تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أيهما أضل: ترك الأمر، أم فعل النهي؟]

ـ[عادل المامون]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:23 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد

كل عام وأنتم بخير

كنت في رمضان سمعت رجلا يقول في أحد دروسه بعد ما ساق أن إبليس لم يطع أمر الله في السجود لآدم، وأن آدم فعل ما نهاه الله عنه ألا وهو الأكل من الشجرة.

وبعدها قال: نستنتج أن ترك الأمر أشد وأخطر عند الله من عمل النهي.

فقلت له بعد الدرس أن هذا لا يكون استنتاج

وقلت له أن آدم لم يكن مصر على فعله وندم وتاب وتقبل الله منه، أما إبليس أبى واستكبر ولم يندم ولم يتب.

فهل هناك أحد من السلف تناول هذه القضية، أو أن هناك استدلالات تدل على صحة موقفه؟؟؟

مع العلم أن شيخ فاضل ويسير على منهج السلف إن شاء الله؟

ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:55 م]ـ

نعم اخي كلام الأخ صحيح سديد نبه عليه اهل العلم

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى

فإن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي من أكثر من ثلاثين وجها ذكرها شيخنا رحمه الله في بعض تصانيفه ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم- وبما كان عليه هو وأصحابه رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا والله المستعان وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الخ

إعلام الموقعين - (2/ 177)

وقال في موضع آخر

فائدة جليلة قال سهل بن عبد الله ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهى لأن آدم نهى عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه وابليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه قلت هذه مسالة عظيمة لها شان وهى أن ترك الأوامر أعظم عند الله من أرتكاب المناهى وذلك من وجوه عديدة أحدها ما ذكره سهل من شأن آدم وعدو الله ابليس الثاني أن ذنب ارتكاب النهى مصدره فى الغالب الشهوة والحاجة وذنب ترك الأمر مصدره فى الغالب الكبر والعزة ولا يدخل الجنة من فى قلبه مثقال ذرة من كبر ...... الخ

الفوائد - (1/ 119)

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:58 م]ـ

قال ابن القيم - رحمه الله -:

قال سهل بن عبد الله: ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي, لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه, وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه. قلت هي مسألة عظيمة لها شأن وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي, وذلك من وجوه عديدة: (الوجه الأول): ما ذكره سهل من شأن آدم وعدو الله إبليس. (الوجه الثاني): أن ذنب ارتكاب النهي مصدره في الغالب الشهوة والحاجة, وذنب ترك الأمر مصدره في الغالب الكبر والعزة, و "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر", ويدخلها من مات على التوحيد وإن زنى وسرق. (الوجه الثالث): أن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المنهي, كما دل على ذلك النصوص كقوله صلى الله عليه وسلم:" أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها" أخرجه البخاري في المواقيت 2\ 12 رقم 527, ومسلم في الإيمان 1\ 89 90 رقم 137 - 140. وقوله: ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من أن تلقو عدوكم, فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "ذكر الله" وقوله: "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة", وغير ذلك من النصوص. وترك المناهي عمل فإنه كف النفس عن الفعل, ولهذا علّق سبحانه المحبة بفعل الأوامر كقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً} , الصف 4, {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران 134, وقوله: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات 9, {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} آل عمران 146. أما في جانب المنهي فأكثر ما جاء النفي للمحبة كقوله: {وَاللَّهُلا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} البقرة 205, وقوله: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الحديد23, وقوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة 190, وقوله: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} النساء 148,وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} النساء 36.ونظائره وأخبر في موضع آخر أنه يكرهها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير