* ملاحظة / كأني فهمت من الشيخ حفظه الله الإشارة إلى أن إثبات وجود (الإعجاز العلمي) يلزم منه التقليل من شأن القرآن والسنة هو إلزام بما لا يلزم، بل هو متناقض مع منطلقات أصحابها، فإذا كانوا قد أفنوا أعمارهم في إثبات التطابق بين بعض الحقائق العلمية والنصوص الشرعيّة ليستدلّوا بها على قدسيّة تلك النصوص وتنزيلها بالوحي.
اللهم إن كان الشيخ يقصد منه لزوم التقليل من شأن الدلائل الأخرى لإثبات النبوة، وحتى هذه لم تحصل من قبل (الإعجازيّين)، بل هم يؤمنون بتنوّع دلائل النبوّة، وتتنوّع اهتمامات المطّلعين على تلك الدلالات بتنوّع تلك الدلالات، فمن كان منهم (مادّيا) فإنه يهتم بالجانب العلمي أكثر من التشريعي ونحوه، واللغوي يهتم ببلاغة القرآن وما يتّصل به من علوم بيانيّة، وكلٌّ يبحث على ما يناسبه.
التحفّظ الثاني: فتح باب الاستدلال بالاحتمالات والظنيات على المطالب اليقينية، فيفتح باب القدح والتكذيب، وادعاء التعارض بين محتملات القرآن والسنة وبين المكتشفات العلمية
وقد احترز الإعجازيّون من ذلك بقصر الدراسة على الحقائق اليقينية من العلوم الطبيعة دون النظريات والاحتمالات، أو ما يثبت قطعا بالحس والتجربة مما يحكم به أهل الاختصاص.
أما الاعتراض على ذلك (من بعض المنكرين) أن الحقائق العلمية نسبية، فهذا ليس بصحيح، فإن هناك حقائق علمية مطلقة يعرفها أهلها المختصون بها.
أما الإشارة إلى تلاعب (البعض) وادعائه بأن متكشفه العلمي يرتقي إلى درجة الحقيقة وليس كذلك، وما يُفضي به إلى عدم الانضباط وبالتالي قفل هذا الباب، فهذا القول ينسحب على كثير من الضوابط والأصلو الشرعية كالحكم بالعرف وقواعد سدّ الذريعة ومراعاة المصلحة والمفسدة، فهل نقول ببطلانها؟؟
على أن الأمر بحاجة إلى جهود مؤسسية (وليست فرديّة) يشترك في تقريرها علماء (الشرع) وعلماء (الطبيعة) ضمانا للتطبيق الصحيح لتلك الشروط.
يتبع بإذن الله ..... ولكن يوم الأحد .... فقد انتهى الدوام (ابتسامة)
ـ[عمار شلبي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 10:32 ص]ـ
الإشكال الثالث: دخول الدور الممتنع في الإلزام بحمل عبارات القرآن والسنة على أوسع محتملاتها وأصحها بناء على الكمال العلمي لمصدرهما
يبدو لي أن هذا المبحث وهذا الإشكال الذي ذكره الشيخ مهم له، فقد بنى عليه معظم كلامه المتعلّق بإثبات النبوّة، والذي فهمته من كلامه (وأرجو أن يصحّحني من يقرأ كلامي) أن هذا الدور حاصلٌ عند وجود أكثر من معنى للآية أو الحديث.
ويكون الدور كالآتي: ثمّة آيةٌ تحتمل أكثر من معنى وأحدها موافقٌ للحقيقة العلميّة، تقول أن معنى الآية تعييناً هو الموافق للحقيقة العلميّة بناءً على أن القرآن لا يمكن أن يأتي بما يخالف العلم، لتصل بذلك إلى نتيجة أن تلك الآية وحيٌ من الله، وهذا دورٌ، والدور هو أن تٌجعل نتيجة الدليل (كون هذه الآية وحيا من الله) موجودة في إحدى مقدّمات القضيّة المنطقيّة (استخدام أن القرآن لا يمكن أن يأتي بما يخالف العلم يستلزم كونه وحيا من الله).
ومما يعضّد عند الشيخ ضعف الاستدلال بالنصوص المحتملة قاعدة (إذا دخل الاحتمال بطل الاستدلال)
الكلام من الناحية النظريّة وهو المنع من الدور كلامٌ وجيه، ولا زلت أبحث فيه ....
أما التطبيق فقد يحتاج إلى إعادة نظر ......
ومثال ذلك مما استخدمه الشيخ حفظه الله تطبيقاً لهذه القاعدة: اعتبار أن اكتشاف البصمات ليس دليلاً علميّاً متعلّقا بقوله تعالى: ((بلى قادرين على أن نسويّ بنانه)))
وقد فسّر الشيخ ذلك بأنّ تعيين معنى (تسوية البنان) بـ (خلق البصمات) أنه تحكّم وقو على الله بغير علم ...
ثم قاس ذلك على من يستدلّون على الأوراد المبتدعة بقوله تعالى: ((اذكروا الله ذكرا كثيرا)) ومن استدلّ على تسونامي كونه عقوبة بقوله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)))
وفي الحقيقة يجدر بنا أن نرى وجهة نظر (الإعجازيين) وكيفيّة تناولهم لهذه القضيّة ....
الآية بها قياسٌ الأولى، والمعروف أن المقاس عليه يكون فيه المعنى أعلى من المقيس.
نأتِ إلى الآية: حيث استدلّ الله سبحانه وتعالى على البعث، بقدرته على تسوية البنان.
ما هو المدلول اللغوي (دلالة التطابق) لتسوية البنان؟؟
¥