تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحفة الأيام في فوائد دروس بلوغ المرام (10) لخليفةابن عثيمين الشيخ: سامي الصقير-حفظه الله]

ـ[أبو عباد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 01:44 ص]ـ

-عن أنس?قال: قال رسول الله?-في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل-قال:"تغتسل".متفق عليه.

119 - زاد مسلم: فقالت أم سلمة: وهل يكون هذا؟ قال:"نعم، فمِن أين يكون الشَّبَه؟ ".

*حديث أنس?أصل الحديث هو حديث أم سليم عندما أتت النبي?فقالت له: إن الله لا يستحي من الحق ........

إن الله لا يستحي من الحق: أي لا يمنعه الحياء من قول أو فعل.

والحق: هو كل قول خلا من الكذب، وكل حكم خلا من الجَوْر؛ لقوله تعالى: {وتمَّت كلِمتُ ربّك صدقاً وعدلاً}.

والحق-في اللغة-في الأصل: هو الشيء الثابت، والكذب غير ثابت، والجور غير ثابت.

نعم: حرف جواب، يفيد إثبات ما بعد الهمزة (الاستفهام) سواء كان نفياً أم إثباتاً. مثلاً: قلتُ لك: ألم تفهم الدرس؟ قلتَ لي: نعم، احذف الاستفهام تصبح لم أفهم الدرس، ومثل: هل حضر زيد؟ قلتَ لي: نعم. احذف الاستفهام تصبح حضر زيد، ولهذا قال ابن عباس-رضي الله عنهما-في قوله تعالى (ألستُ بربكم قالوا بلى)

قال?:لو قالوا: نعم لكفروا.

إذا هي رأت الماء: الرؤية هنا بصرية.

الفوائد: (الفوائد من أصل الحديث أي قصة أم سليم)

1 - في الحديث أنه ينبغي للإنسان أن يقدِّم بين يديّ سؤاله ما يعذره إذا كلن هذا السؤال مما يُسْتحيا منه أو مما يَقبُح ذكره مجرداً؛ لأن أم سُليم-رضي الله عنها-قالت: إن الله لا يستحي من الحق. فهذه الجملة الغرض منها الاعتذار.

2 - حرص الصحابة?على العلم، وأن الحياء لا يمنعهم من تعلّم العلم، ولهذا قالت عائشة-رضي الله عنها-:نِعْمَ النساء نساءُ الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.

3 - إثبات صفة الحياء لله تعالى؛ لقولها: إن الله لا يستحي من الحق، فنفي الحياء منه في هذه الحال يستلزم إثباتها فيما سواه، وقد قال سبحانه وتعالى?إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة?وقالت-رضي الله عنها-في الحديث:"إن الله لا يستحي من الحق".

وفي صفة الحياء إثباتاً قول النبي?:"إن ربكم حيي كريم يستحي إذا رفع عبده يديه إليه أن يردهما صفراً" .... الحياء الذي يُثبت لله كسائر صفاته?ليس كمثله شيء وهو السميع البصير?لا يشابه المخلوقين.

4 - أن المرأة تحتلم كما يحتلم الرجل؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:"نعم إذا هي رأت الماء".

5 - أن الغسل لا يجب إلا إذا رأى الماء، فالاغتسال على النائم لا يجب إلا إذا رأى الماء؛ لقوله?:"نعم إذا هي رأت الماء"وذلك لأن المحتلم:

أ- أن يذكر الفعل، ويشاهد الماء،فهذا يجب عليه الغسل.

ب-أن يذكر الفعل، ولم يشاهد الماء، فهذا لا يجب عليه الغسل.

ج-أن يرى الماء، ولا يذكر الفعل، في هذه الحال:

• إن تيقن أنه مني فيغتسل.

• إن تيقن أنه مذيّ، فيغسل ذكره وأنثييه ويتوضأ.

• إن شكّ هل هو منيّ أو مذيّ، وجَهِل ذلك، فماذا يفعل؟

نقول: إن وجد ما يُحال الحكم عليه فَلْيُحِل، فمثلاً: إن علم أنه حصل منه مداعبة لزوجته، فإن هذا البلل يجعله مذيّاً، وحينئذٍ لا يجب الغسل، إن ذكر في نومه احتلاماً، جعله منيّاً؛ لأن الاحتلام يوجب الغسل.

طيّب: إن جَهِل يقول ما أدري لم أذكر احتلاماً ولم يسبق نومي تفكير أو مداعبة، فهل يجب الغسل؟ هذا فيه قولان لأهل العلم:

ق1) يجب أن يغتسل احتياطاً.

ق2) ومنهم من قال لا يجب الغسل.

ولكن الاحتياط في هذه الحال أن يغتسل؛ لأنه لو لم يغتسل صار يفكِّر، فدفعاً لهذه الوساوس، وهذه الأوهام وهذه الاضطرابات النفسية.

6 - فيه دليل على أنه لو أحسّ بانتقال المنيّ ولم يخرج، فلا يجب عليه الغسل؛ لأنه في الحديث علَّقَ الغسل برؤية الماء،أو الحكم برؤية الماء؛

لأن النبي?قال:"إذا هي رأت الماء".

وفقهاء الحنابلة يقولون: إذا أحسّ بانتقال الماء ولم يخرج وجب عليه الغسل، لماذا؟ لأن الماء باعد من محلِّه إلى محلّ آخر، والجنُب سمي جُنُباً؛ لأن الماء باعد محلّه، فيصدق عليه أنه جنب، لكن الصواب: أنه لا يجب الغسل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير