تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ففي البخاري بإسناده إلى عائشة – رضي الله عنها – قالت:" لما أُمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي فقال:" إني ذاكر لك أمرا، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك. قالت: قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: " إن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} قلت: أفي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة " (البخاري 2336).

- فأن الله خيرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.

- لذلك مات عنهن النبي وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن، والذنب يغفر ويعفى عنه بالتوبة وبالحسنات الماحيات وبالمصائب المكفرة.

- عاشراً: أما اداعاؤهم بأن عائشة وحفصة قد سقتا السم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإت الرد على مثل هذه الترهات عبث وإضاعة للأوقات، ومع ذلك نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ونطالبهم بإسناد صحيح إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن عائشة وحفصة قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- والغريب أن المجلسي يقول بأن سند هذه الرواية معتبرة (حياة القلوب للمجلسي 2/ 700) والصراط المستقيم (3/ 168) والأنوار النعمانية (4/ 336 - 337).

- الحادي عشر: نقول أخيرا أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بسابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها: إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور.

- ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح.

- يقول الذهبي رحمه الله: " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم، وجهاد محّاءٌ، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة ". (سير أعلام النبلاء 10/ 93، في ترجمة الشافعي).


[1]- ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، 20/ 17 و 22.
[2]- سيف بن عمر: ذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين، ص 104، وقال محققه ما نصه: سيف بن عمر الضبي الأسيدي الكوفي، مصنف الفتوح والردّة وغير ذلك، كان إخبارياً عارفاً، عمدة في التاريخ وهو كالواقدي، أمّا في الحديث فهو ضعيف باتفاق.
[3]- ابن حجر: تهذيب التهذيب، 4/ 296، والذهبي: المغني في الضعفاء، 1/ 392، وميزان الاعتدال، 2/ 255.
[4]- ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل، 4/ 278.
[5]- الذهبي: ميزان الاعتدال، 2/ 255.
[6]- ابن حجر: فتح الباري 6/ 420.
[7]- انظر فتح الباري 6/ 420 وما بعدها و 13/ 58.
[8]- أخرجه البخاري في بدء الخلق والفتن وأشراط الساعة، والترمذي في الفتن والمناقب، واحمد في المسند. قرن الشمس: قال الداودي: للشمس قرن حقيقة،ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال، وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له. وقيل: ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه. ابن حجر: فتح الباري، 13/ 58.
[9]-ابن حجر: فتح الباري 13/ 58.
[13]- شريح بن هانىء: (… – 78 هـ = … – 697 م) بن يزيد الحارثي: راجز، شجاع من مقدمي أصحاب علي، كان من أمراء جيشه يوم الجمل، قتل غازيا بسجستان. الزركلي: الأعلام، 3/ 162.
[14]- ابن حجر العسقلاني: فتح الباري، 13/ 70.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير