وكذلك احتجّوا حينما ضحك الصحابة ? من رِجْلِ عبد الله بن مسعود ?،فقال ?:"أتعجبون من دقّة ساقَيْه، فَلَهُما أثقل في الميزان من جبل أُحد".
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-: (ولا يَبعُد أن يوزن هذا تارة وهذا تارة وهذا تارة).
قال الشيخ-حفظه الله-:والأظهر والله أعلم أنه يُوزَن العمل وصاحبه وصحائف الأعمال جمعاً بين الأحاديث والآثار.
والذي يعني هنا هو أن يعتني الإنسان بالأعمال الصالحة، ويسعى فيما يُثقّل به الميزان، ومن أعظم ما يُثقّل به الميزان حُسن الخلق الذي تتعامل به مع الناس،
قال-عليه الصلاة والسلام-:"الدين المعاملة"ولم يكن ? فظاً ولا غليظاً في خطابه، فليس الدين مجرّد ركعات تُؤدّى في المساجد، وإن كانت الصلاة في الذروة الأعلى من الدين، ولكن الدين جملة المعاملة مع إخوانك المؤمنين، مع والديْك، مع جيرانك، مع عامّة المسلمين، تُؤْثِرُهم على نفسك، تقبل اعتذارهم، وتُقيل عثراتهم، وتقدّم الصورة المُثلى لما أمر الله به في كتابه، وما أمر به رسولنا ?،وكما سُئِلت عائشة-رضي الله عنها-كيف كان خُلُق النبي ?؟ فقالت:"كان خُلُقُه القرآن"أي أنه يطبّق القرآن.
? خلق الله جلّ وعلا أبانا آدم من قبضة قُبِضَت من الأرض، ولقد ورد أن الله بعث مَلَكاً يقبض هذه القبضة، فلمّا جاء المَلَك ليقبضها، قالت له الأرض: أعوذ بالله منك، فرجع المَلَك إلى ربّه فقال له ربّه: ما صنعت؟ وهو أعلم، قال: يا ربّ استجارت بك فأجرتُها، فبعث الله مَلَكاً آخر وهو أعلم، فلمّا جاء ليقبض قبضة من الأرض، قالت الأرض: أعوذ بالله منك، فرجع إلى ربّه، فسأله كما سأل الأوّل، فأجاب كما أجاب الأول، فبعث الله ملكاً آخر {وهذا الفرق في العلم} فلمّا جاء ليقبض من الأرض قبضته، قالت له الأرض: أعوذ بالله منك-كما قالت لأخويْه-فقال لها المَلَك: وأنا أعوذ بالله ألاّ أُنفذ أمره؛ لأن الله أمرني أن أقبض قبضة، فقبض قبضة من الأرض مجتمعة مختلطة (لذلك تفاوَتَت طبائع الناس) فحملها إلى الله تعالى، ومن هذه القبضة الترابيّة خلق أبانا آدم، لكن هذه القبضة الترابيّة مُزِجَت مع ماء فأصبحت طين، ثمّ تُرِكَت مدّة، فأصبحت صلصال فخّار، وكلّها ذكرها الله جلّ وعلا في القرآن ?خلقناكم من تراب?وقال?خلقناكم من طين?وقال?من صلصال كالفخّار?فذكر في القرآن المراحل الثلاثة التي مرَّ بها خلق أبينا آدم.
* أين أثبت الله حُسن خلق آدم؟
في سورة التين ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?.
* سميّت العور (سَوْءَة) لأن العاقل يسوءه أن تظهر عورته للناس.
*إذا قال الله تعالى في القرآن:?يا أيها الناس?أو?يا بني آدم?فهذا نداء علامة، وإذا قال:?يا أيها الذين آمنوا?فهذا نداء كرامة.
* أول طريق للمعاصي نزعُ الحياء من قلب المؤمن.
? إن العرب تسمّي الجنّ خمسة أسماء:
1 - الجنّ العادي (جنّي).
2 - أما إذا كان مما يسكن البيوت (عمار).
3 - إذا كان مما يتعرّض للصبيان (أرواح).
4 - إذا كان فيه شيء من التمرّد (شيطان).
5 - إذا زاد تمرّده يسمّونه (عفريت).
ذكر هذا الإمام عبد البرّ-رحمه الله-
? قاعدة: {لا واجب مع العجز، ولا محرّم مع الضرورة}.
مثال: الله جلّ وعلا جعل من واجبات الوضوء: غَسْل اليدين إلى المرفقَيْن، فلو أن أحد الناس من حادث قُطِعَت يدُه، فهذا لا يوجد عنده يده، فالواجب هنا الذي في الوضوء يسقط عنه؛ لوجود العجز.
? قال تعالى:? أُورِثتُموها بما كنتم تعملون?هذه الباء هل هي عِوَض أو سبب؟
هي سببية؛ لأن أعمالكم سبب في دخولكم الجنة، ولكن قال بعض العلماء كلاماً جميلاً: (إن المؤمنين ينجون من النار بعفو الله، ويدخلون الجنة برحمة الله، ويرثون غيرهم بأعمالهم الصالحة).
? قال طاووس بن كيسان لهشام بن عبد الملك، الخليفة الأموي المعروف، قال يا أمير المؤمنين: اذكر يوم الأذان!
قال: وما يوم الأذان؟!
قال: يوم أن يقول الله:?فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة الله على الظالمين?فصعق هشام-رحمه الله-
فقال طاووس بن كيسان: سبحان الله!! هذا ذُلّ الصفة، فكيف بذُلّ المعاينة؟!
أي أنك صُعِقت بمجرّد أن وصفتُ لك اليوم، فكيف إذا عاينته ورأيته بعينيك؟!
? لا يوجد شيء يحتاجه أهل النار في أول الأمر أكثر من احتياجهم إلى الماء؛ لأنهم إذا استسقوا في النار، يسقوْن?ماءً حميماً?يقطّع أمعاءهم.
¥