تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 11:26 ص]ـ

ورد سؤال يقول:

الرازي كثير الحط من شأن الغزالي في أكثر كتبه فقال عنه مثلا في مناظراته: (الغزالي ليس بشئ وكلامه في هذا المبحث ضعيف جدا) ويقول أيضا: (كلام الغزالي في هذه المساله في غاية الضعف)

السؤال الأول: لماذا يقلّده حتى في اسم كتابه، فمن المعلوم أن الغزالي له كتاب بنفس الاسم ونفس الموضع؟

والسؤال الثاني: هل يختلف كتاب الرازي عن كتاب الغزالي؟

أقول:

قد أعددت مبحثا خاصا بذلك وسمته: (بين الرازي والغزالي) لعله يفيد في إجابة هذا السؤال:

بين الرازي والغزالي

من أشهر كتب الإمام الغزالي -وهو سابق على الإمام الرازي- كتاب "الأربعين في أصول الدين" وهو عبارة عن نسخة مصغرة جدًّا من الإحياء، بل هو «خلاصة كتاب الإحياء وزبدته» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn1)) وأصل هذا الكتاب هو القسم الثالث من كتاب "جواهر القرآن ودرره" المسمى بقسم اللواحق كما ذكر الإمام الغزالي نفسه في آخر كتاب الدرر؛ حيث قال: "القسم الثالث في اللواحق: ومقصودُهُ حصرُ جُمَل المقاصد الحاصلة من هذه الآيات، وهو مُنْعَطِفٌ على جملة الآيات، وهو كتاب مستقل لمن أراد أن يكتبه مفردًا، وقد سميناه كتاب الأربعين في أصول الدين".

وهذه العبارة يفهم منها أن الغزالي لم يكتب هذا القسم مفردا في كتاب مستقل، وإنما أشار بذلك لمن أراد فعله. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn2))

ولقد اعتنى العلماء بكتاب الرازي هذا؛ لما رأوه أشبه بالتلخيص لكتابه الفذّ «إحياء علوم الدين» فهو من أعظم المؤلفات التي تكلمت عن تزكية النفوس وتطهير القلوب، لكنه لكبر حجمه تعسر تناوله على الكثير، فوجدوا في كتاب الأربعين طِلْبتهم، وغاية مرادهم.

والكتاب كأصله فيه من الطامّات الكثير، ونترك الكلام في ذلك لفارس هذا الميدان شيخ الإسلام وحسنة الأيام ابن تيمية الحرَّاني طيّب الله ثراه حيث يقول:

وتجد أبا حامد الغزالي -مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية أكثرَ من أولئك - يذكر في كتاب «الأربعين» ونحوه كتابه «المضنون به على غير أهله»؛ فإذا طلبت ذلك الكتاب، واعتقدت فيه أسرار الحقائق، وغاية المطالب وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم، ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي. فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع.

وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب. وآتاه الله إيمانا مجملا - كما أخبر به عن نفسه - وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة فيجد في كلام المشايخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق؛ وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين، والأمر كما وجده، لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عند خاصة الأمة من العلوم والأحوال: وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة، حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك. فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق؛ حيث لم يكن عنده طريق غيرها لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها، ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين، حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة.) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=763224#_ftn3))

ولأول وهلة قد يظن الظانّ أنّ الرازي تابع الغزالي في تصنيفه، وسار على منواله؛ حيث يتحد كتابه مع كتاب الغزالي في اسمه وفنه.

ولكي تستبين حقيقةُ هذا الأمر لا بد من النظر في الكتابين، وكيفية تصنيفهما وتقسيمهما، وموضوعاتهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير