تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» البخاري.

* ولحديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:

"سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ أَنَا فَاعِلٌ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ قَالَ اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ فَإِنِّي لا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ الْمَوَاطِنَ" أخرجه أحمد والترمذي بإسناد صحيح، واللفظ للترمذي.

* ولحديث سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:

"يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ؛ [وَلَهُ كِفَّتَانِ]. فَلَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّتِهِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ؛ لَوَسِعَتْهُ؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تَزِنُ بِهَذَا؟؛ فَيَقُولُ: مَا شِئْتُ مِنْ خَلْقِي؛ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: [سُبْحَانَكَ] رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ"

أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعًا به، وقال "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"؛ ووافقه الذهبي في "التلخيص"، وأورده الألباني في "الصحيحة" (2/ 619) ح (941) وقال: "إسناده صحيح"، ولكنه اعترض على كونه على شرط مسلم؛ فقال: "وفيه نظر؛ فإن هدبة بن خالد -وإن كان من شيوخ مسلم-؛ فإن الراوي عنه -المسيب بن زهير- لم أر من وثقه، وقد ترجم له الخطيب؛ ... و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا"اهـ.

قلتُ: أما شيخ الحاكم؛ فهو محمد بن صالح بن هانىء، أورده ابن الجوزي في "المنتظم" (14/ 86)، وقال: "محمد بن صالح بن هانىء بن يزيد أبو جعفر الوراق سمع الحديث الكثير، وكان له فهم وحفظ، وكان من الثقات الزهاد"اهـ، وذكر مثله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (15/ 210/تركي). ونقل الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 239) عن الحاكم أنه قال: "سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ (الثقة المأمون) "اهـ. وانظر أيضًا "تاريخ دمشق" (5/ 47). وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (6/ 819): "لم أجد له ترجمة ثم وجدت في بعض كتاباتي على (المستدرك) أنه مترجم في "الطبقات الكبرى+ للسبكي (2/ 174) ... "اهـ.

وأما شيخه المسيب بن زهير؛ فهو ابن مسلم البغدادي أبو مسلم التاجر؛ ذكره الخطيب في "تاريخه" (13/ 141)، وذكر أنه روى عنه جماعة، وأنه توفي سنة 285هـ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ثم روى بإسناده عن محمد بن صالح بن هانئ أنه قال: "ورد المسيب بن زهير البغدادي نيسابور مع الحسين بن الفضل البجلي [قلت: وهو العلامة المفسر] وكان القيم بأسبابه؛ فنزل نصراباذ وكتبنا عنه إلى أن توفى بنيسابور"اهـ. قلتُ: وقد تتبعت أكثر من حديث في المستدرك يرويه المسيب بن زهير؛ فوجدت الحاكم يصححه، ويوافقه الذهبي على ذلك؛ فالذي يترجح لي من كل ذلك أنه لا ينزل عن رتبة "صدوق"؛ وإن كان يظهر من صنيع الحاكم والذهبي أنهما يوثقانه؛ لكونهما يذكران في أحاديثه أنها على شرط الصحيح، والله أعلم.

والحديث اختلف في رفعه؛ فأخرجه أسد بن موسى في "الزهد" (66) قال: "نا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي موقوفًا عليه، وكذا أخرجه ابن أبي الدنيا -كما عند ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 511/تركي) -، وابن الاعرابي في "معجمه" (2/ 876) ح (1827)، والحسين المروزي في زوائده على ابن المبارك في "الزهد" (1357) -ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (3/ 1329/دميجي) ح (895) -، وكذلك أخرجه الآجري في "الشريعة" (3/ 1328) ح (894)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (3/ 1245) ح (2208)؛ جميعهم من طرق عن حماد بن سلمة بالإسناد سواء. إلا أنه وقع خطأ في إسناد اللالكائي؛ فقد قال عن حماد عن (ليث) بدلاً من (ثابت)، والذي يبدو لي –والله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير