تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"يُؤْتَى بالرجل يوم القيامة إلى الميزان، فيوضع في الكِفّة، فيخرج له تسعة وتسعون سِجِلا فيها خطاياه وذنوبه. قال: ثم يخرج له كتاب مثل الأنْمُلة، فيها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ قال: فتوضع في الكِفّة، فترجح بخطاياه وذنوبه"

أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (12/ 313) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد المعافري، عن عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - موقوفًا عليه!، وقال الشيخ أحمد شاكر: "وهذا خبر صحيح الإسناد"؛ قلت: بل هو "حسن"، وقد اختلف في إسناده ومتنه!؛ فقد أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1/ 278) ح (339)، وابن أبي الدنيا –كما في "البداية والنهاية" (19/ 501/تركي) -، والآجري في "الشريعة" (3/ 1333/دميجي) مرفوعًا من نفس الطريق!، وليس فيه أن الرجل يوضع في الميزان؛ وإنما سجلات ذنوبه. والحمل في هذا الاختلاف على ابن زياد الإفريقي؛ فإسناد الطبري إليه صحيح، وقد تكلموا في الأفريقي؛ قال الذهبي في "الكاشف" (1/ 627): "ضعفوه!، وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوي أمره؛ ويقول: هو مقارب الحديث"اهـ، ولا شك أن الوجه المحفوظ هو رواية الآجري المرفوعة؛ فإنها أوفق لرواية الليث بن سعد الشهيرة لهذا الحديث. أما الزيادة في متن رواية ابن جرير، والذي فيها أن الرجل "يوضع في الكفة"؛ فشاذة!، ولها شاهد أخرجه أحمد (7066) من طريق ابن لهيعة، عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ ... الحديث"، وهي شاذة أيضًا تفرد بها ابن لهيعة وكذلك زيادات أخر!؛ قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (19/ 501): "وهذا السياق فيه غرابة! "اهـ، وقال العلامة أبو محمد أحمد بن شحاتة الألفى السكندرى –حفظه الله- في "المقالات القصار": "أبدع ابن لهيعة شيئاً من وهمه الذي خانه بعد اختلاطه وسوء حفظه؛ فجاء بهذه المعاني المنكرة على خلاف المحفوظ والثابت من معاني الحديث وألفاظه؛ كما أتقنه إمامُ حفاظ أهل مصر: الليث بن سعد"اهـ باختصار. قلت: وشذوذ هذا الحرف -"يوضع في الكفة"- في روايتي الإفريقي، وابن لهيعة؛ إنما هو لاضطرابها، ومخالفتها لرواية الليث؛ إلا أن ذلك لا يمنع من صحة معناها؛ (فالمعنى صحيح) يشهد له ما أوردناه من أدلة، والله أعلم. قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية+ (19/ 501/تركي): "فيه فائدة جليلة؛ وهي أن العامل يوزن مع عمله"اهـ

? وتوزن صحائف الأعمال:

* ولحديث البطاقة من حديث الليث؛ وهي الرواية المشهورة لحديث البطاقة: أن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:

"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ" سبق تخريجه.

? وتوزن الأعمال:

* لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير