[هل (العاطف) أو (العطوف) مما يجوز أن يطلق على الله أو يوصف به؟؟]
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 05 - 05, 10:52 م]ـ
أرجو من الاخوة قبل المشاركة قراءة كلام اهل العلم من المفسرين وأهل اللغة.
وألاّ يأتي شخص فيقول ((باب الاخبار أوسع من باب الاسماء والصفات)) فكلنا يعرف ذلك ولكن السؤال: هل يمكن أن يوصف الله بهذا الوصف او الاسم فيقال مثلا (ياعطوف إعطف علي، أو العاطف،،،،) أو هل هناك أحد من أهل العلم قال به أو أحد العلماء أفتى به؟؟
جاء في لسان العرب ج 9 ص 249
مادة: عطف
عطف: عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: انصرَفَ. ورجل عَطوف و عَطَّاف: يَحْمِي المُنْهَزِمين. و عطَف عليه يَعْطِفُ عَطفاً: رجع عليه بما يكره أَوْلَهُ بما يريد. و تعطَّف عليه: وصَلَهُ وبرَّه. و تعطَّف على رَحِمه: رَقَّ لها. و العاطِفةُ: الرَّحِم، صفة غالبة. ورجل عاطِف و عَطُوف: عائد بفضله؛ حَسَنُ الخُلُقِ. قال اللَّيث: العَطَّافُ الرّجل الحسنُ الخُلُقِ العطوف على الناس بفضله، وقول مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابن الأَعرابي: وجْدِي به وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه بنَخْلَةَ، لم تَعْطِفْ عليه العواطِفُ لم يفسّر العواطف، وعندي أَنه يريد الأَقْدار العَواطِفَ على الإِنسان بما يُحِبُّ. و عَطَفْت عليه: أَشْفَقْت. يقال: ما يَثْنِيني عليك عاطِفةٌ من رَحِم ولا قَرابة. و تعطَّف عليه: أَشْفَقَ. و تعَاطَفُوا أَي عطَف بعضهم على بعض. و اسْتَعطَفه فعطَف. و عَطف الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً و عُطُوفاً فانعطَفَ و عَطَّفه فتعطَّف: حَناه وأَمالَه، شدِّد للكثرة
أضواء البيان - الشنقيطي ج3/ص379
وقوله في هذه الآية الكريمة (وحنانا .. ) معطوف على الحكم أي وآتيناه حنانا من لدنا والحنان هو ما جبل عليه من الرحمة والعطف والشفقة وإطلاق الحنان على الرحمة والعطف مشهور في كلام العرب ومنه قولهم حنانك وحنانيك يا رب بمعنى رحمتك ومن هذا المعنى قول امرىء القيس
أبنت الحارث الملك بن عمرو ...... له ملك العراق إلى عمان
ويمنحها بنو شمجي بن جرم ..... معيزهم حنانك ذا الحنان
الدر المنثور - السيوطي ج5/ص485
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والزجاجي في أماليه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله (وحنانا) قال لا أدري ما هو إلا أني أظنه تعطف الله على خلقه بالرحمة
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس عن قوله وحنانا فلم يجر فيها شيئا
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت طرفة بن العبد البكري وهو يقول أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض لشر أهون من بعض وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وحنانا من لدنا قال تعطفا من ربه عليه
تفسير ابن كثير ج3/ص114
وقوله (وحنانا من لدنا) قال علي بن أبي طلحة عن بن عباس (وحنانا من لدنا) يقول ورحمة من عندنا وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك وزاد لا يقدر عليها غيرنا وزاد قتادة رحم الله بها زكريا وقال مجاهد (وحنانا من لدنا) وتعطفا من ربه عليه
تفسير الطبري ج16/ص56
عن بن أبي نجيح عن مجاهد قوله (وحنانا من لدنا) قال تعطفا من ربه عليه
تفسير القرطبي ج11/ص87
(وحنانا من لدنا) حنانا عطف على الحكم وروى عن بن عباس أنه قال والله ما أدري ما الحنان وقال جمهور المفسرين الحنان الشفقة والرحمة والمحبة وهو فعل من أفعال النفس النحاس وفي معنى الحنان عن بن عباس قولان أحدهما قال تعطف الله عز وجل عليه بالرحمة والقول الآخر ما أعطيه من رحمة الناس حتى يخلصهم من الكفر والشرك
فتح القدير - الشوكاني ج3/ص326
قال ابن الأعرابي الحنان مشددا من صفات الله عز وجل والحنان مخففا العطف والرحمة والحنان الرزق والبركة.