تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأصل في الدنيا أنها ملعونة أم مباحة أم الأصل أنها مباحة ملعونة]

ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 08:51 م]ـ

((ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم، أو متعلم)) حسنه الألباني.

قلت: إن ثبت الحديث فكيف يستفاد من المباحات التي أباحها الشارع وقد سمّاها في مواضع "حلالاً" و "طيباً" مستقلة عن استعمال الناس لها، قال الله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}

فإن قيل يدخل في عموم قوله:"وماوالاه" قيل الحديث يقرر أن الأصل في الدنيا أنها ملعونة واستثنى ما استثنى والآية تذكر اشتمالها على الحلال والطيبات، بل قال الله تعالى: {وهو الذي سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه}، فالأصل في متاع الدنيا كلّه الإباحة (إلا ما اسثتناه الشارع) وهذا لا يستقيم مع كون أصلها ملعونة. فعندنا أصلان متغايران.

والحديث مرة روي مرسلاً ومرة موصولاً وطرقه لم تخل ُ من بعض الضعفاء رغم تصحيح الألباني رحمه الله له، ففي هذه الحال هل نقول: نقدم قطعي الدلالة والثبوت (الآية) على ظني الدلالة والثبوت لا سيما في مثل هذا الحديث.

ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 06 - 05, 08:56 م]ـ

صح في الحديث (الدنيا حلوة خضرة)

ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 09:04 م]ـ

صحيح ولكن قد يكون الشيء حلو خضر ولكنه محرّم أو فيه مفسدة أو ملعون أو رجس، وإنما قصدت الحديث عن المباح لأنه لا يمكن إباحة الأشياء والأصل فيها أنها ملعونة. لعل في الحديث نكارة من الأصل.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 06 - 05, 12:57 ص]ـ

ذكر أهل العلم أن الدنيا ترد دائما في سياق الذم لها أو التحذير منها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولذلك فإنها لا تفسر حينئذ بحياة الإنسان أو مكانها أو زمانها، لأن ذلك لا يذم بإطلاق، وإنما تُفَسَّر بـ: (كل ما يشغل عن طاعة الله ويصد عن سبيله مما يكون قبل الآخرة) وأما ما أعان على طاعة الله فممدوح، وما لم يشغل عن الطاعة فغير مذموم.

وعلى هذا فيكون للحديث _ إن صح _ تفسيران:

الأول:

أن الاستثناء متصل، فكل ما في الدنيا ملعون إلا ذكر الله بمعنى عموم الطاعات وما والاه أي ما يعين على الطاعات وهو المباحات التي لا تشغل عن الواجبات وعالما ومتعلما

الثاني:

أن كل ما يشغل عن طاعة الله الواجبة ويصد عن سبيله مما يكون قبل الآخرة ملعون، ولكنَّ ذكر الله والعلم والعلماء والمتعلمين لا يدخلون في هذا اللعن، فالاستثناء هنا منقطع، أي المستثنى ليس من جنس المستثنى منه فتكون (إلا) بمعنى (لكن) كقولك ذهبت الغنم إلا البعير، والله أعلم.

قال المباركفوري في شرح الترمذي:

قوله: (إن الدنيا ملعونة)

أي مبغوضة من الله لكونها مبعدة عن الله

(ملعون ما فيها)

أي مما يشغل عن الله

(إلا ذكر الله)

بالرفع. . .

(وما والاه)

أي أحبه الله من أعمال البر وأفعال القرب , أو معناه ما والى ذكر الله أي قاربه من ذكر خير أو تابعه من اتباع أمره ونهيه لأن ذكره يوجب ذلك. قال المظهر أي ما يحبه الله في الدنيا , والموالاة المحبة بين اثنين. وقد تكون من واحد وهو المراد هنا يعني ملعون ما في الدنيا إلا ذكر الله وما أحبه الله مما يجري في الدنيا وما سواه ملعون. وقال الأشرف: هو من الموالاة وهي المتابعة ويجوز أن يراد بما يوالي ذكر الله تعالى طاعته , واتباع أمره واجتناب نهيه

(وعالم أو متعلم)

قال القاري في المرقاة: أو بمعنى الواو أو للتنويع فيكون الواوان بمعنى أو. وقال الأشرف: قوله وعالم أو متعلم في أكثر النسخ مرفوع واللغة العربية تقتضي أن يكون عطفا على ذكر الله فإنه منصوب مستثنى من الموجب. قال الطيبي رحمه الله هو في جامع الترمذي هكذا وما والاه. وعالم أو متعلم بالرفع , وكذا في جامع الأصول إلا أن بدل أو فيه الواو. وفي سنن ابن ماجه أو عالما أو متعلما بالنصب مع أو مكررا والنصب في القرائن الثلاث هو الظاهر والرفع فيها على التأويل. كأنه قيل الدنيا مذمومة لا يحمد ما فيها إلا ذكر الله وعالم أو متعلم انتهى ما في المرقاة. قال المناوي: قوله ملعونة أي متروكة مبعدة متروك ما فيها أو متروكة الأنبياء والأصفياء كما في خبر: لهم الدنيا ولنا الآخرة.

وقال: الدنيا ملعونة لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها فأمالتها عن العبودية إلى الهوى وقال بعد ذكر قوله وعالما أو متعلما: أي هي وما فيها مبعد عن الله إلا العلم النافع الدال على الله فهو المقصود منها , فاللعن وقع على ما غر من الدنيا لا على نعيمها ولذتها , فإن ذلك تناوله الرسل والأنبياء انتهى.

ـ[عبد]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:06 ص]ـ

بارك الله في عملك أخي أبا خالد.

بالإضافة لما ذكرت فإن في نفسي شيء من صحته، فمداره عند الترمذي وابن ماجه (معتمد الألباني في التحسين) على "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان"، قال عنه أحمد: أحاديثه مناكير، وقال أيضاً: لم يكن بالقوي في الحديث، ولم يثنِ عليه أحمد إلا في عدالته لا ضبطه، قال: كان أعبد أهل الشام، قال ابن معين عن حديثه: لا شيء وتارة ضعّفه - ذكره السدوسي - وأما ثناء ابن المديني عليه فمنصرفٌ كذلك إلى صدقه (عدالته) لا ضبطه وكذلك ما قد يُتوهم من توثيق ابن معين فالأظهر أنه لصلاحه،قال: صالح، ومرة قال: كان رجلاً صالحاً، وأقصى ما وثقه به في ضبطه جوابه لما سئل عن كتابة حديثه، قال: نعم على ضعفه. ولعلّ الألباني أراد تقويته بالطرق الأخرى وهي ما بين مرسل ومعضل وموقوف وضعيف مع زيادات منكرة في بعضها، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير