تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 05, 12:37 ص]ـ

- مما يعتبر به صلاح الصالح -

أشد الفاقة عدم العقل، وأشد الوحدة وحدة اللجوج، ولا مال أفضل من العقل، ولا أنس آنس من الإستشارة، ومما يعتبر به صلاح الصالح وحسن نظره للناس أن يكون إذا استعتب المذنب ستوراً لا يشيع ولا يذيع، وإذا استشير سمحاً بالنصيحة مجتهداً للرأي وإذا استشار مطرحاً للحياء معترفاً للحق.

- ضياع العقل -

من استعظم من الدنيا شيئاً فبطر؛ واستصغر من الدنيا شيئاً فتهاون؛ واحتقر من الإثم شيئاً فاجترأ عليه؛ واغتر بعدو-وإن قل-فلم يحذره؛ فذلك من ضياع العقل.

- التثبت في الكلام -

العاقل لا يبتدئ الكلام إلا أن يسأل، ولا يكثر التماري إلا عند القبول، و لا يسرع الجواب إلا عند التثبت.

- حسن السمت وطول الصمت -

الواجب على العاقل: أن يكون حسن السمت، طويل الصمت، فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء، والعاقل لا يطول أمله، لأن من قوي أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله.

اللسان يورد موارد الهلاك

اللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع عن الصمت؛ أحسن من الرجوع عن الكلام، و الصمت منام العقل، والمنطق يقظته.

- أعظم البلاء ما كان باللسان -

الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم، فما أكثر من ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاء وأعظمهم بلاء من ابتلى بلسان مطلق، وفؤاد مطبق.

- من تكلم بالكلمة ملكته -

الواجب على العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول، لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد مالم يقل؛ أقدر منه على رد ما قال، والكلمة إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة، إن هي رُفعت ربما ضرته، وإن لم تُرفع لم تضره، كيف لا يصمت؟ ورب كلمة سلبت نعمة!.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:50 ص]ـ

فَاسٌ لعمْرِيَ جَنَّة الدنيا إِذَا - - نَسَمَاتُهَا فاحت وَلاَحَ ظلاَلُهَا

وبعد أيها الفاضل، نعم:

(فإن العقل لكل فضيلة أسّ، ولكل أدب ينبوع، وهو الذي جعله الله للدين أصلا وللدنيا عمادا، فأوجب الله التكليف بكماله، وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه، والعاقل أقرب إلى ربه من جميع المجتهدين بغير عقل).للقرطبي في تفسيره 5/ 169.

أيها الفاسي الماجد لقد علمت أنه لا يهتم بهذه المعاني إلا من عرف فضلها فتحلى بها، وعلم قبح أضدادها فازور عنها، وامتنع من ملابسة أسبابها، وقد كنت ألحظ شيئا من ذلك في مشاركاتك، وأتلمس دعوة إليها في تعليقاتك، وقد شاركك في هذا بعض الأحباب ممن نفع الله بهم في هذا الملتقى، ولكن غلب على الحرص بالتحلي بما شرف به الإنسان ... و العمل بما أبديتَ فضله = الرغبةُ الملحة في جمع المسائل العلمية وحفظها، والاستكثار من الرواية وإهمال الدراية، متناسين أن كثرة المعلومات مجردة ليست بفضيلة، إذ لو كان ... لفضُل حافظ العصر (الحاسوب) على بني الإنسان، فلا بد لهذه المعلومات من عقل يحسن ضبطها، وخلق رفيع يدعو للعمل بها.

فأكثر من ذكر هذه المعاني مشكورا، وأظهر فضلها وحسن التحلي بها عشية وبكورا، فعسى الله أن يوقظ بها أنفاسا من سباتها، أو يحيي بها أرواحا وجسوما قاربت مماتها.

وليس لي أخيرا إلا أن أترنم مع ابن الخطيب منشدا:

سقت سارِياتُ السُّحْب ساحة فاس - - سَواكِبَ تكْسو السّرْحَ حُسْنَ لِباسِ

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:40 ص]ـ

((قال أبو حاتم: أخبرنا القطان بالرقه، حدثنا موسى بن مروان، حدثنا بقية، عن عبد الله بن حسان، حدثني ابن عامر، قال: قلت لعطاء بن أبي رباح: يا أبا محمد، ما أفضل ما أُعطى العبد؟ قال: العقل عنِ الله.

أنشدني أحمد بن عبدالله الصنعاني ... :

يزين الفتى في الناس صحة عقله - - وإنْ كان محظوراً عليه مكاسبه

يشين الفتى في الناس خفة عقله - - وإنْ كرمت أعراقه ومناسبه

قال أبو حاتم: فالواجب على العاقل أنْ يكون بما أحيا عقله من الحكمة، أكلفَ منه بما أحيا جسده من القوت؛ لأن قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أنَّ الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، وكذلك العقول إذا فَقدت قوتها من الحكمة ماتت، والتقلب في الأمصار، والإعتبار بخلق الله، مما يزيد المرء عقلاً، وإنْ عدم المال في تقلبه 0

أنشدني عبد الرحمن بن محمد المقاتلي:

إنّ ذا العقل يرى غُنماً له - - عدم المال إذا ما العقلُ صحَّ

ما على المرء بِعَدَمٍ سُبَّةٍ - - إنْ وفا العقلُ وإنْ دينٌ صلحَ

أخبرنا محمد بن المسيب، حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني، قال: سمعت حاتم ابن اسماعيل،يقول: ما استودع الله عقلاً عبدا، إلا استنقذه به يوماً ما. قال أبو حاتم: العقل دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذرحراثة الآخرة)) انتهى، روضة العقلاء ص17 – 18.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير