إنَّ كلامِي يُفيْد أنَّ: اتّفاقَ المَذاهبِ الأربَعَة _ على المُعتمَد فحسب _ ليْسَ حُجَّة، وأمّا اتّفاق المَذَاهبِ الأربَعَة بمَا فيْها المُعتمَد، والرِّوَايَة الصحيْحَة وكذا الوجْه فهو حُجَّة عنْدِي، لا تَجُوزُ مُخَالفتُهُ، وهذَا مَا أديْنُ اللّهَ عزَّ وَجل بِهِ.
هذَا قولِي في دفْع اتّهامِك بأنَّ قولِي غيْرُ مُتفقيْن.
أمّا قولُكَ:
بينما ذكرتَ في مشاركتك الأولى أنَّ في المسألة روايةً عن الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- عزاها إليه ابنُ مفلح في الآداب الشرعية والمرداوي في الإنصاف.
أقولُ: لا أريدُ أنْ أقولَ لكَ: كذبْتَ، حَاشَاكَ، لكنْ أقولُ: أخطأتَ.
وذلكَ إنّي لم أذكر في مُشَارَكتي رقم (1) أنَّ الإمَامَ المَرْدَاويَّ نقلَ روَايَة التّحريْم!!!
بل نقلتُ ذلِكَ عنِ الإمام ابن مُفْلِح فحسب، وارجَعْ لزَامَاً للمُشَارَكةِ الأولى. بل سأنقلها لكَ، وهذا هو قولي:
الرواية الثانية: التحريم. لظاهر قول الإمَام أحْمَدَ: (ما أسْفل منْ الكعْبيْن في النّار، لا يجر شيئاً من ثيابه).
قال الإمامُ ابنْ مفلح المقدسي _ يرْحمه الله_ في كتابه "الآداب الشرعية" (4/ 171) عُقيْب كلام الإمَام أحمد الآنف ذكْرُهُ: (وظاهر هذا التحريم).
الرواية الثالثة: الإباحة.
أرأيَتَ يَا سيّدي أنّي لمْ أنقلْ إلا عن ابن مُفْلِح؟ إذ لو نقلتُ عنِ الإمام المَرْدَاوي لَحُقَّ لكَ بَعْد ذلِكَ أنْ تدَّعي التّنَاقضَ ونحْوَهُ.
فانتبِه.
أمَّا قولُكَ:
فلمَ كان اتِّفاقُ المذاهب الأربعة في مسألتنا –بحسب المعتمد- حجةً في فهم النصِّ (كما أشرتَ إلى ذلك في المشاركة رقم "7" وصرَّحتَ بذلك في المشاركة رقم "70")
يَا سيّدي المفْضَال أيْنَ صرّحتُ بأنَّ المَذاهب الأربَعَة إذا اتفقت حسب المُعتمَد يَكونُ ذلك حُجّة؟؟؟
بل إنِّ صرّحتُ بأنَّ اتفاق المَذاهب الأربَعَة عَلى المُعتمَد فحسب ليْسَ بحُجّة، وهذا نصُّ كلامي:
أقولُ: لا ليْسَ حُجّةً، ويَجوز الخروجُ عن المُعتمد عند الاربَعَة لنحوِ روَايَة صحيْحَة أو وَجهٍ صحيْح في المَذَاهبِ الأربَعَة.
فانظرْ جيّداً، فإنّي نفيْتُ كون المُعتمَد عن الأربَعَة حُجّة.
ثمَّ إنَّ جوابي بـ نعم كانَ ردّاً على سؤالِك الذي لمْ تتطرّق فيْه للمُعتمَد عند المَذاهب الأربَعَة، وهذا هو نصُّ سؤالك:
س/ هل النصوصُ الشرعيةُ في مسألتنا -الإسبال لغير خيلاء- متفقٌ على فهمها اتفاقاً لايجوزُ خلافه؟
فكيْف يكونُ الجوابُ على هذا السؤال بـ نعم يُفيد أنَّ اتفاق المَذَاهب الأربَعَة حُجّة؟؟
وأمَّا قولُكَ:
ألم تقل إنه يجوزُ الخروج عن المعتمد في المذاهب الأربعة لنحو روايةٍ صحيحة أو وجه صحيح!
