ثم قال بعدها ?رَبِّ الْعِزَّةِ? ?سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ? بمعنى صاحب العزة، بمعنى ذي العزة، المتصف بالعزة.
والعزة صفة لله جل وعلا، ومن أسمائه سبحانه وتعالى العزيز.
والعزيز هو الذي كملت له أوصاف العزة.
والعزة في الكتاب والسنة جاءت ـ يعني التي يتصف الله جل وعلا بها ـ جاءت على ثلاث معان:
* الأول العزة التي هي بمعنى الامتناع والغنى وعدم الحاجة، الامتناع عمن يغالب أو عمن يسيء والغنى ـ هذه كلها معنى واحد ـ والغنى عن الخلق.
* والثاني العزة بمعنى القهر والغلبة.
* والثالث العزة بمعنى القوة، طبعا معنى القوة الخاصة، قوة لا يقوى عليها قوة لا يند عنها شيء
وهذه هي التي ذكرها ابن القيم هذه المعاني الثلاث في النونية
حيث قال في بيان معاني اسم الله العزيز قال رحمه الله:
وهو العزيز فلن يرام جنابه
أنى يُرامُ جنابُ ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلابُ لم
يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه
فالعز حينئذ ثلاث معاني
وهي التي كملت له سبحانه
............ إلى آخر ما قال
هنا ذكر الثلاث، معاني العزة، قال (وهو العزيز فلن يرام جنابه)، وهذا هو الأول وهي عزة الامتناع وهي التي بمعنى الغنى التام والامتناع عن أن يضره أحد كما قال (إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) وكذلك عن أن ينفعه أحد امتناع عن أن ينفعه أحد (ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) هذا المعنى الأول
وهو العزيز فلن يرام جنابه
أنى يُرامُ جنابُ ذي السلطان
المعنى الثاني قال (وهو العزيز القاهر الغلابُ) العزة بمعنى القهر والغلبة (لم يغلبه شيء هذه صفتان).
ثم المعنى الثالث وهو العزيز بقوة هي وصفه.
أما الثالث وهو العزيز بمعنى ذو القوة الكاملة العظيمة التي لا يقوى عليها شيء فهذه تكون في الكتاب والسنة في فعلها من عَز يعَز بالفتح، كما قال سبحانه مثلا في سورة يس ?فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ? يعني قوينا وأيدنا بثالث.
وأما العزة بمعنى الامتناع فهذه يأتي فعلها مكسورا عَز يعِز.
وأما القهر والغلبة فيكون فعلها المضارع مضموما عز يعُز عِزة، المصدر في الجميع عزة، لكن المضارع يختلف المعنى، هكذا قرره ابن القيم وغيره ـ العلماء ـ.
......
نعم القهر والغلبة هذه متعدية، والقوة هذه لازمة.
قال ?عَمَّا يَصِفُونَ? ?سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ?.
وبهذا يصح أن تقول لله جل وعلا بهذا الدليل رب الرحمة، رب السمع، رب البصر، رب العزة، رب الجمال، رب النور، ونحو ذلك بمعنى صاحب يعني المتصف بهذه.
والله تعالى اعلم
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:24 ص]ـ
القرآن المذكور تمثيل لنفس قراءة القارء، لا الكلام المقروء. بدليل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقول)، والقول لا يقول. وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (فيقال له: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة) أي بكل قراءته للآية لا بمجرد وجود الآية.
تكلفت فى ردك اخى الكريم، فلا القراءة تقول، ولا القول يقول
،، وانما يقال ان الله عز وجل يجعل ثواب القراءة فى هذه الهيئة، كما جعل سبحانه الموت على هيئة كبش، والاعمال توزن بالموازين، والبطاقة توزن السجلات،و كما يجعل سبحانه ثواب قراءة سورتى البقرة وآل عمران على هيئة غيامتين تظلان صاحبهما يوم القيامة
،، والاولى من ذلك كله أن يقال ان احكام الآخرة مغايرة لاحكام الدنيا وهى من الغيب الواجب الايمان به بدون تكلف معرفة الكيف، والله تعالى اعلم
،، وفى مقدمة ابن رجب الجواب الشافى:-
وقيل بل الله عز و جل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صورا ترى يوم القيامة وتوزن كما قال النبي صلى الله عليه و سلم يأتي القرآن يوم القيامة تقدمه البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف وقال كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وقال أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن المؤمن يأتيه عمله الصالح في قبره في أحسن صورة والكافر يأتيه عمله في أقبح صورة وروي أن الصلاة والزكاة والصيام وأعمال البر تكون حول الميت في قبره تدافع عنه وأن القرآن يصعد فيشفع له
،، وفى الترمذى:
حدثنا محمد بن إسمعيل أخبرنا هشام بن إسمعيل أبو عبد الملك العطار حدثنا محمد بن شعيب حدثنا إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن أنه حدثهم عن جبير بن نفير عن نواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران قال نواس وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال تأتيان كأنهما غيابتان وبينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما وفي الباب عن بريدة وأبي أمامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث وما يشبه هذا من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن وفي حديث النواس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ما فسروا إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم وأهله الذين يعملون به في الدنيا ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل.
تحقيق الألباني:
صحيح
وقال النووى:
قوله صلى الله عليه و سلم فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما قال العلماء المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين قوله صلى الله عليه و سلم أو كأنما فرقان من طير صواف وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صاف الفرقان بكسر الفاء واسكان الراء والحزقان بكسر الحاء المهملة واسكان الزاي ومعناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة أي جماعة.
¥