تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يقول ابن تيمية:القول بأن الأصل في المسلم العدالة قول باطل]

ـ[عبد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 03:05 م]ـ

قال ابن تيمية رحمه الله: ((وأما قول من يقول: الأصل في المسلمين العدالة فهو باطل، بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل، كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72]. ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل)). انتهى من كتاب التفسير من مجموع الفتاوى.

يعترض بعض من ناقشتهم على هذه العبارة، وأرى أنها وجيهة وشواهدها في الواقع كثيرة والدليل كما ترون يؤيدها، ما رأيكم؟

ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 03:47 م]ـ

ما هو المراد من كلام شيخ الإسلام من (العدالة) في هذا الموضع

فإن العدالة في الشهادة تختلف عنها في الرواية تختلف عنها في تطبيقات الحياة العامة من جهة الصلاة خلف مستور الحال، أو الصلاة على موتى المسلمين

ـ[مسعر العامري]ــــــــ[03 - 06 - 05, 06:03 م]ـ

أخي أبا عبدالرحمن بن أحمد ..

أحسنت

أقول

1 - ((فإن العدالة في الشهادة تختلف عنها في الرواية تختلف عنها في تطبيقات الحياة العامة من جهة الصلاة خلف مستور الحال، أو الصلاة على موتى المسلمين))

2 - أقوال العلماء -بالإضافة إلى أنه يحتج لها لا بها- ينبغي النظر في سباق الكلام ولحاقه، ومعرفة ماذا كان يتكلم عنه المؤلف، وأي قول يرد، وأي معنى يريد،؛ لأن العدالة فيها اشتراك وتواطؤ.

3 - أمر مهم في تحقيق المسائل وإعلان النتائج: قبل العجلة بإبطال قول مشهور من أقوال المسلمين ينبغي معرفة ما دليله؟ ولا يكفي معرفة دليل واحد من أدلة القول الآخر لإبطال هذا القول .. !

بل قليلاً من الوقت والبحث في أدلة الأقوال المشهورة ..

4 - قول الله تعالى (وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) فالإنسان من طبعه الظلم والجهل، بل إن أولي العدالة سواء في باب الشهادات والرواية والإمامة .. لا ينفكون عن ظلم وجهل، وهذا لا ينفي عنهم صفة العدالة.

ولعل مراد ابن تيمية هو العدالة في باب المدح والذم والكمال والتقوى؛ وليس مراده نفي العدالة عن كل أحد من المسلمين حتى تعلم عدالته ظاهراً وباطناً، أو نفي قبول الشهادة كذلك ..

هذا بعيد جداً من كلام ابن تيمية ..

ولعل لي عودة إن شاء الله ..

ـ[عبد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 06:42 م]ـ

قلت: يكفي لإدراك مصداقية عبارة قوله: ((ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل)).

وهذا صحيح لا غبار عليه، فلِم إذن يسعى في ردّها من يسعى؟

ـ[مسعر العامري]ــــــــ[03 - 06 - 05, 08:29 م]ـ

أحب أخي الكريم عبد

أن توضح لنا شيئين:

1 - ما معنى العدالة -في كلام ابن تيمية هنا-.

2 - وما ضدها. -في كلام ابن تيمية هنا-.

ويكفينا المعنى الكلي العام أو الحد اللفظي، مع ضده؛ فالضد يظهر معناه بالضد ..

لأنه سبق أن قلتُ (لأن العدالة فيها اشتراك وتواطؤ)

ولذاك قال ابن تيمية نفسُه (!) عن بعض الأقوال الباطلة ((وإذا رد هذا القول وأبطله -يعني إذا رد القائلُ هذا القول الباطل- فقد أحسن في رده وإبطاله وإن كان هذا القول المردود لا قائل به. ولكن المنازعات والمخالفات في هذا الجنس تشتمل على أقسام وذلك أن التنازع إما أن يكون في اللفظ فقط أو في المعنى فقط أو في كل منهما ; أو في مجموعهما.

........ كما قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء)))

فإذا تبين معنى العدالة في كلام ابن تيمية هنا -مع بيان ضده المنفي- فبها يستبين كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

ونفهم ما مفهوم المخالفة عنده، وهل يقول بعمومه .. الخ

لكن نريد أن نبدأ من البداية:

1 - ما معنى العدالة -في كلام ابن تيمية هنا-.

2 - وما ضدها. -في كلام ابن تيمية هنا-.

ثم سنواصل إن شاء الله تعالى.

ـ[عبد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 10:19 م]ـ

أنا متفق معك، ولكن الإشكال أنه ليس عندي إشكال! وإنما الاشكال عند فريق من الإخوة يرون أن ابن تيمية أسرف في هذه العبارة - وهذا ممكن - بإشراك المسلم مع الكافر في صفتي الجهل والظلم. يقول هؤلاء الإخوة أن قول القائل "الأصل في الإنسان كذا وكذا" - كما في الآية - يختلف عن قولنا "الأصل في المسلم كذا و كذا"، لأنه ليس كل إنسان مسلم وإن كان كل مسلم إنسان. وهذا تفريق وجيه. ولكني أوضحت لهم أن صحة تفريقهم معتبرة لو كان أطلق ابن تيمية عبارته ولكنه في الحقيقة لم يطلقها للقرينة اللاحقة وهي قوله: ((ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل)). وهذا وجيه جداً، ويدل على أن المراد بذلك من لم يحسن إسلامه بحيث يصلح لأن يكون عدلاً مرضيا.

ولذلك قال ابن تيمية - وقد كان حديثه عن الشهادة وذلك في سياق تفسيره لسورة النور وفيها بضع آيات عن الشهادة كما تعلم - بعد ذلك:

((و (باب الشهادة): مداره على أن يكون الشهيد مرضياً أو يكون ذا عدل، يتحري القسط والعدل في أقواله وأفعاله والصدق في شهادته وخبره، وكثيراً ما يوجد هذا مع الإخلال بكثير من تلك الصفات، كما أن الصفات التي اعتبروها كثيراً ما توجد بدون هذا، كما قد رأينا كل واحد من الصنفين كثيراً)). أ. هـ.

وهذه العبارة الأخيرة مفسرة لمراد سابقتها، مبينة لمقصودها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير