بحثٌ رائعٌ رائقٌ في الاختصار: أغراضه .. وفوائده .. وعيوبه .. وضوابطه .. للدكتور: عبد الغني أحمد جبر مزهر ....
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:04 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فلقد وقعت على بحثٍ جميل لفضيلة الدكتور: عبد الغني أحمد جبر مزهر، أستاذ الحديث المساعد بكلية التربية للبنات بالرياض- الأقسام الأدبية واسمه: قواعد الاختصار المنهجي في التأليف، وهو منشورٌ في مجلة البحوث الإسلامية - (59/ 337)، وهذا الذي أضعه هو جزء من بحث الدكتور حفظه الله:
الاختصار:
من أنواع التأليف المنهجي (الاختصار)، وقد ولع به كثير من المؤلفين المتقدمين، والمتأخرين، وربما كان التأليف فيه وفي نحوه من أنواع التأليف من مظاهر ضعف الحياة العلمية، فإنه لا يدل على الإبداع والتجديد، وإن كانت الحاجة تدعو إليه في بعض الأحيان.
قال العلامة محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام): ((ضعفت الحياة العلمية في دمشق في عهد الدولة الجركسية، وكثر الجماعون، والمختصرون، والشارحون من المؤلفين، والسبب أن حكومة المماليك كانت تشدد على من خالف أصول المذاهب الأربعة، وهي الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) قال في (كشف الظنون) في بيان أنواع المؤلفات من جهة مقدارها: ((وهي تنحصر من جهة المقدار في ثلاثة أصناف:
الأول: مختصرات تجعل تذكرة لرءوس مسائل ينتفع بها المنتهي للاستحضار، وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء بسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة.
الثاني: مبسوطات تقابل المختصرات، وهذه ينتفع بها للمطالعة.
الثالث: متوسطات، وهذه نفعها عام)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) معنى الاختصار لغة: قال في اللسان: " اختصار الكلام إيجازه، والاختصار في الكلام أن تدع الفضول، وتستوجز الذي يأتي على المعنى.
والاختصار: حذف الفضول من كل شيء)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) وفي القاموس: اختصر الكلام: أوجزه، وحذف الفضول من كل شيء ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4))
والاختصار في اصطلاح العلماء لا يبعد عن معناه في اللغة.
قال الشيخ الموفق بن قدامة في شرحه على مختصر الخرقي: (اختصرت هذا الكتاب) يعني قربته، وقللت ألفاظه، وأوجزته.
والاختصار: تقليل الشيء، فقد يكون اختصار الكتاب بتقليل مسائله، وقد يكون بتقليل ألفاظه مع تأدية المعنى، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5): « أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)) وقال البهوتي (1051هـ): ((هو ما قل لفظه وكثرت معانيه)) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)) وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: ((والمختصرات فيه -أي الفقه- وهي ما قل لفظها، وكثر معناها))، وقال: ((والاختصار إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى))، وقيل: ما دل قليله على كثيره ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)) وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (1392 هـ) في حاشية الروض المربع: ((الاختصار تجريد اللفظ اليسير مع بقاء المعنى)) ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9))
أغراض الاختصار وفوائده:
إن الكثير من أصحاب المختصرات يبين في خطبة كتابه غرضه من تأليف ذلك المختصر، وما دعاه إلى تأليفه، ويضمن ذلك الفوائد التي تنجم عن هذا الاختصار، وأجمل هذه الفوائد والأغراض فيما يلي:
1 - تيسير الحفظ، واستحضار مسائله، فإن المطولات يصعب حفظها أو يتعذر.
2 - تقريبه للفهم، والتذكير بأهم مسائله، فالمختصر أشبه بالتذكرة الموجزة، تخلو من الاستطرادات، والتفريعات الكثيرة التي من شأنها أن تنسي المسائل المهمة، والقضايا الكبيرة.
¥