تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شيخ العراق مسعر بن كدام]

ـ[أبو جهاد السلفي]ــــــــ[31 - 05 - 05, 02:48 ص]ـ

[شيخ العراق مسعر بن كدام]

إعداد / الشيخ مجدي عرفات

اسمه ونسبه:

هو مسعر بن كدام بن ظهير بن عبيدة بن الحارث أبو سلمة الرؤاسي الهلالي الكوفي الأحول الحافظ.

شيوخه ومن روى عنهم:

روى عن الحكم بن عتيبة وقتادة بن دعامة وسعد بن إبراهيم وقيس بن مسلم وأبي إسحاق السبيعي وحبيب بن أبي ثابت ومحارب بن ديثار ويزيد الفقير ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى والزهري ومحمد بن المنكدر وغيرهم.

تلامذته والرواة عنه:

روى عنه سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وسليمان التيمي وابن نمير ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وابن المبارك ويحيى بن آدم وخلق سواهم.

ثناء العلماء عليه:

قال يحى بن سعيد ما رأيت أحدًا أثبت من مسعر وقال أحمد بن حنبل الثقة كشعبة ومسعر.

قال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا أبو خلدة فقال أحمد بن حنبل: كان ثقة؟ فقال: كان مؤدِّبًا وكان خيارًا، الثقة شعبة ومسعر.

قال وكيع شكُّ مسعر كيقين غيره.

وقال سفيان بن عيينة قالوا للأعمش إن مسعرًا يشك في حديثه قال شكه كيقين غيره.

قال هشام بن عروة: ما قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب وذاك الرؤاسي مسعر.

قال شعبة بن الحجاج: كنا نسمي مسعرًا المصحف، يعني من إتقانه، قال أبو معمر القطيعي قيل لسفيان بن عيينة من أفضل من رأيت؟ قال مسعر.

قال يعلى بن عبيد: كان مسعر قد جمع العلم والورع.

قال عبد الله بن داود الحُزيبي ما من أحد إلا وقد أُخذ عليه إلا مسعر قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت مثل مسعر كان من أثبت الناس.

قال سفيان الثوري كنا إذا اختلفنا في شيء أتينا مسعرًا.

قال أبو نعيم: مسعر أثبت ثم سفيان ثم شعبة وقال أيضا: كان مسعر شكاكًا في حديثه وليس يخطئ في شيء من حديثه إلا مرة حديث واحد.

قال ابن عمار: حجة، من بالكوفة مثله؟

قال العجلي كوفي ثقة ثبت.

وقال أبو حاتم مسعر أتقن من سفيان وأجود حديثًا وأعلى إسنادًا وهو أتقن من حماد بن يزيد وقد سأله ابنه: عن مسعر إذا خالفه الثوري؟ فقال الحكم لمسعر فإنه المصحف.

قال أبو زرعة: ثقة.

قال ابن المبارك:

من كان ملتمسًا جليسًا صالحًا

فليأت حلقة مسعر بن كدام

فيها السكينة والوقار وأهلها

أهل العفاف وعلية الأقوام

قال الذهبي: الإمام الثبت شيخ العراق الحافظ.

قال ابن حجر: ثقة ثبت فاضل.

من أحواله وأقواله:

قال الحسن بن عمارة: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أهل الجنة لقليل، قال خالد بن عمرو: رأيت مسعرًا كأن جبهته ركبة عنز من السجود.

قال محمد بن مسعر كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.

قال معن: ما رأيت مسعرًا في يوم إلا وهو أفضل من اليوم الذي كان بالأمس، قال قبيصة: كان مسعر لأن ينزع ضرسه أحب إليه من أن يسأل عن حديث.

قال ابن السَّمَّاك رأيت مسعرًا في النوم فقلت أي العمل وجدته أنفع؟ قال ذكر الله.

قال مسعر لرجل رأى عليه ثيابا جيدة: ليس هذا من آلة طالب الحديث وكان طالب حديث.

قال مسعر من طلب الحديث لنفسه فقد اكتفى ومن طلبه للناس فليبالغ.

أنشد مسعر:

نهارك يا مغرور سهو وغفلة

وليلك نوم والردى لك لازم

وتَتْعَبُ فيما سوف تكره غِبّه

كذلك في الدنيا تعيش البهائم

قال أبو أسامة سمعت مسعرًا يقول إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟

قال الذهبي معلقا على هذا: قلت هذه مسألة مختلف فيها هل طلب العلم أفضل؟ أو صلاة النافلة والتلاوة والذكر؟ فأما من كان مخلصًا في طلب العلم وذهنه جيد فالعلم أولى ولكن مع حظ من صلاة وتعبّد فإن رأيته مجدًا في طلب العلم، لاحظ له في القربات فهذا كسلان مهين، وليس هو بصادق في حسن نيته، وأما من كان طلبه الحديث والفقه غِيةً، ومحبة نفسانية فالعبادة في حقه أفضل، بل ما بينهما أفعل تفضيل، وهذا تقسيم في الجملة، فَقَلَّ واللَّهِ من رأيته مخلصًا في طلب العلم دَعْنَا من هذا كلّه فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف من حَيّز طلب العلم، بل اصطلاحٌ وطلبُ أسانيد عالية وأخذ عن شيخ لا يعي وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم أو لرضيع يبكي أو لفقيه يتحدث مع حدث أو آخر ينسخ وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس والقارئ إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء سواء تصحف عليه الاسم أو اختبط المتن أو كان من الموضوعات فالعلم عن هؤلاء بمعزل والعمل لا أكاد أراه بل أرى أمورًا سيئة. نسأل الله العفو.

قال مسعر: الإيمان قول وعمل. قلت: في هذا تبرئة له من تهمة الإرجاء.

قال مسعر: التكذيب بالقدر أبو جاد الزندقة.

أنشد مسعر:

ومشيد دارًا ليسكن داره

سكن القبور وداره لم تسكن

وقال يوصي ولده كدامًا:

إني منحتك يا كدام نصيحتي

فاسمع مقال أب عليك شفيق

أما المُزَاحةَ والمراء فدعهما

خلقان لا أرضاهما لصديق

إني بلوتهما فلم أحمدهما

لمجاور جارًا ولا لرفيق

والجهل يزري بالفتى في قومه

وعروقه في الناس أي عروق

قال محمد بن سعد: كان لمسعر أم عابدة فكان يخدمها.

وفاته: توفى مسعر في رجب سنة خمس وخمسين ومائة.

المراجع:

سير أعلام النبلاء.

تهذيب التهذيب.

تقريب التهزيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير