هل فرح العبد بعمله الصالح يناقض إخلاصه لربه جلّ في علاه؟!!!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بادئ ذي بدء أقول لإخواني وأخواتي في الله تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنت بخير وعافية: خاطرة وردت على ذهني وأنا أتأمل في حديث من أحاديث الصحيحين، أحببت أن أذكرها لإخواني وأخواتي عسى الله أن ينفعني بها وإياهم، خاصة في هذا الباب الشائك الذي كثيرا ما يقلق النفوس المطمئنة التوّاقة لمرضاة ربّها: جُبل العبد على الفرح بإتمامه العمل الصالح ـ فرح إنجاز وإتمام لا فرح بطر وأشر ـ وهذا الفرح لا ينافي ولا يناقض إخلاصه لربه سبحانه جلّ في علاه، لذلك جمع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرحتي الدنيا والآخرة كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله عز و جل: الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).قلت: ولو كان هناك تعارض بين الفرحتين لكانت الأولى منهما مانعا من الثانية، ولَمَا اجتمعا ألبته، بل نستشف هذاالتوافق والاجتماع وعدم التعارض من نفس الجبلة، والفطرة التي فطر العبد عليها من محبته لإنجازه للعمل الصالح، ولو كان العكس لكان تكليفا بما لا يطاق. والصوم مثال ونموذج تُقاس عليه سائر الأعمال، وليس الحكم محصورا عليه ودمتم سالمين محبكم أبو وائل غندر
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:57 م]ـ
قال السعدي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .... ) الآية.
ودلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزيء بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه، كما قال إبراهيم عليه السلام (واجعل لسان صدق في الآخرين) وقال: (سلام على نوح في العالمين، إن كذلك نجزيء المحسنين) وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماما) وهي من نعم الباريء على عبده، ومننه التي تحتاج إلى الشكر. (تفسير السعدي ص161).
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ فرحان أجدت وأفدت، وزدت الموضوع ثراء وفائدة، لا حرمك ربّي الأجر والمثوبة
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:34 م]ـ
بيد وأنا أعيد قراءة إضافتك الكريمة تبيّن لي أن ثمّت قرقا بين ما أوردته أنا وما أضفته أنت، فأنا كلامي عن الفرح الذي يجده العبد في نفسه، وكلامك فيمن أحب أن يحمد على فعله لله جل وعلا، وهناك فرق واضح ولا شك، فإذا كان من أحب أن يُحمد على عمل عمله خالصا لله جل وعلا جاز له ذلك وليس مذموما شرعا، فمن باب أولى مجرد الفرح الذي يجده العبد داخل نفسه، فتأمّل، ومع ذلك فالأول أسهل بكثير من الثاني، ففرح العبد بإنجاز العمل الصالح جبلة لا ينفك عنها الإنسان، لذلك فهي أسهل عليه، بخلاف أن يحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، فهو أصعب من الذي قبله، ومع ذلك هو جائز بنص كلام الشيخ ابن سعدي رحمه الله، فجزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة، والحمد لله الذي شرع فيسّر وملك فدبر،
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:21 ص]ـ
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا النضر بن إسمعيل أبو المغيرة عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل في مقطع كلامه استشهادا لصحة حديث آخر بصحة هذا الحديث ما نصه:
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه , رواه عنه ابنه عبد الله قال: " خطبنا عمر بالجابية , فقال: يا أيها الناس إنى قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا , فقال: أوصيكم (يا صحابى) [1] ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب , حتى يحلف الرجل ولا يستحلف , ويشهد الشاهد ولا يستشهد , ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان , عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو مع الاثنين أبعد , من أراد بحبوحة الجنة , فليلزم الجماعة , من سرته حسنته , وساءته سيئته , فذلكم المؤمن ".
أخرجه الترمذى (2/ 25) والحاكم (1/ 114) والبيهقى (1/ 91) من طريق محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عنه , وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح غريب " , وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " , ووافقه الذهبى.
قلت: وهو كما قالا.
¥