نَعَم، لقدْ قلتُ ذلك، فهلْ وجدتَ خلاف ذلِك؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 05 - 05, 12:27 ص]ـ
أقولُ: لا أريدُ أنْ أقولَ لكَ: كذبْتَ، حَاشَاكَ، لكنْ أقولُ: أخطأتَ.
وذلكَ إنّي لم أذكر في مُشَارَكتي رقم (1) أنَّ الإمَامَ المَرْدَاويَّ نقلَ روَايَة التّحريْم!!! بل نقلتُ ذلِكَ عنِ الإمام ابن مُفْلِح فحسب، وارجَعْ لزَامَاً للمُشَارَكةِ الأولى. بل سأنقلها لكَ، وهذا هو قولي:
أرأيَتَ يَا سيّدي أنّي لمْ أنقلْ إلا عن ابن مُفْلِح؟ إذ لو نقلتُ عنِ الإمام المَرْدَاوي لَحُقَّ لكَ بَعْد ذلِكَ أنْ تدَّعي التّنَاقضَ ونحْوَهُ.فانتبِه.
الحَالة الثانية: أنْ يكونَ الإسْبالُ لغيْر خيلاء ولا حاجةٍ ولا حربٍ. ففيه عن الإمام أحمد ثلاث روايات، ذكرها جمع من الأصحاب، ومن أولئك: ابن مفلح المقدسي في "الفروع" (2/ 59)، وكذا في كتابه " الآداب الشرعية" (4/ 171)، والإمامُ المرْداوي في "الإنْصاف" (1/ 472). وغيرهما.
ثم ذكرت الرويات الثلاث في تلك المشاركة .. ، وقد سلم الله الشيخ أيضا من الخطأ، ووقع فيه من بحثه في ساعتين ونصف.
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن.
###
[ COLOR=Red] أنصحُكَ يا أخي نايف نصيحةً أرجو أن تعِيَها ###:
تأمَّل فيما تكتبه جيِّداً، واعرضه على طلاب العلم ليقوِّموا كتابتَك ويبصِّروك بمواضع الخلل فيها، وما قد يقع فيها من تناقض، فوالله الذي لاإله إلا هو لقد أشفقتُ عليك عندما قرأتُ ردَّك هذا.
واعلم أخي نايف أنَّ عندي من المشاغل العلمية وغيرها الشيء الكثير، ولم يكن يخطرُ على بالي أن أكتبَ ما كتبتُ؛ ولكني شاركتُ نُصحاً لك -خاصةً مع ثقتك ببحثك- وصيانةً لمن قد يغترُّ بكلامك من القُرَّاءِ.
أكتفي بهذا التعليق لحاجتي إلى الراحة، بعد عناءِ يومٍ قضيتُ كثيراً منه خارجَ المنزل، ولم أعُد إلا بعد منتصف الليل، وأَعِدُك أن أعودَ -إن شاءَ الله- لبيان التناقض فيما كتبتَ.
###حرره المشرف العام###
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - 05 - 05, 09:41 ص]ـ
أخي المشرف العام محرِّر الكلام:
لا بأس بتحرير ما ترى، ولكني أرى أنَّ السطرين الأخيرين لاداعي لتحريرهما، بل لهما علاقةٌ مهمة بالحوار، وأعيد كتابة بعض ما حُذفَ، مجتنباً ما قد لا تراه مناسباً، فأقول:
فإن لم تستوعب الكلامَ فأحيلُ على طلاب العلم في ملتقانا، طالباً منهم التحكيمَ فيما دارَ بيننا من حوار.
ولعلَّ المتابعَ للموضوع يدركُ صعوبة الحوار، بسبب ثقل الفهم والتعالم.
¥