تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من الآداب الشرعية (1)]

ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله لإتمام الدين، و نشر الأخلاق الفاضلة بين الناس أجمعين، و صلى الله و سلم على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، نبيينا محمد صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين، وعلى التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،

فقد قام أحد الأخوة جزاهم الله خيرا بعمل موضوع عن الآداب الشرعية و انتقاها من كتاب ابن مفلح الحنبلي، فلما رأيت فائدتها استأذنته في نشرها في المواقع و المنتديات الإسلامية فأذن لي بذلك

و كان الموضوع الأول بعنوان فصل في البهت و الغيبة و النميمة و كلام ذي الوجهين

فدونكم إياها:

وذكر الإمام رحمه الله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم , فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) رواه الإمام أحمد

والمقصود بيخمشون كما قال صاحب عون المعبود - يخدشون

وقد قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله (الغيبة مرعى اللئام)

وعن همام قال (كان رجل يرفع إلى عثمان حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((لا يدخل الجنة قتات)) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم

والقتات النمام وقد قال ابن حجر في الفتح (وقيل الفرق بين القتات والنمام أن النمام الذي يحضر فينقلها والقتات الذي يتسمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا (إن شر الناس يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم

قال ابن مفلح تعليقا على حديث ابي هريرة ((وهذا لانه نفاق وذب وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين لأنه يأتي كل طائفة ما يرضيها ويظُهر أنه معها وهي مداهنة محرمة

قال ابن عقيل (الحنبلي) في الفنون قال تعالى " عن المنافقين " (كأنهم خشب مسندة) قال:أعني ابن عقيل أي مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها ولا هي ثابته إنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به.

قيل لإبن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره , قال كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق

((وقفه حديثية))

إذا قال الصحابي قولا ونسبه إلى عهدا النبي صلى الله عليه وسلم أو قال أمرنا فإن له حكم الرفع عند المحدثين كما نص على ذلك العراقي في ألفيته

وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا (أربع من كن فيه كان منافقا وكن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وغذا خاصم فجر)) رواه البخاري ومسلم وقال الترمذي: معناه عند أهل العلم نفاق العمل , وإنما كان نفاق التكذيب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم

وعن عقبة بن عامر مرفوعا ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)) رواه أحمد

قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: يا رب إن الناس يقولون في ما ليس في فأوحى الله إليه: يا موسى لم أجعل ذلك لنفسي فكيف أجعله لك) أي أن يجعل الناس لا يتكلمون فيه

قال ابن حزم رحمه الله تعالى اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة

قال محمد بن يحيى الكحال لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل رحمه الله) الغيبة ان تقول في الرجل ما فيه؟ قال نعم , قال يعني الإمام أحمد وإن قال ما ليس فيه فهذا بهت

ثم ذكر الإمام ابن مفلح رحمه الله تعالى بعض الأحاديث والآثار في السباب والفحش فقال رحمه الله تعالى:/-

روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم قال (يعني ابن عباس) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تلعن الريح فإنها مأموره وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)

والمقصود بقوله ليس له بأهل (أي أن الشيء الملعون ليس أهلا للعنة) فترجع اللعنة حينها على صاحبها اللاعن

وعن ابن مسعود مرفوعا ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء

وعن ابن مسعود مرفوعا سباب المسلم فسوق وقتاله كفر

ثم ذكر الإمام رحمه الله اثرا للإمام أحمد رحمه الله تعالى يبين فيه جواز ذكر لقب الرجل الذي لا يعرف إلا به حيث نقل عن الأثرم (أحد رواة مسائل الإمام أحمد رحمه الله) قال سئل (اي الإمام أحمد) عن الرجل يعرف بلقبه إذا لم يعرف إلا به؟ فقال أحمد: الأعمش -يعني المحدث - إنما يعرفه الناس هكذا فسهل في مثل هذا إن كان قد شهر

قال في خطبة شرح مسلم: قال العلماء من أصحاب الحديث والفقه وغيرهم: يجوز ذكر الراوي بلقبه وصفته ونسبه الذي يكرهه إذا كان المراد تعريفه لا تنقصه للحاجة , كما يجوز الجرح للحاجة

وروى الخلال عن الإمام مالك أنه سئل عن الرجل يصف بالعور أو العرج لا يريد بذلك شينة إلا إرادة أن يعرف؟ قال لا أدري ذلك غيبة. (أي لا يعلم أنه من الغيبة)

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير