تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (11) لخليفةابن عثيمين الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله]

ـ[أبو عباد]ــــــــ[05 - 06 - 05, 05:41 م]ـ

121 - عن أبي هريرة t- في قصة ثمامة بن أُثال، عندما أسلم-وأمره النبيrأن يغتسل. رواه عبد الرزّاق وأصله متفق عليه.

ثمامة بن أُثال الحنفي من كبار بني حنيفة، أَسَرَته خيلٌ للنبيrوأحضروه إلى المدينة فربطه عليه الصلاة والسلام في سارية من سواري المسجد لكي يرى صلاة المسلمين، فكان النبيrيمرّ عليه كل يوم ويعرض عليه الإسلام، وفي الأخير أمر بإطلاقه، فلمّا أطلقه ورأى مَنَّ النبيrعليه وإكرامه له، فذهب واغتسل وجاء إلى النبيrفتشهّد.

/الإسلام يُطلق على معنيين:

أ-معنى عام: وهو الاستسلام لله بالطاعة، فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور في كل زمان ومكان كانت الشريعة فيه قائمة، ولهذا قال تعالى:) ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين (وقال تعالى عن موسى:) يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (وقال تعالى:) إذ قال له ربُّه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (فهذا يدل على أن الإسلام في كل زمان ومكان.

ب-معنى خاص: وهو الاستسلام لشريعة النبي محمد r، ومعلوم أن شريعتهrنسخت جميع الشرائع، قال تعالى:) ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه (وقال r:" والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار".

*والإسلام يطلق ويشمل جميع الدين الإسلام والإيمان والإحسان؛ لقوله تعالى:) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (والدين هنا يشمل الإسلام والإيمان والإحسان، والدليل على ذلك حديث جبرائيلuأن كلمة الدين تشمل على الإسلام والإيمان والإحسان، يدل عليه هذا الحديث عندما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، فأجابه عليه الصلاة والسلام، ثم قال في آخر الحديث:"هذا جبريل آتاكم يعلّمكم دينكم".

لكن إذا قُرِن الإسلام بالإيمان صار الإسلام لأعمال الجوارح والإيمان لأعمال القلوب؛ لأنه قد يظهر الإنسان الإسلام لكنه في باطنه لم يسلم، فلهذا قال الله تعالى:) فأخرجنا مَن كان فيها من المؤمنين`فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين (وإنما قال ذلك؛ لأن البيت ظاهره الإسلام.

? بماذا يحصل الإسلام؟

يحصل الإسلام بالنطق بالشهادتين. بل قال أهل العلم-رحمهم الله-منهم فقهاء الحنابلة: لو أّن الكافر أو أقام حُكِمَ بإسلامه؛ لأن الأذان متضمن للشهادتين.

#الحديث الذي في الصحيحين أن ثمامةtهو الذي ذهب بنفسه واغتسل، وليس فيه أن النبيrهو الذي أمره بذلك.

الفوائد:

1 - جواز دخول الكافر للمسجد؛ لأن النبي-عليه الصلاة والسلام-ربط ثمامة في سارية من سواري المسجد، لكن اختلف العلماء في هذه المسألة:

ق1) يجوز مطلقاً.

ق2) لا يجوز مطلقاً.

ق3) يجوز إذا دَعَت الحاجة، أو بإذن المسلم، وهذا هو الراجح.

2 - مشروعية الاغتسال لمن أسلم، لكن المشروعية هنا هل هي واجبة أم مستحبة (أي سنة)؟

*اختلف العلماء في ذلك:

ق1) المشهور من المذهب: أن الغُسل واجب لمن أسلم، وقالوا: أ-لأن النبيrأمر قيس بن عاصم أن يغتسل بماء وسدر، وأمر ثمامة بن أثال y.

ب-أنه لمّا طهّر باطنه من الشرك أي من نجاسة الشرك ناسب أن يطهّر ظاهره، فيجتمع في حقّه طهارة الباطن وطهارة

الظاهر.

ق2) أن الغسل سنة، واستدلوا: أنه أسلم جمع غفير في عهد النبيrولم يُنقل أن النبيrأمرهم أن يغتسلوا، ولو كان النبيrأمرهم لكان هذا الأمر مما

يشتهر، ويظهر بدعاء الحاجة إليه.

ق3) إن حصل منه في حال كفره موجب للغسل، ولم يغتسل منه، فيجب عليه أن يغتسل، وأما إن لم يحصل منه موجب للغسل فلا يغتسل.

ونقول: هذا التفصيل فيه نظر؛ لأنه لم يرد دليل على ذلك، وأيضاً الموجب (أي موجب الغسل) بالنسبة للكافر في حال كفره ليس موجباً؛ لأنه مأمور به أم لا؟ لا ليس مأموراً به، قال تعالى:) قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما سلف ... (وأنه ليس مكلفاً بشرائع الإسلام، هو مأمور بالإسلام جملة، لكن تفاصيل الشرائع ليس مكلّفاً فيها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير