تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الروضةالنديةفي تلخيص التأمّلات القرآنية، للشيخ: صالح المغامسي-حفظه الله-الحلقة الأخيرة

ـ[أبو عباد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 02:31 م]ـ

الروضة الندية في تلخيص التأملات القرآنية، اعداد بدر بن علي الأسمري-وفقه الله-

لماذا يُسمّى الجنّ بهذا الاسم؟

لاستتارِهِم، أي أنّهم لا يُرَوْن بالعين.

ويسمّى الطفل في بطن أمّه عندما لا يُرى، يسمّى (جنين).

وجنّة عدن لم نَرَها، تسمّى (جنّة).

وقال الله عن خليله إبراهيم: {فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكباً} أي أظلم عليه الليل ولم يعُد يرى.

? أيهما أقدم خلقاً: الجنّ أم الإنس؟

الجنّ بنصّ القرآن، قال تعالى:?والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم?.

? اختلف العلماء في قضيّة أصل الجنّ؟

الأكثر وعليه الجمهور، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-على أن الجنّ من نسل الشيطان، والإنس من نسل آدم.

واختُلِف في إبليس هل هو من الملائكة أو من الجنّ؟

القرآن صراحة يدلّ على أنه من الجنّ، قال تعالى:? {لاّ إبليس كان من الجنّ ففسقَ عن أمر ربّه ... } الآية.

الذين قالوا: أنه من الملائكة .. كيف يخرّجون قول الله جلّ وعلا: {إلاّ إبليس كان من الجنّ ... } كيف يردّون على هذا؟

قالوا: قوله:?كان من الجنّ?أي كان من الملائكة، وكما سبق أن الجنّ بمعنى الاستتار.

ونقول هنا: أين الدليل على أن كلمة الجنّ تُطلق على الملائكة؟

قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجِنّةِ نسباً ولقد علِمَتِ الجِنّة إنهم لمحضرون?} الجِنّة هنا: الملائكة.

? قصّة تربِّي الطلاّب: أبو حنيفة-رحمه الله-كان له تلاميذ، فكان كلّ فترة يُعطي لأحد التلاميذ إذناً ليُدرّس، وكان له تلميذ من أنجب طلاّبه يُسمّى أبو يوسف، وهو فيما بعد قاضي القُضاة، وأبو يوسف كان يجلس في الحلقة وكان أفضل ممّن يأذن لهم أبو حنيفة، فكان يتعجّب كيف أن الإمام يأذن لغيره أن يدرّس ولا يأذن له؟! وفي ذات يوم مرِض أبو يوسف، فزاره أبو حنيفة في بيته، وفي مرضه الشديد، فغلَب الظنّ عند أبي حنيفة أنّ أبا يوسف سيموت، فلمّا خرج قال أبو حنيفة لطلاّبه: (لئِن مات أبو يوسف .. ليفقدنّ العلمُ أحد رجالاتِه، والله لقد كنتُ أعُدُّه للناس من بعدي).رجع الطلاّب يَجْرُون (جِبِلّة) فقالوا لأبي يوسف: أن الإمام قال كذا وكذا وكذا، وبعدها طاب أبو يوسف، فلمّا طاب أبو يوسف جلس أبو حنيفة في الحلقة فقال: (ما فعل الله بأبي يوسف؟) قالوا: يا أبا حنيفة لقد بَرِء، فقال: (أين هو؟) فقالوا: فتحَ حلقة. (وهنا فتح حلقة؛ لأن الإمام قال: إنا نعدّه للناس من بعدي) هنا أراد أبو حنيفة أن يُؤدِّبه، ويُبيّن له العلم، فقال أبو حنيفة لرجل: (اذهب لأبي يوسف، وقل له: إن رجلاً أخذ ثوبه وأعطاه الغسّال ليغسل له، فلمّا رجع ليأخذ الثوب أنكَرَ الغسّال أنه أخذ ثوباً، ولم يكن عند صاحب الثوب دليل، ثم بعد فترة الغسّال تاب،فأراد أن يردّ الثوب لصاحبه، فأبو حنيفة يقول: (إن الرجل ردّ الثوب مغسولاً لصاحبه، فهل له أجرة أو ليس له أجرة؟) وقال للطالب الذي بعثه، قال: (إن قال لك أبو يوسف له أجرة، فقل له: أخطأت، وإن قال: ليس له أجرة، فقل له: أخطأت) فخرج الرجل وجلس في حلقة أبو يوسف، وبعدما انتهى الدرس بدأت الأسئلة، قام ورفع يده وقال السؤال، فتفكّر أبو يوسف-رحمه الله-قليلاً ثم قال: ليس له أُجرة، فقال الرجل: خطأ، فتفكّر أُخرى فقال: نعم له أجرة، فقال الطالب: خطأ، ثم رجع وخرج من الحلقة، فلمّا خرج فَطِنَ أبو يوسف أن الذي بعث هذا أبو حنيفة، فرجع أبو يوسف وجلس في حلقة أبو حنيفة، ولمّا بدأ الدرس قال أبو حنيفة: (يا أبا يوسف أعادتك إلَيْنَا مسألة الغسّال، (هنا انظر فقهَ أبو حنيفة) قال له: (كان ينبغي لك أن تسأل مَن سألَك، كان ينبغي أن تسأل إن كان الغسّال سرق الثوب قبل أن يغسله، فليس له أجرة؛ لأنّه عندما غسَلَه .. غَسَلَهُ لنفسه، وإن كان غسل الثوب ثم بعد غسله نظر إليه فأعجبه، فنوى سرقته فله أجره؛ لأنه غسله لصاحب الثوب) ثمّ قال-رحمه الله-: (شابٌ لا يُحسِن مسألة في الإجارة يريد أن يجلس ليُعلّم المسلمين!!)

(ثم قال له مثل لا يَحسُن قوله في المسجد تأديباً له-رحمه الله-).

* لو جاء سائل وقال: ما اسم هذا المسجد؟

نقول: مسجد كذا وكذا.

فيقول: كيف أن الله يقول:?وأن المساجد لله فلا تدعو ... ?وأنت تقول: مسجد فلان بن فلان؟!

الجواب أن يُقال: أن المساجد تُضاف لله تشريفاً، وتُضاف لغيره تعريفاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير