تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (8) لخليفةابن عثيمين الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله0]

ـ[أبو عباد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 12:09 م]ـ

106 - وعنها أن النبي?كان إذا خرج من الغائط قال:"غفرانك".أخرجه الخمسة. وصححه أبو حاتم والحاكم.

إذا خرج: إذا خرج فعلاً، والأصل في الفعل يُعبَّر بالوقوع لا عن الإرادة. أي لا يُعبَّر بأنه إذا أراد الخروج.

غفرانك: مصدر غَفَرَ يغفر غَفْراً وغُفْراناً، وهو محذوف العامل، والتقدير: أسألك غفرانك.

# المغفرة: ستر الذنب والتجاوز عن الذنب، وهو مأخوذ من المِغْفَر، وهو ما يُتّقى به من السهام في القتال، والمِغْفر فيه ستر ووقاية، ستر للبدن ووقاية من السهام، ويشهد لهذا المعنى أن النبي?أخبر أن الله تبارك وتعالى حين يخلو بعبده المؤمن ويقرّره بذنوبه ثم يقول له:"قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم".

فهذا فيه استحباب هذا الذكر، وهو قوله:"غفرانك".

?س-ما هي المناسبة من قوله:"غفرانك"عند الخروج؟

ق1) أنه من باب التوبة، خشية أن يكون قد قصَّرَ في شكر الله تعالى من تسهيل أَكْلِه ومن تسهيل هضمه، فقال: غفرانك، يعني اغفر لي، عمّا حصل منِّي من تقصير في شكر هذه النعمة.

ق2) لأنه انحبس في هذا المكان عن ذكر الله، وقد كان النبي?يُديم الذكر ولا يتركه إلاّ في بيت الخلاء، فسأل الله أن يغفر له مدة تركه للذكر هذه المدة، نقول: هذا ضعيف؛ لأنه انحبس في هذا المكان بأمر الله، كالحائض والنفساء فلا تصلّي بأمر الله.

ق3) أنه لمّا تخفّف من أذية الجسم وهي أذيّة الغائط، تذكر أذية الإثم والذنوب، فناسب أن يقول غفرانك، وهو الصحيح. يعني: عندما أخرج هذا النجس الثقيل، تذكر أذية الذنوب، والذنوب نجسة لكن نجاستها معنوية.

س-هل يقول غير هذا الذكر؟ أي هل يُشرع غير هذا؟

ج-جاء عن أنس?أن النبي?كان إذا خرج من الخلاء يقول هذا الذكر يقول: الحمد لله الذي أذهب عنّي الأذى وعافاني"وهذا الحديث مُختَلف في صحته، من العلماء من صحّحه كالحافظ ابن حجر-رحمه الله-،ومنهم من ضعّفه.

*وكان نوح?إذا خرج من الخلاء قال: (الحمد لله الذي أذاقني لذّتَه، وأبقى منفَعَتَه، وأَذهَبَ عنِّي مضرَّته).

00000000000000000000000000000000

107 - وعن ابن مسعود?قال: أتى النبي?الغائط، فأمرني أن آتِيَهُ بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين، ولم أجد ثالثاً. فأتيته بروثة. فأخذهما وألقى الروثة، وقال:"هذا ركس".أخرجه البخاري. زاد أحمد والدارقطني:"ائتني بغيرها".

الفوائد:

1 - أن المشروع لمن أراد أن يستجمر أو أن يستنجي أنه يكون ذلك بثلاثة أحجار، وفيه دليل على أن الروث لا يصحّ أن يستنجي به؛ لقوله:"هذا ركس".

2 - الاستجمار مُطهِّر؛ لأنه قال عن الروثة:"هذا ركس"،فمفهومه أن الحجر مطهّر، وهو الصحيح، خلافاً للمشهور من المذهب؛ لأنهم يقولون: لا يطهّر بل يزيل الأذى عن المحلّ يعني يرفع حكم النجاسة، لكنه ليس صحيح، بل الصحيح أنه مطهّر.

3 - جواز الاستعانة بالغير في الطهارة ووسائلها؛ لأن النبي-عليه الصلاة والسلام-أمر ابن مسعود أن يأتيه بثلاثة أحجار.

4 - فيه دليل على جواز ردّ الهبة إذا كانت محرّمة أو نجسة، وهذه تؤخَذ من أن النبي?ألقى الروثة.

* وهذا أحد شروط قبول الهدية، وهو ردّ الهبة إذا كانت محرّمة أو نجسة؛ لأن قبول الهدية لها شروط:

أ/لا يكون المهدي قد أهداها حياءً وخَجَلاً، فإنه لا يجوز قبولها إن أهداها حياءً وخَجَلاً.

ب/ألاً تكون الهدية قد وقعت موقع الرشوة، وهذا كالهدية للقاضي الذي عنده خصومة أو حكومة له.

ج/ألاّ يَخشَ المُهدى إليه المنَّة، فإن خَشِيَ المنَّة، فإن له ردّ الهدية.

د/ألاّ تكون الهدية محرّمة سواء كانت محرمة في ذاتها وعينها أو كانت محرمة لكسبها،

مثال المحرم لعينه: مثل أُهدي إليه خمراً أو دخاناً.

مثال المحرّم لكسبه: مثل المغصوب وتعلم أنه غاصب، فلا يجوز لك القبول.

وأمّا إن كان محرّماً لكسبه بسبب المعاملة: يعني مثلاً من أموال ربوية أو من معاملات مُخْتَلَف فيها، فإنه يجوز القبول؛ لأن كلّ شيء حَرُمَ لكسبه، فإنه يحرم على الكاسب خاصة، ولهذا قال ابن مسعود?في مثل هذا الموضوع: (لكَ مَهْنَئُه، وعليه مَغْرَمُه).

# وفي الحديث: أنه يبيّن سبب ردّ الهدية؛ لأنه قال:"هذا ركس".

0000000000000000000000000000

108 - عن أبي هريرة?أن رسول الله?نهى"أن يُستنجى بعظم أو روْث"وقال:"إنهما لا يُطَهِّران".رواه الدارقطني وصححه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير