تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العشرون: التمني، كقول امريء القيس: (ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي **) وإنما حمل على التمني دون الترجي؛ لأنه أبلغ؛ لأنه نزل ليله لطوله منزلة المستحيل انجلاؤه كما قال الآخر: (وليل المحب بلا آخر **) قال بعضهم: والأحسن تمثيل هذا كله كما مثله ابن فارس لشخص تراه: كن فلانا، وفي الحديث قول النبي [] وهو على تبوك: ' كن أبا ذر '، ورأى آخر فقال: ' كن أبا خيثمة '؛ لأن [بيت] امريء القيس قد يدعى استفادة التمني [فيه] من ألا لا من صيغة (افعل) بخلاف هذا المثال.

وقد يقال: إن (ألا) قرينة إرادة التمني ب (افعل)، وأما (كن فلانا) فليس تمنيا أن يكون إياه، بل الجزم به، وأنه ينبغي أن يكون كذلك، فلما احتمل هذا المثالين ذكرتهما.

الحادي والعشرون: كمال القدرة، كقوله تعالى: (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) [النحل: 40] هكذا سماه الغزالي والآمدي، وبعضهم عبر عنه بالتكوين، وسماه القفال وأبو المعالي وأبو إسحاق الشيرازي التسخير، فهو تفعيل من كان بمعنى وجد، فتكوين الشيء إيجاده من العدم، والله تعالى هو الموجد لكل شيء وخالقه.

الثاني والعشرون: أن يكون الأمر بمعنى الخبر، كقوله تعالى: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) [التوبة: 82]، وقوله تعالى: (فليمدد له الرحمن مدا) [مريم: 75]، (ولنحمل خطاياكم) [العنكبوت: 12]، (أسمع بهم وأبصر) [مريم: 38]، ومنه - على رأي -: ' إذا لم تستحي فاصنع ما شئت '.

تنبيه: كما جاء الأمر بمعنى الخبر جاء الخبر بمعنى الأمر كقوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن) [البقرة: 233] وكذا يجيء بمعنى النهي كما في حديث رواه ابن ماجة بسند جيد: أن النبي [] قال: ' لا تزوج المرأةُ المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها ' بالرفع؛ إذ لو كان نهيا لجزم فيكسر لالتقاء الساكنين.

قال أرباب المعاني وهو أبلغ من صريح الأمر والنهي؛ لأن المتكلم لشدة طلبه نزل المطلوب منزلة الواقع لا محالة. ومن هنا تعرف العلاقة في إطلاق الخبر بمعنى الأمر والنهي.

الثالث والعشرون: التفويض، كقوله تعالى: (فاقض ما أنت قاض) [طه: 72] ذكره أبو المعالي، ويسمى أيضا التحكيم، وسماه ابن فارس والعبادي: التسليم، وسماه نصر بن محمد المروزي: الاستبسال، قال: أعلموه أنهم قد استعدوا له بالصبر، وأنهم غير تاركين لدينهم، وأنهم يستقلون ما هو فاعل في جنب ما يتوقعونه من ثواب الله تعالى. قال: ومنه قول نوح عليه السلام: (فأجمعوا أمركم) [يونس: 71] أخبرهم بهوانهم.

الرابع والعشرون: التكذيب، كقوله تعالى: (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) [آل عمران: 93]، ومنه: (فأتوا بسورة من مثله) [البقرة: 23]، (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون) الآية [الأنعام: 150].

الخامس والعشرون: المشورة، كقوله تعالى: (فانظر ماذا ترى) [الصافات: 102] في قول إبراهيم لابنه إسماعيل عليه السلام إشارة إلى مشاورته في هذا الأمر وهو قوله: (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) [الصافات: 102]، ذكره العبادي.

السادس والعشرون: الاعتبار، كقوله تعالى: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) [الأنعام: 99] فإن في ذلك عبرة لمن يعتبر.

السابع والعشرون: التعجب، كقوله تعالى: (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) [الإسراء: 48] قاله الفارسي، ومثله الهندي بقوله تعالى: (قل كونوا حجارة أو حديدا) [الإسراء: 50].

وتقدم أن بعضهم مثل به للتعجيز، وأن ابن عطية قال: فيه نظر، قال البرماوي: وهو الظاهر فإن التمثيل به للتعجب أوضح؛ لأن المراد التعجب.

الثامن والعشرون: إرادة امتثال أمر آخر، كقوله []: ' كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل '، فإنما المقصود الاستسلام والكف عن الفتن.

فهذا الذي وقع اختيارنا عليه، وقد ذكر جماعة من العلماء غير ذلك مما فيه نظر، منها - وهو -:

التاسع والعشرون: التخيير، كقوله تعالى: (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) [المائدة: 42]، ذكره القفال.

وقد يقال: نفس صيغة (افعل) ليس فيها تخيير [إلا] بانضمام أمر آخر يفيده، لكن تمثيل ذلك يأتي في التسوية.

ومنها - وهو - الثلاثون: الاحتياط، كقوله []: ' فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا ' بدليل ' فإنه لا يدري أين باتت يده '.

قال البرماوي: هذا داخل تحت الندب، فلا حاجة لإفراده.

قلت: ليست في هذا صيغة أمر، وإنما هو صيغة نهي كما ترى.

ومنها: - وهو - الحادي والثلاثون: الوعيد، كقوله تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) [الكهف: 29]، ولكن هذا من التهديد، وقال بعضهم: التهديد أبلغ من الوعيد.

ومنها: - وهو - الثاني والثلاثون: الالتماس، كقولك لنظيرك: افعل. وهذا يأتي على رأي كما تقدم، وهو وشبهه مما يقل جدواه في دلائل الأحكام.

ومنها - وهو - الثالث والثلاثون: التصبر، كقوله تعالى: (لا تحزن إن الله معنا) [التوبة: 40]، (فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) [الطارق: 17]، (فذرهم يخوضوا ويلعبوا) [الزخرف: 83]، ذكره القفال.

ومنها: - وهو - الرابع والثلاثون: قرب المنزلة، كقوله تعالى: (ادخلوا الجنة) [الأعراف: 49].

قال بعضهم: ومنها - وهو - الخامس والثلاثون: التحذير والإخبار عما يؤول الأمر إليه، كقوله تعالى: (فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) [هود: 65]، قاله الصيرفي.

ومنها: - وهو - السادس والثلاثون: التحسير والتلهيف، ذكره ابن فارس، ومثله بقوله تعالى: (قل موتوا بغيظكم) [آل عمران: 119]، (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون) [المؤمنون: 108]، وقد تقدم أنهم مثلوا ذلك للتحسير لا غير.] التحبير شرح التحبير في أصول الفقه 5/ 2184 - 2201

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير