[إنها تربينا .. قبل أن نربيها، بقلم: ناصح]
ـ[ابن مبارك النجدي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:32 ص]ـ
الإخوة الفضلاء، سلامُ اللهِ عليكمُ ورحمتهُ وبركاتهُ، أما بعدُ:
فقد طلب مني أحد الفضلاء نشرَ هذا المقال في هذا المنتدى الزاخر بثلة من طلاب العلم الكرام، ومثل هذا الملتقى مظنةٌ لأّن يُنتفع بهذا المقال، ويُقوّم فيه عثار الكاتب، وسقط بنانه، فإليكم إياه مشوباً بنفحاته الإيمانية، بقلم أخونا: ناصح.
إنها تربينا .. قبل أن نربيها
الحمد لله والصلاة والسلام على من والاه .. أما بعد:
كم أتألم كثيراً حين أشاهد مظاهر الإفراط أو التفريط في أبناء هذه الأمة .. التي قال الله لها "وكذلك جعلناكم أمة وسطا".
سأتحدث عن مثال واحد فقط يوضح ذلك:
كانت (اللحية) يوماً من الأيام عند كثير من شباب الصحوة (معياراً مفصلياً)، بها يصنف الناس، ومن خلالها يكون التعامل معهم، في صورة تعبر عن مدى (الإفراط).
وأصبحت عند بعضهم اليوم -مع كل أسف- مجرد (ديكور) يتبدل ويتغير مع تبدل ذوق صاحبها، في صورة معاكسة تعبر عن مدى (التفريط).
مسكينة أنتِ أيتها اللحية .. كان الشباب يجلونك ويعظمون فيك حتى الشعرة الواحدة، وإذا بهم الآن يتنازلون عنكِ بأرخص الأثمان تحت مظلة (الإيمان في القلب).
كان الشباب بحاجة إلى من يقول لهم "لا تشددوا في اللحية، ينبغي أن نعطيها قدرها الذي أعطاها الشرع" وأصبحوا اليوم بحاجة إلى من يقول لهم "إن اللحية من الدين! "
حقاً ما أصعب ضبط التراجعات، وردّات الفعل!
تجد الإنسان يغلو في اتجاه معين، ثم يجري به الزمن ويدرك أن ذلك كان غلواً وإفراطاً .. فيرجع باتجاه الوسط .. فإذا به يتجاوزه إلى التفريط!
أتساءل دوماً: لماذا أخذوا من لحاهم؟ هل بحثوا المسألة بحثاً علمياً فاطلعوا على أدلة رجحت لهم الجواز؟ فحينئذٍ هم على خير.
أم مروا بمراحل جديدة في حياتهم (جامعة، زواج، ... الخ) وضغط عليهم الواقع، وأثر فيهم كثرة المتساقطين، حتى انطبق عليهم قول حذيفة رضي الله عنه: "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر: فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة! "
حين أتأمل في كثير من الشباب الذين رق تدينهم، أجد أن قلعتهم الحصينة (اللحية) كان لها حضوراً قوياً.
كانت لحيته تزجره عن كثير من المعاصي، كان يستحي منها في خلواته، فتعطيه شجاعة وهيبة أمام الناس، فهي تربيه قبل أن يربيها!
ثم إذا ضحى بها يوما من الأيام .. هانت عليه الأمور، وبدأت سلسلة من التنازلات، لا يوقفها إلا يقظة شعورية، وفرار صادق إلى الله.
حتى أنه من كثرة التنازلات التي بدأت باللحية، أصبحنا نجعلها كحلقة الباب من حركها اتهمناه على ما فوقها.
ربما يقول البعض: ما أضيق أفق الكاتب! ألا يعلم بأن المسألة اجتهادية، والمسائل الاجتهادية لا إنكار فيها؟!
فأقول: إن كنت تقصد أخذ ما زاد عن القبضة فنعم المسألة اجتهادية، والخلاف فيها قوي، وكلامي السابق لا ينطبق عليها.
بل مرادي مما مضى: الذين يأخذون من لحاهم ما دون القبضة، فهذه من قال أن فيها خلاف؟!
الذي انتهى إليه علمي البسيط أنه لا يجوز أخذ ما دون القبضة باتفاق السلف إلا ما ندر.
ربما تستغرب من هذا .. لكني أدعوك لقراءة هذا البحث الرائع، وفي نفس الوقت مختصر وغير طويل، اقرأه ثم سأكمل حديثي.
http://www.dorar.net/art/276
إن كان الرابط معطوباً فجرب هذا:
http://www.hejrh.com/showthread.php%CD%DF%E3-%C7%E1%C3%CE%D0-%E3%E4-%C7%E1%E1%CD%ED%C9-%E6%CA%DE%D5%ED%D1%E5%C7-%E6%CA%E5%D0%ED%C8%E5%C7-3539.html
أهلا بك يا طالب العلم.
ربما تعجبت أن الشيخ علوي قال "لا أعلم أحداً قال بجواز أخذ ما دون القبضة".؟
إذن سيزداد تعجبك حين تقرأ ما كتبه الإمام الموسوعي ابن عابدين –وهو من علماء الحنفية- حين قال: "وأما الأخذ منها وهي دون القبضة، كما يفعله المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد! "
أتريد أن أزيدك؟
¥