تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم تعاهد الصلاة وذكر الله في الروضة وقصدها لأجل ذلك]

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 02:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[حكم تعاهد الصلاة وذكر الله في الروضة وقصدها لأجل ذلك]

ربما يكون الكلام على هذه المسألة مرتب على فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.)

وما المقصود بهذا الحديث هل هو على ظاهره بأن تلك البقعة بعينها تنقل إلى الجنة أو أن مراد النبي صلى الله عليه أنه لما رأى ما يكون في تلك البقعة من مجالس الذكر وقراءة القراءة فسر لهم الواقع بأنها روضة من رياض الجنة كما في الحديث الصحيح: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قيل: (يا رسول الله وما رياض الجنة قال: حلق الذكر.)

أو أن المراد بالحديث هو أن العمل في تلك البقعة موصل إلى رياض الجنة على حد قوله عليه الصلاة والسلام: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة.)

والخلاف في هذه المسألة ذكره الحافظ في الفتح

إلا أن بعض مشايخنا - حفظهم الله وأغدق عليهم بنعمه – قالوا إنه لا يعرف عن أحد من السلف تقصد هذه البقعة بالصلاة وقراءة القرآن وينبغي فهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف وتجاوز المقدار المجمع عليه وعدم التشغيب فيه

فتمسكوا بهذا الإجماع العملي بإقصاء هذا التفسير وتجاوزه

وأذكر أني سألت الشيخ سليمان العلوان عن هذا القيل فأقره وأنه لا يحفظ عن أحد من السلف تعاهد الصلاة وقراءة القرآن في الروضة

ومن الطريف أني سألت مرة شيخنا محمد المختار الشنقيطي عن مسألتنا هذه فقال: نعم يستحب بالإجماع والله المستعان تركنا هذا لأهل البدع.

ولعل مما يتصل بمسألتنا بسببٍ قصة سلمة بن الأكوع وتعاهده الصلاة عند الاسطوانة تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم

وقد يقال إن الصلاة عند الاسطوانة أخص من الصلاة في الروضة إذ الأخص لا يستدل به على الأعم ثم إن هذا قد دل عليه دليل زائد عن دلالة (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) ولا يرد عليه كذلك ما أورد من تقييد الحديث بعمل السلف وأنه لم يكن من هديهم تقصد الروضة للعبادة إذ قد جاء هذا عن سلمة والله أعلم.

وقال ابن تيمية رحمه الله في غضون رده على الإخنائي:

ففي العتيبية عن مالك قال: يبدأ بالركوع قبل السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال: وأحب مواضع التنفل فيه مصلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث العمود المخلق قال: أما الفريضة فالتقدم إلى الصفوف، والتنفل فيه للغرباء أحب إلى من التنفل في البيوت. وقد روي عن مالك رواية أخرى أنه لم يحد للتنفل موضعا من المسجد بل سوى بين الجميع وكذلك قال أحمد وابن حبيب وسائر العلماء: أنه يبدأ بالركوع في المسجد وهذا مذهب السلف والخلف – أهل المذاهب الأربعة وغيرهم – لكن منهم من يختار الصلاة في الروضة كما ذكر ذلك أحمد وابن حبيب وغيرهما.)

وهذا نقل لعله يثري الموضوع

قال الباجي في المنتقى:

(ش): قَوْلُهُ مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّ الَّذِي بَيْنَ مِنْبَرِهِ وَبَيْتِهِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَالَ الدَّاوُدِيُّ يَحْتَمِلُ أَنْ يُنْقَلَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ إلَى الْجَنَّةِ فَيَكُونَ مِنْ رِيَاضِهَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّ مُلَازَمَةَ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ وَالتَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ يُؤَدِّي إلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ كَمَا يُقَالُ الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ وَذَلِكَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ اتِّبَاعَ مَا يُتْلَى فِيهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ يُؤَدِّي إلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ فَلَا يَكُونُ فِيهَا لِلْبُقْعَةِ فَضِيلَةٌ إلَّا لِمَعْنَى اخْتِصَاصِ هَذِهِ الْمَعَانِي دُونَ غَيْرِهَا. وَالثَّانِي: أَنْ يُرِيدَ أَنَّ مُلَازَمَتَهُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بِالطَّاعَةِ وَالصَّلَاةِ يُؤَدِّي إلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ لِفَضِيلَةِ الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى سَائِرِ الْمَوَاضِعِ وَهَذَا أَبْيَنُ لِأَنَّ الْكَلَامَ إنَّمَا خَرَجَ عَلَى مَعْنَى تَفْضِيلِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَالِكٌ رحمه الله تَأَوَّلَ فِيهِ هَذَا الْوَجْهَ وَلِذَلِكَ أَدْخَلَهُ فِي بَابٍ وَاحِدٍ مَعَ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّلَاةِ فِي سَائِرِ الْمَسَاجِدِ. (فَصْلٌ): وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي قَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنَّ إتْيَانَهُ لِلصَّلَاةِ وَالطَّاعَاتِ وَلُزُومَهُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ يُؤَدِّي إلَى وُرُودِ حَوْضِهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ قِيلَ إنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ ذَلِكَ أَنَّ لِي مِنْبَرًا عَلَى حَوْضِي وَلَيْسَ هَذَا بِالْبَيِّنِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْخَبَرِ مَا يَقْتَضِيهِ وَهُوَ قَطْعُ الْكَلَامِ عَمَّا قَبْلَهُ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ إلَى ذَلِكَ.

وأنا بانتظار رأي أنفسي من إخواني طلبة العلم تعليقا واستدراكا فإن كانت المسألة بحثت من قبل فالرجاء وضع الرابط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير