[رواة الموطأ و تفاوتهم في التثبت]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:57 م]ـ
رواة كتاب الموطأ وتفاوتهم في التثبت
الأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف
منقول
1 - الإطار العام
عمد الإمام مالك رحمه الله إلى تأليف كتابه "الموطأ" ليجمع فيه ما صحّ عنده عن رسول الله وأقوال الصحابة والتابعين وما عليه أهل المدينة ويولع فيه ما أخذه من مروياته من الأحكام الشرعية، وتسميته "بالموطأ" أنه (صنفه ووطّأه للناس) ويقول الإمام مالك «عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة وعلماءها كلهم واطأني عليه فسميته "الموطأ"».
لقد اختص الإمام مالك بشيوخ أجلاء أخذ عنهم وهم:
1 - ربيع الرأي بن عبد الرحمان: أخذ عنه الحديث (له في "الموطأ" اثني عشر حديثاً) وتلقى عنه فقه الرأي.
2 - أبو بكر بن عبد الله بن هرمز: أخذ عنه الفقه واختلاف الناس في الفتيا وطرق الرد على أهل الأهواء حيث نلاحظ أثره في علم الإمام مالك الاعتقاد ومنهجه الكلامي.
3 - ابن شهاب الزهري: روى عنه الحديث الشريف أسند إليه في "الموطأ" اثنين وثلاثين ومائتي حديث.
4 - نافع مولى عبد الله بن عمر: انتفع مالك بمنقولاته، روى له في "الموطأ" ثمانين حديثاً تعرف عند المحدثين (بالسلسلة الذهبية).
5 - جعفر الصادق: أخذ عنه مالك الحديث وأخرج له في "الموطأ" سبعة أحاديث.
لم يكن رواد "الموطأ" على مستوى واحد من الثقة والصدق والتثبت في رواية "الموطأ"، إنما وقع بينهم اختلاف وتباين وذلك يرجع إلى عوامل عدة من أهمها:
أ - طريقة الأخذ عن مالك وغيره.
ب - العامل التربوي العقلي.
ج - العامل الاجتماعي.
ه - العامل الزماني والمكاني اللذان يلعبان دوراً مهماً في تحديد هذه المكانة وتقييم الرواية وتمييزها.
لقد عمد السيوطي في كتابه "تزيين الممالك" بيّن في مراتب رواد "الموطأ" وتفاوت في التثبت.
وقبل عقد المقارنة نضبط الرواد حسب تواجدهم المكاني فنجد:
- من أهل المدينة 17.
- من أهل مكة 02.
- من أهل مصر 10.
- من أهل العراق 28.
- من أهل الشام 07.
- من أهل المغرب والأندلس 13.
- من أهل القيروان 02.
- من أهل تونس 04.
2 - أصحاب مالك وهم تلاميذه
أ - بإفريقية والأندلس
1 - أبو الحسن علي بن زياد التونسي: أخذ "الموطأ" مباشرة عن مالك وأدل من رواد بإفريقية في حياة الإمام بتونس.
2 - أسد بن فرات: سمع من مالك "الموطأ" ثم رحل العراق فأخذ عن أصحاب بن حنيفة الفقه الحنفي وأخذوا عنهم "الموطأ" ثم رجع للقيروان ومعه كتاب "الأسدية".
3 - سحنون التنوخي: تفقه بالقيروان أخذ عن أسد وغيره رحل إلى الحجاز وإلى مصر فتتلمذ عن علمائها.
4 - يحيى بن يحيى الليثي المعموري: عالم الأندلسيين وناشر مذهب مالك بها، روايته للموطأ" هي من أهم الروايات وأجدرها بالقبول.
ب - من مصر
1 - عبد الرحمان بن قاسم: مفتي اختص بمالك وانقطع له وعنه أخذ سحنون مسائل "المدونة".
2 - عبد الله بن وهب: أصاب منزلة رفيعة عند أستاذه الإمام حتى كان يلقبه (مفتي مصر).
3 - أشهب بن عبد العزيز: انتهت إليه رئاسة المدرسة المالكية بمصر بعد بن القاسم.
3 - المقارنة
قبل أن نبدأ في المقارنة يجدر بنا أن نقدم تعريفاً موجزاً لهذه الروايات الثلاث:
أ - التعريف المادي لرواية بن يحيى الليثي
يحتوي "الموطأ" برواية الليثي على واحد وستين كتاباً سمعها من الإمام مالك ما عدا ثلاثة أبواب من كتاب "الاعتكاف"، وكان سماعه "للموطأ" سنة 179 ه أي السنة التي توفي فيها مالك. وهذه الرواية تنطبق تماماً على "الموطأ" الذي استقر عليه مالك في آخر حياته ([1]).
ب - التعريف المادي لرواية القعنبي
يقول عبد الحفيظ منصور: «قطعة مفردة من مكتبة حسن حسني عبد الوهاب بدار الكتب الوطنية بتونس تشتمل على الأجزاء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، وتضم الكتب التالية: كتاب "الطهارة" و"الصلاة" و"الصيام" و"الاعتكاف" و"الحج" وباب من كتاب "البيوع"» ([2]).
وقد قام بتقديم هذه الرواية وتحقيقها الأستاذ عبد الحفيظ منصور في 28 أبريل سنة 1972 وقامت بطباعتها ونشرها الدار التونسية للنشر ([3]).
ج - التعريف المادي لرواية علي بن زياد
¥