تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأسانيدها وما يتطرق إليها من العلل والضعف فجميع الشروط التي اشترطوها في الاجتهاد يسهل تحصيلها جداً على كل من رزقه الله فهماً وعلماً، والحاصل أن نصوص الكتاب والسنة التي لا تحصى واردة بإلزام جميع المكلفين بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله ? وليس في شيء منها التخصيص بمن حصل شروط الاجتهاد المذكورة قال الله تعالى ? اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ? (1) والمراد بما أنزل إليكم: هو القرآن والسنة المبينة له، لا آراء الرجال، وقال تعالى ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ? (2): والرد إلى الله: هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول ? بعد وفاته: هو الرد إلى سنته، وتعليق الإيمان في قوله ? إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ? على رد التنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله ? يفهم منه أن من يرد التنازع إلى غيرهما لم يكن يؤمن بالله، وقال تعالى ? فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ? (3) ولا شك أن كتاب الله وسنة رسوله ? أحسن من آراء الرجال، وقال تعالى ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? (1): فيه تهديد شديد لمن لم يعمل بسنة رسول الله ?، ولاسيما إذا كان يظن أن أقوال الرجال تكفي عنها، وقال تعالى: ? لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ? (2): والأسوة: الاقتداء، فيلزم المسلم أن يجعل قدوته رسول الله ?: وذلك باتباع سنته، وقال تعالى: ? فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ? (3): وقد أقسم الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا النبي ? في كل ما اختلفوا فيه، وقال تعالى: ? فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ? (4) والاستجابة له ? بعد وفاته: هي الرجوع إلى سنته ?: وهي مبينة لكتاب الله، (5)

وإلى هنا انتهى ما أردت جمعه: من حقائق من الفقه والسنة المرنه * على بطلان كراهة القبض المئنه، أسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به من قرأه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله على نبينا محمد ? وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جمعه وكتبه أبو عبد الله

محمد بن محمد المصطفى الأنصاري

المدينة النبوية بتاريخ 17/ 7 / 1423 هـ

الخـ اتمة:

وأهم النتائج التي توصلت إليها هي الآتية:

أ ـ من السنة: وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في القيام في الصلاة وأن ذلك قول عامة الصحابة وجمهور التابعين وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء المسلمين.

ب ـ سنية وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في القيام في الصلاة، سواء قبل الركوع أو بعده: لأن العبرة بالقيام في الصلاة، ولا يختص بأحدهما دون الآخر إلا بدليل، ولا دليل، خلافاً لما قرره صاحب كراهة القبض المئنة: بأن القبض بعد الركوع مبطل للصلاة.

ج ـ زيف وبطلان الشبه التي تمسك بها صاحب كراهة القبض المئنة في إنكاره لصحة أحاديث وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في القيام في الصلاة.

د ـ جرأته على تضعيف أحاديث الصحيحين وغيرها في سنية القبض في الصلاة.

هـ ـ تجاهله لأقوال علماء المذهب المالكي في سنية القبض في الصلاة.

و ـ تجاهله لأقوال الصحابة والتابعين وباقي الأئمة في القبض في الصلاة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير