 - آيات شرعية:وهو ما جاء به الرسل من الوحي كالقرآن، قال تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49].

والإلحاد في الآيات الشرعية ثلاثة أنواع:

-تكذيبها فيما يتعلق بالأخبار.

-مخالفتها فيما يتعلق بالأحكام.

-التحريف في الأخبار والأحكام.

والإلحاد في الآيات الكونية والشرعية حرام.

ومنه ما يكون كفراً، كتكذيبها، فمن كذب شيئاً مع اعتقاده أن الله ورسوله أخبرا به، فهو كافر.

ومنه ما يكون معصية من الكبائر، كقتل النفس والزنا.

ومنه ما يكون معصية من الصغائر، كالنظر لأجنبية لشهوة.

قال الله تعالى في الحرم: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج: 25]، فسمي الله المعاصي والظلم إلحاداً، لأنها ميل عما يجب أن يكون عليه الإنسان، إذ الواجب عليه السير على صراط الله تعالى، ومن خالف، فقد ألحد] اهـ.

يتبع .......

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:20 م]ـ

رحمَ اللهُ الشيخَ

أحسنَ اللهُ إليكَ

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:12 م]ـ

شيخ إحسان: جزاك الله خيرا، وبارك الله لك في عملك ووقتك وأهلك وذريتك.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 08 - 08, 11:40 ص]ـ

الفائدة الحادية والستون بعد المائة: الفرق بين شرك الطاعة وشرك العبادة.

في باب: قول الله تعالى: {فلما آتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما} [الأعراف: 190].

قال – رحمه الله تعالى – في المسائل:

الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة.:

[وقبل ذلك نبين الفرق بين الطاعة وبين العبادة، فالطاعة إذا كانت منسوبة لله، فلا فرق بينها وبين العبادة، فإن عبادة الله طاعته.

وأما الطاعة المنسوبة لغير الله، فإنها غير العبادة، فنحن نطيع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن لا نعبده، والإنسان قد يطيع ملكاً من ملوك الدنيا وهو يكرهه.

فالشرك بالطاعة: أنني أطعته لا حباً وتعظيماً وذلاً كما أحب الله وأتذلل له وأعظمه، ولكن طاعته اتباعا لأمره فقط، هذا هو الفرق.

وبناء على القصة، فإن آدم وحواء أطاعا الشيطان ولم يعبداه عبادة، وهذا مبني على صحة القصة] اهـ.

الفائدة الثانية والستون بعد المائة: حكم قول: السلام على الله.

وذكر علة النهي في ذلك.

في باب: لا يقال: السلام على الله.

قال – رحمه الله تعالى -:

[قوله: " لا يقال السلام على الله ". أي: لا تقل: السلام عليكم يا رب، لما يلي:

أ) أن مثل هذا الدعاء يُوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يُدعا لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلاً أن يتصف به، والله سبحانه منزه عن صفات النقص.

ب) إذا دعوت الله أن يسلم نفسه، فقد خالفت الحقيقة، لأن الله يُدعا ولا يُدعا له، فهو غني عنا، لكن يُثنَى عليه بصفات الكمال مثل غفور، سميع، عليم ................ (إلى أن قال): فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير