تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مصطلحات محتملة للحق والباطل ... وخطرها على المجتمع]

ـ[السليماني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:58 م]ـ

المصطلحات المحتمله للحق والباطل

الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد:

تعيش الأمة الإسلامية حرباً ثقافيه خطيرة,

هذه الحرب لها صور متعددة وأساليب متنوعة

كان من أخطرها أمران:

الأول: فهو حربهم على الألفاظ الشرعيةومحاولة إبعاد الأمة عن ألفاظ الكتاب والسنة والتنفير منها.

كما أن من أساليبهم ثانيا:

إيجاد ألفاظ ومصطلحات تحمل حقاً وباطل وتمريرها في المجتمعات الإسلامية.

فهي ألفاظ ومصطلحات لا تحمل حقا محضا ولا باطل بيناً وإنما تحمل حقاً وباطل

وحينما يُكسى الحق والباطل بلباس موحَّدولفظ وشعار واحد.

فإن الباطل قد اخُتصر له نصف الطريق ليصل إلى أذهان الناس.

لقد عمل التغريبيون على إيجاد مثل هذه المصطلحات الجديدة. التي لها إيحاءات ودلالات متعددة ..

مثل تجديد الخطاب الديني ... والأصولية ... وحرية التعبير بالرأي .... والإسلام دين المساواة ... وقبول الاخر ... وغيرها.

وإذا كنا نعيش اليوم ما يسمى بصراع الحضارات فأدوات هذا الصراع الألفاظ والمصطلحات.

ومن أسباب الضعف في هذا الصراع ضعف الألفاظ والمصطلحات وأخطر من ذلك حينما نعيش ما يسمى بصراع الحضارات فإذا بألفاظنا وشعاراتنا تتصدع من الداخل ...

ويتمكن العدو من الوصول إليها لتكون أداةً مساندةً له.

خي بارك الله فيك:

إذا قلت لك صلّ، زكِ, بربوالديك، فأنا أدعوك إلى حقٍ وإلى خير محض

وإذا قلت لك اشرب الخمر، كل الربا، فأنا أدعوك إلى شرً بين َّ. لكن اذاقلت لك عبارة محتملة لحق وباطل؟

مثل: نطالب و ندعو إلى الحرية الدينية فهذه عبارة غامضة مجملة محتملة للحق ومحتملة للباطل.

ففي قبولها قبول لحق وباطل .. وفي إنكارها إنكار حق وباطل.

أنا لا أقول أنها عبارة تحمل حقً محضاً، ولا تحمل معنىً باطل بين ولكن تحمل حقاً وباطل.

ولذلك فإن التعامل بها من أعظم أسباب ضلال بني آدم.

فقد ذكر ابن القيم رحمه الله:

(أن منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، ومنشأ البدع أيضاً الأقوال المشتبهة المحتملة التي تحمل عدة معاني.

ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى، والإجمال في اللفظ يوجب تناولها بحق وباطل.

قال رحمه الله: "قال تعالى) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ([البقرة:24]

فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه. ولبسه به خلطه حتى يتلبس أحدهما بالآخر، ومنه التلبيس، وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره،

فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق،

وتكلم بلفظ له معنيان:

معنى صحيح ومعنى باطل، فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل، فهذا من الإجمال في اللفظ"

ولا يتعامل في الغالب بمثل هذه الألفاظ والشعارات المحتملة إلا اصحاب التلون والفكر الغامض.

قال الإمام أحمد في خطبة كتابه في الرد على الجهمية واصفاً أهل البدع:"فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين ...

ثم قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: فقوله يتكلمون بالمتشابه من الكلام هو الذي له وجهان:

يخدعون به جُهَال الناس كما ينفق أهل الزغل النقد المغشوش الذي له وجهان، يخدعون به من لم يعرفه من الناس، فلا إله إلا الله، كم قد ضل بذلك طوائف من بني آدم لا يحصيهم إلا الله

وحينما نُحدث لفظاً محتملاً لحق ولباطلٍ فإن هذا المصطلح واللفظ يرسل معلومات إلى الذهن تحمل حقاً وباطلاً فيحصل الالتباس. لأن اللفظ والمصطلح وسيلة مهمة من وسائل التعليم ونقل المعلومات. فبقدر ما يحصل من التلبيس في اللفظ يحصل التزييف في أذهان السامعين.

والكلمة لها أثرها في نفوس السامعين ... بل وفي نفس المتحدث فالحرب الثقافية تكون بالكلمة .. وخلط الحق بالباطل يكون بالكلمة .. وتغيير المعنى الصحيح إلى معنى فاسد يكون بالكلمة .. والعبد يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير