[هل يوجد تعارض بين هذه الآية وهذا الحديث لشيخنا أبي إسحاق الحويني]
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:54 ص]ـ
س: هل يوجد تعارض بين الآية (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وحديث ابن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).؟
الإنسان يموت ويبقى ذنبه بعده وهذا معني في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل:25] هذه الآية تفسر لنا قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، لأن بعض الناس يحتج بهذه الآية إذا سمع مثلاً قوله _صلي الله عليه وسلم_ في حديث بن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).
هذا الكلام فعلاً بعض الناس رد هذا الحديث في الفوضى التي نعيش فيها يقول هذا حديث مكذوب لأنه يعارض القرءان، ابن آدم الأول قتل أخاه الحديث يقول كل إنسان قتل أي إنسان من بعد ولدي آدم إلى أن تقوم الساعة ابن آدم القاتل يوضع على كتفه ذنب كأنه هو الذي قتل، قال هذا الحديث باطل، ما سر بطلانه؟ قال قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا قتل أخاه فما ذنبي؟ لماذا يوضع عليه؟ {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
نحن نرد عليه بالقرءان نفسه أيضًا:
(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، عندما يضل إنسان آخر أليس هذا الإضلال من كسب هذا الشخص الذي أضل، هذا من كسبه هو الذي أضله فصار من كسبه.
فلا ينفع أن تعارض الآية بالآية، هذا فهم قاصر لمعني قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا من جملة أوزاره، كما قال تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِم ْوَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13].
الإنسان إذا عمل العمل أو سن سنة سيئة كما في حديث جرير بن عبدالله البجلي وهو في صحيح مسلم وهو (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أجور هؤلاء شيء، ولا ينقص من أوزار هؤلاء شيء).
لذلك العبد إذا مات ومات ذنبه معه كان خيرًا له بخلاف ما إذا ترك الذنب يسن سنة سيئة، يأتي لنا بعيد من أعياد الكافرين ويظل يكتب ليزين هذه الأعياد، بدأت الناس تنفعل وتعيد نفس هذه الأعياد فعليه وزر هذا، كل عمل سيء يتركه العبد خلفه يتوارثه العباد في صحائفه السود، وهذه اسمها السيئات الجارية، فإياك والسيئات الجارية تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
من الشريط التاسع فك الوثاق